يُفضل كثيرون اقتناء الحيوانات الأليفة، خاصةً القطط؛ فهي كائناتٌ ذكية، وتعيش لعدة سنوات، ويحبها البعض كصديق مقرب لهم لأنها تخفف شعورهم بالقلق والوحدة، ولكن ذلك قد يكون أمرًا صعبًا إذا كان الشخص يُعاني من حساسية القطط. [1][7]
فهل حساسية القطط خطيرة؟ وما الأعراض التي تُسببها؟ وهل يُمكن علاج حساسية القطط في المنزل؟ تعرف على الإجابة ومعلومات أخرى مهمة في المقال الآتي.
محتويات المقال
ما هي حساسية القطط؟
تُعد حساسية القطط من أكثر أنواع حساسية الحيوانات الأليفة شيوعًا؛ إذ تُصيب ما يُقارب 10- 20% من البالغين، وتحدث بسبب استجابة الجهاز المناعي المفرطة تجاه بعض المواد والبروتينات التي تنتجها القطط. [4]
صحيح أنّ شدة حساسية القطط تختلف من شخص لآخر، إلا أنّها لا تكون خطيرة في العادة، علمًا بأنها قد تُسبب أعراضًا شديدة لدى بعض المصابين بالربو. [2]
أسباب حساسية القطط
خلافًا لما يعتقده الكثيرون، فإن حساسية القطط لا تحدث بسبب الوبر أو شعر القطط نفسه، بل بسبب بروتينات لعاب القطط وبولها وخلايا جلدها الميتة، والتي تُهيج جهاز المناعة لدى البعض؛ حيث يظن جهاز المناعة أنها أجسام مؤذية ويبدأ بمهاجمتها عن طريق الخطأ، مما يُسبب ظهور أعراض الحساسية. [1][2]
ويُمكن أن تنتقل هذه البروتينات من اللعاب إلى وبر أو شعر القطط عندما تنظف نفسها، كما يُمكن أن تنتشر إلى أماكن وأسطح عديدة عند تساقط الشعر وخلال الجلد الميتة، وأحيانًا قد تعلق في الهواء لفترات طويلة. [1][3]
ولذلك فإن أعراض حساسية القطط لا تظهر فقط أثناء ملامسة القطط أو مداعبتها، بل يُمكن أن تظهر في حال استنشق المصاب الهواء المحمّل بهذه البروتينات أو إذا لمس الأغراض التي لمستها القطط، مثل البطانيات والملابس. [1][3]
أعراض حساسية القطط
تختلف شدة أعراض حساسية القطط من شخص لآخر، كما يُمكن أن تظهر خلال دقائق قليلة من مخالطة القطط، أو قد يستغرق ظهورها عدة ساعات أحيانًا، ومن أهمها: [2]
أعراض حساسية القطط الشائعة
لا تختلف أعراض حساسية القطط عند الكبار، عنها لدى الرضع والأطفال، وتتضمن أعراضًا تنفسية وجلدية، مثل:[2][3]
- كثرة العطس.
- السعال.
- صفير الصدر.
- احمرار وحكة في العيون.
- احتقان أو سيلان في الأنف.
- طفح جلدي أو الشرى (انتفاخات حمراء أو وردية).
- حكة واحمرار في الجلد الذي تعرض للخدش، أو العض أو اللعق من القطة.
الإكزيما. - أعراض الربو، مثل السعال، والصفير وضيق التنفس.
أعراض حساسية القطط الشديدة
يُمكن أن تُسبب حساسية القطط أعراضًا شديدة لدى 20- 30% من مرضى الربو التحسسي، لذلك من الضروري مراجعة الطبيب أو مركز الطوارئ فورًا عند ظهور الأعراض الآتية: [2][3]
- عدم القدرة على التنفس من الأنف.
- ضيق التنفس.
- الصفير.
- صعوبة النوم.
- تورم الوجه أو أي مكان آخر في الجسم.
