جهاز الدوران | Circulatory system
ما هو جهاز الدوران
يُعرف جهاز الدوران (Circulatory System) أو الجهاز القلبي الوعائي (Cardiovascular System) بأنه الجهاز المسؤول في الجسم عن نقل الدم، والمواد الغذائية، والغازات (مثل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون)، والفضلات بين خلايا الجسم المختلفة. ويُعتبر من أهم الأجهزة الحيوية التي تضمن بقاء الإنسان على قيد الحياة، خصوصًا أنّ له دورًا في الحفاظ على التوازن الداخلي للجسم، وضمان كفاءة عمل الأعضاء الحيوية واستقرار وظائفها. [1][2]
محتويات المقال
أجزاء جهاز الدوران
يتكوّن جهاز الدوران من عدة مكوّنات أساسية، لكلٍّ منها دور مهم في الحفاظ على تدفّق الدم وتغذية خلايا الجسم المختلفة، وتشمل هذه الأجزاء ما يأتي:
القلب
يُعتبر القلب المحرّك الرئيسي لجهاز الدوران؛ إذ يضخّ الدم عبر شبكة الأوعية الدموية لتغذية جميع أنحاء الجسم. ويقع القلب أسفل القفص الصدري وإلى يسار عظم القصّ بين الرئتين، ويتكوّن من عضلة قوية تنقبض بانتظام لضخّ الدم إلى الشرايين. [4][5]
كما يحتوي القلب على أربع حجرات: أذين أيمن وأيسر، وبطين أيمن وأيسر، تعمل جميعها بتناغم عبر دورات متتالية من الانقباض والانبساط لضمان تدفّق الدم. إضافةً إلى ذلك، يحتوي القلب على 4 صمامات تنظم تدفق الدم وتمنع عودته في الاتجاه المعاكس، وهي: [5][6]
- الصمام التاجي (Mitral valve).
- الصمام الأبهري (Aortic valve).
- الصمام ثلاثي الشرف (Tricuspid valve).
- الصمام الرئوي (Pulmonary valve).
الشرايين
تنقل الشرايين الدم المحمّل بالأكسجين من القلب إلى مختلف الأعضاء والأنسجة في الجسم، وتتفرّع تدريجيًا إلى أوعية أدقّ فأدقّ، حتى تصل إلى جميع خلايا الجسم، مما يضمن تزويدها بالأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة لعملها. [5][6]
الأوردة
تعمل الأوردة على إعادة الدم غير المؤكسج والمحمَّل بالفضلات من مختلف أنحاء الجسم إلى القلب، ليُضخّ لاحقًا نحو الرئتين حيث يتم التخلّص من ثاني أكسيد الكربون. ومن أبرز الأوردة في الجسم ما يأتي: [5][6]
- الوريد الأجوف العلوي (Superior vena cava): ينقل الدم القادم من الرأس والذراعين إلى القلب.
- الوريد الأجوف السفلي (Inferior vena cava): ينقل الدم من البطن والساقين إلى القلب.
الشعيرات الدموية
تُعدّ الشعيرات الدموية أصغر الأوعية في جهاز الدوران، وهي حلقة الوصل بين الشرايين والأوردة. وتتميّز جدرانها برقّتها الشديدة، مما يسمح بحدوث تبادل فعّال للغازات والعناصر الغذائية والفضلات بين الدم وخلايا الجسم، وبذلك تضمن تغذية الأنسجة والمحافظة على توازنها الحيوي. [5][6]
وظائف جهاز الدوران
يعمل جهاز الدوران بتناغم تام بين القلب والأوعية الدموية لتلبية احتياجات الأعضاء من الأكسجين والغذاء، وتشمل أهم وظائفه ما يلي: [3]
- ضخ الدم عبر الجسم باستمرار، إذ يتمكّن القلب من ضخ ما يزيد عن 7500 لتر من الدم يوميًّا، وقد تضاعف هذه الكمية كثيرًا أثناء ممارسة النشاط البدنيّ؛ لتلبية حاجة الجسم المتزايدة من الأكسجين.
- نقل الأكسجين والعناصر الغذائية إلى الأعضاء، والعضلات والأنسجة؛ لتتمكن من أداء وظائفها بشكلٍ طبيعي، وتكون أولوية التروية الدموية لكلٍّ من القلب والدماغ، لذا يتكيّف جهاز الدوران لضمان إيصال كمياتٍ كافيةٍ من الدم والأكسجين إليهما، بما يضمن استمرار الدورة الدموية والمحافظة على عمل الجسم بصورةٍ سليمة.
