تكثر الأقوال والدراسات حول أهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل الرضيع، مثل اكتساب المناعة للطفل، وتقوية الرابط بينهما، وغيرها، لكن لم يكن معروفاً أن للرضاعة الطبيعة تأثيراً إيجابياً على الأم يمتد لسنوات بعد الرضاعة وحتى سن اليأس.
إذ وجدت إحدى الدراسات الحديثة أن النساء اللواتي أرضعن أولادهن رضاعة طبيعية، وصلن إلى سن اليأس، وتجاوزت أعمارهن ال 50 عاما كان لديهن نتائج أفضل في اختبار القدرات المعرفية من النساء اللواتي لم يرضعن نهائياً.
وفي تفاصيل الدراسة: فقد أجريت دراستان على 115 امرأة، كان منهن 64 امرأة تعاني من الاكتئاب، و51 امرأة غير مصابة بالاكتئاب، وكانت أعمارهن قد تجاوزت الـ 50، وتتشابه تقريباً ظروفهن من حيث التعليم، والعمر، والعرق.
تم إجراء مجموعة من الاختبارات النفسية لهذه المجموعتين، تقيس مستوى التعلم، والذاكرة، وسرعة تنفيذ المهام، والقدرة على تنفيذ هذه المهام، إضافة إلى عمل استبيان حول تاريخ الإنجاب والرضاعة الطبيعية لهذه النساء.
كانت نتائج الدراسة كما يلي:
- 65% من النساء اللواتي لا يعانين من الاكتئاب لديهن تاريخ للرضاعة الطبيعية، مقارنةً مع 44% من النساء المصابات بالاكتئاب.
- جميع النساء اللواتي لا يعانين من الاكتئاب لديها حمل واحد كامل على الأقل، مقارنة مع 57.8% من اللواتي يعانين الاكتئاب.
- النساء اللواتي أرضعت رضاعة طبيعية كان أداؤها أفضل من جميع الاختبارات المعرفية مقارنةً مع النساء اللواتي لم يرضعن.
- كشفت نتائج الاختبارات أن أداء المهمات، وسرعة تنفيذها ارتبطا بشكل كبير بالرضاعة الطبيعية.
- كلما زادت فترة الرضاعة الطبيعية كلما تحسنت وظيفة الإدراك.
وقد علق الباحثون في نهاية الدراسة أنهم بحاجة إلى المزيد من الدراسات في المستقبل، للكشف عن العلاقة بين الرضاعة الطبيعية، والوظيفة المعرفية في مجموعات أكبر من النساء، وفي مناطق مختلفة من العالم.
للمزيد: الرضاعة الطبيعية والتطور العقلي