تشخيص حساسية القطط
يبدأ الطبيب التشخيص بإجراء فحصٍ جسدي؛ لتقييم الأعراض التي يشكو منها المصاب، كما يُمكن أن يطلب الفحوصات الآتية حسب حالة المريض الصحية وعمره والأدوية التي يستخدمها:[3][5]
اختبار وخز الجلد
عادةً ما يتم إجراء اختبار وخز الجلد (بالإنجليزية: Allergy skin prick test) في منطقة الظهر أو الساعد؛ حيث يخدش الطبيب سطح الجلد باستخدام إبرة نظيفة، ثم يضع كمية قليلة جدًا من البروتينات التي يظن أنها السبب وراء أعراض الحساسية. [5]
ثم يراقب الطبيب مكان الفحص لفترة تتراوح بين 15- 20 دقيقة؛ حيث سيظهر انتفاخ أو احمرار في الجلد إذا كان المريض يُعاني من الحساسية، ولكن لا داعي للقلق؛ إذ تختفي هذه الأعراض بعد 30 دقيقة من إجراء الفحص في العادة. [5]
اختبار داخل الأدمة
يُعد فحص الحساسية داخل الأدمة (بالإنجليزية: Intradermal skin testing) أكثر دقة في الكشف عن الحساسية مقارنةً باختبار وخز الجلد؛ لأن الطبيب يحقن القليل من البروتينات المسببة للحساسية داخل الجلد مباشرةً، وذلك في منطقة الظهر أو الساعد أيضًا. [5]
ويدل ظهور احمرارٍ أو حكة أو تورم في الجلد على أنّ نتيجة الفحص إيجابية وأن المريض يُعاني من الحساسية. [5]
اختبارات الدم
يسحب الأخصائي عينة من دم المريض؛ ليتم تحليلها في المختبر للكشف عن وجود أجسامٍ مضادة معينة تدل على الإصابة بالحساسية، وقد يُساعد هذا الفحص على تحديد شدَّة الحساسية أيضًا. [5][2]
وعادةً ما يلجأ إليه الطبيب في حال كان المريض طفلًا، أو يُعاني من حالة جلدية تمنعه من إجراء الفحوصات السابقة، ولكن تستغرق نتائج فحوصات الدم وقتًا أطول مقارنةً بالفحوصات الجلدية. [5]
إجراءات أخرى
اختبارات الحساسية لا تكون دقيقةً دائمًا، وهذا يعني أنّها قد تكون سلبية على الرغم من الإصابة بحساسية القطط والعكس، لذلك قد يطلب الطبيب من المريض تجنب القطط لعدة أشهر؛ ليُراقب تأثير ذلك على حالته. [2][5]
علاج حساسية القطط
يُوصي الطبيب عادةً بتجنب القطط قدر الإمكان لمنع ظهور أعراض الحساسية، وفي حال ظهرت هذه الأعراض فإنه قد يلجأ إلى الطرق الآتية: [5]
العلاج الدوائي
من الأدوية التي تُخفف أعراض حساسية القطط: [5][2]
- مضادات الاحتقان:
ولا تحتاج هذه الأدوية إلى وصفة طبية، وتُعد البخاخات التي تحتوي على دواء سودوإيفيدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine) من أهم الأمثلة عليها.
- مضادات الهيستامين:
وهي من الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية أيضًا ومن الأمثلة عليها دواء السيتريزين (بالإنجليزية: Cetirizine) أو دايفنهيدرامين (بالإنجليزية: Diphenhydramine).
- بخاخات الستيرويد الأنفية:
والتي تُستخدم لعلاج أعراض الربو والحساسية، ومنها دواء فلوتيكازون (بالإنجليزية: Fluticasone) وبوديسونيد (بالانجليزية: Budesonide).
فهو يُقلل من إفراز المواد التي يُطلقها جهاز المناعة عند الإصابة بالحساسية، مما يُخفف أعراض المريض.
- أدوية أخرى:
يُمكن أن يصف الطبيب دواء مونتيليوكاست (بالإنجليزية: Montelukast) في حالة لم تنجح الأدوية السابقة في تخفيف أعراض الحساسية.