- التخلّص من الفضلات الأيضيّة، مثل ثاني أكسيد الكربون والمواد الكيميائية الثانوية الناتجة عن العمليات المختلفة في أعضاء الجسم.
- المساعدة في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.
كيف يضخ القلب الدم عبر الجسم؟
ينبض القلب عادةً بمعدل 60–100 نبضة في الدقيقة، ممّا يضمن استمرار تدفق الدم وتغذية الجسم بالأكسجين والمواد الحيوية؛ إذ يدخل الدم غير المؤكسج إلى الأذين الأيمن في القلب ومن ثم إلى البطين الأيمن فيه عبر الصمّام ثلاثي الشرفات، ويضخّ القلب الدم إلى أنحاء الجسم كالآتي: [2][7]
- الدورة الرئوية (Pulmonary circulation) أو الدورة الدمويّة الصغرى
- يضخ البطين الأيمن الدم غير المؤكسج عبر الشرايين الرئوية إلى الرئتين للحصول على الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون.
- يعود الدم الغني بالأكسجين بعد ذلك عبر الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيسر في القلب ومن ثم إلى البطين الأيسر.
- الدورة الجهازية (Systemic circulation) أو الدورة الدمويّة الكبرى
- يضخ البطين الأيسر الدم الغني بالأكسجين إلى باقي أنحاء الجسم عبر الشريان الأبهر إلى الجسم، إذ يتفرع الأبهر إلى شرايين أصغر ثم إلى شعيرات دموية دقيقة لتبادل الغازات والعناصر الغذائية مع الأنسجة.
- يعود الدم غير المؤكسج إلى الأذين الأيمن في القلب عبر الأوردة ثم إلى البطين الأيمن.، وتبدأ الدورة من جديد.
دور الدورة الدموية في حماية القلب
تلعب الدورة الدموية دورًا أساسيًا في حماية القلب وضمان استمرارية عمله بكفاءة عالية، إذ تُزوّد الشرايين التاجية (Coronary Arteries) عضلة القلب بالدم الغني بالأكسجين والمواد الغذائية اللازمة لأداء وظائفها الحيوية. ويتكوّن الجهاز الشرياني التاجي من شريانين رئيسيين مسؤولان عن تغذية أنسجة القلب المختلفة، هما: [8]
- الشريان التاجي الأيسر (Left Coronary Artery).
- الشريان التاجي الأيمن (Right Coronary Artery).
أما الأوردة التاجية، فمهمتها إعادة الدم غير المؤكسج من أنسجة القلب إلى حجراته عبر النظامين الوريدي القلبي الكبير والصغير، مما يساعد على إزالة الفضلات الأيضية والحفاظ على توازن القلب الداخلي. وتزداد أهمية تدفّق الدم عبر الأوعية التاجية أثناء ارتفاع الجهد القلبي، إذ يزداد النشاط الأيضي لعضلة القلب، فتتضاعف حاجتها إلى كمياتٍ أكبر من الأكسجين مقارنة بمعظم أنسجة الجسم الأخرى. [8][9]
وإلى جانب ذلك، تعمل الدورة الدموية على تنظيم معدّلات تدفّق الدم إلى القلب تبعًا لاحتياجاته في مختلف الحالات، سواء أثناء الراحة أو خلال بذل الجهد البدني، وذلك من خلال آليات عصبية وهرمونية دقيقة تحافظ على توازن عمل القلب وتحميه من الإجهاد أو من نقص الأكسجين المفاجئ. وبذلك، تُسهم الدورة الدموية في تغذية القلب وتنقيته وتنظيم أدائه الوظيفي، مما يحافظ على سلامته ويقيه من التلف المفاجئ أو المزمن، ويضمن استمرارية عمله بكفاءةٍ عالية تدعم حياة الإنسان واستقرار وظائفه الحيوية. [8][9][10]
مشكلات صحية قد تؤثر في الدورة الدموية
ثمّة مجموعة من المشكلات الشائعة التي قد تؤثر في الدورة الدموية في الجسم، أبرزها: [2][5]
- التصلب العصيدي (Atherosclerosis)؛ بسبب تراكم الترسبات الدهنيّة في الأوعية الدموية، ممّا يؤدي إلى تضيّقها ونقصان كمية الدم المتدفقة خلالها، وهذا قد يقلل كمية الأكسجين الواصلة إلى الأنسجة والأعضاء.
- ارتفاع ضغط الدم، ويؤدي إلى تلف الأوعية الدمويّة والقلب في نهاية المطاف.
- اضطراب نظم القلب (Arrhythmia)، ويحدث غالبًا بسبب ظهور تغيرات في القلب أو في الإشارات الكهربائية فيه.
- الذبحة الصدرية (Angina)، وهي ألم في الصدر يحدث بسبب عدم حصول القلب على ما يكفي من الأكسجين.
- الجلطة الدموية (Blood clots) أو تخثر الدم وتجلّطه، وقد ينجم عنه جلطة دماغية، أو نوبة قلبيّة، أو جلطة في الساق أو الرئة.
- النوبة القلبية (Heart attack)، وتظهر النوبة القلبيّة نتيجة انسداد إحدى أجزاء القلب، أو في حالة تجاوز متطلبات القلب كمية الأكسجين التي تصله.
- القصور القلبي أو فشل القلب (Heart failure)، ويعبِّر عن عدم قدرة القلب على ضخ كميات كافية من الدم والأكسجين لدعم باقي الأعضاء في الجسم.
- مرض قلبي خلقي (Congenital heart defect)، كالكشف عن وجود تشوّه في جدران القلب لحظة الولادة أو قبل ذلك.
- تمدد الأوعية الدموية أو أم الدم (Aneurysm)، أي تضخم جزء في إحدى شرايين الجسم والذي قد يُسفر عن مضاعفات خطيرة في حالة تمزّقه أو انفجاره.
- مشكلات أخرى، مثل:
- الدوالي الوريدية أو دوالي الساقين (Varicose veins).
- التهاب الأوعية الدموية (Vasculitis).
- مشكلات في صمامات القلب.
- التهاب القلب.
كيف يمكن الحفاظ على صحة جهاز الدوران؟
للمساعدة في الحفاظ على صحة القلب والدورة الدموية ينصح بما يلي: [1]
- مارس التمارين الرياضية يوميًا لمدة نصف ساعة على الأقل.
- ركز على تناول الأطعمة الصحية خصوصًا الخضروات والفواكه الطازجة والأطعمة الغنية بأوميجا 3.
- سيطر على التوتر عن طريق التأمل، وممارسة تمارين التنفس العميق.
- حافظ على وزن صحي وأنقص وزنك إذا كنت تعاني من السمنة والوزن الزائد.
- أقلع عن التدخين وامتنع عن شرب الكحول.
- التزم بالأدوية وتعليمات الطبيب إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة، خصوصًا تصلب الشرايين وارتفاع الكوليسترول الضار.
- راجع الطبيب فورًا عند الشعور بألم في الصدر أو صعوبة في التنفس أو تسارع في ضربات القلب.
[1] Healthdirect. Circulatory system | healthdirect. (n.d.). Retrieved on the 21st of October, 2025.
[2] Angela Ryan Lee. (n.d.). How the Cardiovascular System Works (and Fails). Retrieved on the 21st of October, 2025.
[3] Cleveland Clinic. How Your Circulatory System Works. (n.d.). Retrieved on the 21st of October, 2025.
[4] Whitbourne, K. Heart Anatomy, Function, and Blood Circulation. Retrieved on the 21st of October, 2025.
[5] Chen, H., & Seladi, J. Circulatory System: Function, Organs, Diseases. Retrieved on the 21st of October, 2025.
[6] Beckerman, J. How the Heart Works: How Blood Flows, Parts of the Heart, and More. Retrieved on the 21st of October, 2025.
[7] NCBI. In brief: How does the blood circulatory system work? (2023, November 21). Retrieved on the 21st of October, 2025.
[8] Johns Hopkins Medicine. Anatomy and Function of the Coronary Arteries. (n.d.). Retrieved on the 21st of October, 2025.
[9] Makaryus, A. Anatomy, Thorax, Heart Veins - Retrieved on the 21st of October, 2025.
[10] Physiology, Coronary Circulation - StatPearls. (2023, May 1). NCBI. Retrieved on the 21st of October, 2025.
الكلمات مفتاحية
تنبيه
المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.
محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي
أخبار ومقالات طبية
آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين