مع توافد السياح إلى الوجهات الأوروبية الشهيرة لقضاء العطلة الصيفية، أطلق المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) تحذيراً من تفشٍ مقلق لفيروس التهاب الكبد الوبائي (أ)، والذي أودى بحياة 9 أشخاص هذا العام في 4 دول أوروبية تعد وجهات سياحية رائجة.
ما هو التهاب الكبد الوبائي (أ)؟
التهاب الكبد الوبائي (أ) هو عدوى فيروسية حادة تصيب الكبد، تنتشر بشكل أساسي عند تناول طعام أو ماء ملوّث ببراز شخص مُصاب بالفيروس، ولهذا يُطلق عليه اسم "مرض الأيدي القذرة".
وعلى عكس التهاب الكبد (ب) و(ج)، لا يسبب التهاب الكبد (أ) مرضًا مزمنًا في الكبد، ولكنه قد يؤدي إلى أعراض تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وفي حالات نادرة يمكن أن يسبب فشلًا كبديًا قاتلًا، فبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO)، أدى الفيروس إلى وفاة 7,134 شخصًا حول العالم في عام 2016.
انتشار مقلق في أوروبا
كشف المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض عن ارتفاع مفاجئ في حالات الإصابة بالتهاب الكبد (أ) في أنحاء أوروبا هذا العام، مع تسجيل أرقام مثيرة للقلق في عدد من الوجهات السياحية الشهيرة. حتى الآن، تم تأكيد 2,097 حالة إصابة في 4 دول، وهي:
- سلوفاكيا: كانت الأكثر تضررًا من حيث عدد الحالات، حيث تم تسجيل 880 حالة مؤكدة في عام 2025 وحده.
- جمهورية التشيك: سجلت 600 حالة، وهي الأعلى من حيث عدد الوفيات المرتبطة بالفيروس، حيث توفي 6 أشخاص نتيجة لمضاعفات خطيرة في الكبد، وكان الأطفال هم الضحية الأبرز.
- هنغاريا: أبلغت عن 530 حالة هذا العام، معظمها بين البالغين.
- النمسا: تجاوز عدد الحالات المسجلة هذا العام أرقام العام الماضي، مع 87 حالة و3 وفيات.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تتعقب فيه وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) ارتفاعًا غامضًا في إصابات التهاب الكبد (أ) في بريطانيا، حيث أصيب 95 شخصًا بعدوى كبدية خطيرة، احتاج 58 منهم إلى دخول المستشفى، لكن دون وفيات، وقد ربطت التحقيقات الأولية هذا التفشي إلى شراء منتج غذائي من محل تجاري غير معروف.
أعراض المرض
غالبًا ما تكون أعراض التهاب الكبد (أ) غير واضحة في مراحله المبكرة، ولكنها تتضمن:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- أعراض شبيهة بالإنفلونزا، مثل التعب، والصداع، وآلام العضلات.
- غثيان وتقيؤ.
- ألم البطن.
- تغير لون البراز إلى الرمادي الفاتح.
- حكة في الجلد.
- اليرقان في الحالات المتقدمة.
الاحتياطات الضرورية
في ظل الوضع الوبائي الحالي، يشدد الخبراء على أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة، وعلى رأسها الحصول على مطعوم التهاب الكبد الوبائي (أ) للمسافرين المتجهين إلى الأماكن التي ينتشر فيها الفيروس.
كما يوصى بشدة الحفاظ على النظافة الشخصية، وغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بانتظام، وتجنب شراء المواد الغذائية غير النظيفة أو من مصادر غير معروفة.
لضمان سلامتك قبل السفر، من الضروري أن تحمي نفسك من التهاب الكبد الوبائي أ! احصل على استشارة طبية من "الطبي" لمعرفة أفضل طرق الوقاية.