ملاحظة: جميع هذه الأدوية تُستخدم لتخفيف أعراض حساسية القطط، لكنها لا تعالج الحساسية بشكل نهائي.
العلاج المناعي
قد يلجأ الطبيب إلى العلاج المناعي أو إبر الحساسية (بالإنجليزية: Allergy shots)، الذي يتضمن تعريض الجسم للبروتينات المسببة للتحسس بكميات قليلة، ولفترات طويلة قد تصل إلى سنوات، مما يُحسن من استجابة جهاز المناعة لهذه البروتينات. [2][6]
وبالتالي يُمكن أن تُخفف هذه الإبر من شدة الحساسية وأعراضها لدى بعض المرضى، ولكن لا يُوصى بإعطائها للأطفال دون سن 5 سنوات. [2][6]
العلاج المنزلي
يُمكن اتباع النصائح الآتية لتخفيف أعراض حساسية القطط: [2][5]
- غسل الأنف بالماء والملح:
فهذا يُنظف الأنف والمجاري التنفسية من مُسببات الحساسية العالقة فيها، ويمكن تحضير محلولٍ ملحي بإضافة رشة ملح صغيرة إلى كوب من الماء.
- تناول مكملات البروبيوتيك:
حيث يُعتقد أنّها قد تُخفف من أعراض الحساسية لدى البعض، إلا أننا بحاجة للمزيد من الدراسات لإثبات فعاليتها في تخفيف حساسية القطط.
- تنظيف المنزل:
فهذا ضروري للتخلص من البروتينات المسببة للحساسية، ويُفضل الاستعانة بشخص لا يعاني من حساسية القطط لتنظيف المنزل.
الوقاية من حساسية القطط
يوصى بتجنب القطط والأماكن التي توجد بها قدر الإمكان لمنع ظهور أعراض الحساسية، ولكن قد يسمح الطبيب للمريض بالاحتفاظ بقطته في حال كان متعلقًا بها ولم تكن حساسيته شديدة. [1]
وفي هذه الحالة يُوصي الطبيب باتباع النصائح الآتية للتقليل من ظهور أعراض حساسية القطط قدر المستطاع: [5][6]
- غسل اليدين جيدًا بعد لمس القطة أو الأغراض التي لمستها.
- منعها من دخول غرفة النوم.
- تنظيف القطة بفوطة مبللة بالماء يوميًا.
- التخلص من أنواع السجاد التي تعلق بها مسببات الحساسية كالخلايا الميتة وشعر القطط.
- تغطية الأثاث بقماش أو أغطية قابلة للغسيل، وغسلها بالماء الساخن باستمرار.
- استخدام فلاتر خاصة في فتحات التكييف والتدفئة؛ لتنقية الهواء من الخلايا الميتة وشعر القطط.
- تنظيف أو تغير فلاتر أجهزة التكييف والتدفئة بانتظام.
- استخدام مكنسة كهربائية مزودة بفلتر HEPA لتنظيف المنزل أسبوعيًا.
- استخدام الكمامة أثناء تنظيف المنزل خاصةً مكان القطط.
اقرأ أكثر: أمراض القطط المعدية للإنسان.
نصيحة الطبي
تحدث حساسية القطط بسبب استجابة مناعية مفرطة تجاه بعض البروتينات التي تنتجها أجسام القطط، وتُسبب ظهور أعراضٍ مثل الطفح الجلدي، والسعال وكثرة العطس، ويُمكن علاجها بتجنب القطط وأخذ إبر الحساسية وبعض الأدوية.
ويُمكنك الآن استشارة طبيب معتمد من خلال منصة الطبي عن بعد وخلال 24 ساعة إذا كنت تُعاني من أحد أعراض حساسية القطط.
تحدث الحساسية التنفسية بالانجليزية Respiratory Allergy بسبب التعرض لعدد من البروتينات الموجودة في الهواء والتي تسبب التهاب المجرى التنفسي عند ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :