يمثل الخوف من عودة سرطان الثدي تحديًا نفسيًا كبيرًا للناجيات حتى بعد إتمام علاجهن بنجاح. الآن، وفي تطور علمي مهم، قدمت دراسة جديدة استراتيجية استباقية واعدة للقضاء على هذا القلق، من خلال مهاجمة السبب الجذري لعودة المرض.
فقد أظهرت نتائج تجربة سريرية، قادها باحثون في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، إمكانية استخدام أدوية موجودة حاليًا للقضاء على الخلايا السرطانية "النائمة" التي تبقى في الجسم، مما يقلل بشكل كبير من خطر عودة الورم مستقبلًا.
القضاء على الخلايا النائمة
يعود سبب تكرار الإصابة بالسرطان في كثير من الحالات إلى وجود "خلايا كامنة" أو "نائمة"، وهي خلايا سرطانية تظل غير نشطة في الجسم لسنوات، ولا يمكن رصدها بوسائل الفحص التقليدية.
النهج الجديد الذي طرحته الدراسة، المنشورة في مجلة "Nature Medicine"، يقوم على تغيير طريقة التعامل مع هذه الخلايا؛ فبدلاً من الانتظار ومراقبة عودة المرض، يتم البحث عن هذه الخلايا الكامنة لدى الناجيات، ومن ثم استهدافها مباشرة بعلاج دوائي للقضاء عليها قبل أن تُتاح لها فرصة الاستيقاظ.
نتائج واعدة من التجارب السريرية
أُجريت الدراسة على ناجيات من سرطان الثدي تم اكتشاف خلايا كامنة لديهن في نخاع العظم، وعند إعطائهن أدوية مُعتمدة لأمراض أخرى، كانت النتائج إيجابية بشكل لافت:
- نجح العلاج في القضاء على الخلايا الكامنة لدى 80% من المشاركات.
- بعد متابعة استمرت لثلاث سنوات، كانت نسبة النجاة دون عودة المرض تتجاوز 90% لمن تلقين دواءً واحدًا، ووصلت إلى 100% لمن تلقين العلاج المزدوج.
وقالت الدكتورة أنجيلا ديميكيلي، الباحثة الرئيسية في الدراسة: "دراستنا تُظهر أن منع عودة المرض عبر مراقبة واستهداف الخلايا السرطانية الكامنة هي استراتيجية واعدة، ونأمل أن تشجع على المزيد من الأبحاث في هذا المجال".
يمثل هذا البحث تحولًا مهمًا في مكافحة السرطان، حيث ينقل التركيز من العلاج والمراقبة إلى الوقاية والفعل الاستباقي، مانحًا الناجيات فرصة حقيقية للعيش بهدوء وسعادة.
فريق الطبي موجود دائمًا للإجابة على استفساراتكم.