عندما تلتهب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinuses) وهي تجاويف صغيرة موجودة داخل الجبهة، وعظام الخد، وخلف الأنف، وحول العينين- فإنها تتورم وتنتج كميةً كبيرة من المخاط، مما يؤدي إلى انسداد الجيوب وزيادة الضغط داخلها، وهذا يُسبب صداع الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinus Headache)، والذي يُصيب أحد جانبي الرأس أو كلامهما.[1][2][4]
فكيف يُمكن علاج صداع الجيوب الأنفية في المنزل؟ وما الأدوية التي تُساعد على تخفيفه؟ اقرأ هذا المقال لتعرف الإجابة.
محتويات المقال
طرق طبيعية لعلاج صداع الجيوب الأنفية
عادةً ما يُرافق ألم صداع الجيوب الأنفية أعراض أخرى، مثل احتقان الأنف أو سيلانه، والشعور بضغط في مقدمة الرأس يزداد عند السعال أو الانحناء للأمام، ولا يكون صداع الجيوب الأنفية مقلقًا في العادة؛ فغالبًا يتحسن ويزول خلال أسبوع تقريبًا، لذلك يُمكن تخفيف أعراضه باتباع بعض الطرق المنزلية، مثل: [1][2]
الإكثار من شرب الماء والسوائل
لا يُساعد الإكثار من شرب السوائل على ترطيب الجسم فحسب، بل يُقلل أيضًا من سماكة المخاط المتراكم داخل الجيوب الأنفية ويرطبها، وبالتالي يُخفف من احتقان وصداع الجيوب الأنفية. [3][4]
تنظيف الأنف بالماء والملح
يُساعد شطف الأنف بالماء والملح على تنظيفه وترطيبه من الداخل، مما يُقلل من الضغط وألم الرأس، ويُمكن استعمال المحلول الملحي المتوفر في الصيدليات، أو تحضير المحلول في المنزل، وذلك باتباع الخطوات الآتية: [4][5]
- غلي كوبين من الماء لمدة 3- 5 دقائق، ثم يُترك حتى يبرد.
- إضافة ملعقة صغيرة من الملح وملعقة صغيرة من صودا الخبز إلى الماء.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون.
- وضع كمية قليلة من المحلول في راحة اليدين واستنشاقها لتنظيف الأنف وشطفه.
استنشاق بخار الماء
يزيد الضغط داخل الجيوب الأنفية عندما يكون الهواء جافًا، مما يُسبب صداع الجيوب الأنفية، ولترطيب الجيوب الأنفية يُنصح باستنشاق البخار بأيّ مما يأتي: [4][5]
- أخذ حمام ماء ساخن.
- وضع ماء ساخن في وعاء واستنشاق البخار المتصاعد، ولكن احذر من حروق الماء الساخن.
- استخدام جهاز ترطيب الهواء.
طرق أخرى
ومن الطرق الطبيعية لعلاج صداع الجيوب الأنفية: [1][2]
- استخدام زيت الإيوكاليبتوس (بالإنجليزية: Eucalyptus Oil):
يُمكن إضافة الزيت إلى بخار الماء واستنشاقه، إذ يحتوي على مادة السينيول (Cineole) التي تسرع التعافي من التهاب الجيوب الفيروسي وتقلل انسداد الأنف، مما يُخفف الصداع.
- ممارسة التمارين الرياضة:
مثل اليوجا والمشي، حيث تقلل من الضغط على الجيوب الأنفية، وتزيد من تدفق الدم إليها، مما يساعد على إزالة الاحتقان مؤقتًا.
- استخدام كمادات الماء الدافئ:
وذلك بوضعها على الجيوب الأنفية، مما يساعد على فتح الممرات الأنفية وتخفيف التورم.
- رفع الرأس أثناء النوم:
ويُمكن استخدام عدة وسائد لرفع الرأس.
- الراحة والاسترخاء:
ويُمكن ممارسة تمارين التنفس والتأمل على الاسترخاء.
- استخدام البروميلين (بالإنجليزية: Bromelain):
وهو من الإنزيمات الموجودة في عصير الأناناس، وقد يُساعد على تخفيف إفرازات والتهابات الأنف.
اقرأ أيضًا: طرق علاج الجيوب الأنفية في المنزل.
العلاج الدوائي لصداع الجيوب الأنفية
لا تحتاج بعض أدوية علاج صداع الجيوب الأنفية إلى وصفة طبية، ولكن يُفضل استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل استخدامها؛ ليُحدد الجرعة المناسبة منها، ومن الأدوية التي يُمكن استخدامها:
مسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية
يُمكن استخدام مسكنات مثل الباراسيتامول (Paracetamol) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen) لعلاج صداع الجيوب الأنفية، ولكن يجب استشارة الطبيب إذا استمر الصداع لأكثر من أسبوعين أو زاد سوءًا. [2][4]
مضادات الاحتقان
يُمكن أن تُقلل مضادات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) من التورم والاحتقان في الأنف، مما يُخفف من الضغط داخل الجيوب الأنفية، وتتوفر هذه الأدوية بأشكال عديدة منها: [1][2]
- رذاذ أنفي (Nasal Spray):
مثل دواء أوسيميتازولين (Oxymetazoline)، ولكن لا يُوصى باستخدامه لأكثر من 3 أيام؛ فهي قد تزيد الاحتقان سوءًا.
- حبوب فموية (Oral Tablets):
ويُعد دواء سودوإفدرين (Pseudoephedrine) من أهم الأمثلة عليها.
ومن الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام مزيلات الاحتقان عند الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو أمراض في القلب. [1][2]
مضادات الهيستامين
تُستخدم مضادات الهيستامين (بالإنجليزية: Antihistamines) إذا كان صداع الجيوب الأنفية ناجمًا عن الحساسية؛ لأنها تمنع تأثير مادة الهيستامين، والتي ينتجها الجسم بكمياتٍ كبيرة عند الإصابة بالحساسية، حيث تزيد إنتاج المُخاط وتورم بطانة الجيوب الأنفية. [3][4]
أدوية أخرى
يُمكن أن يصف الطبيب الأدوية الآتية أيضًا لعلاج صداع الجيوب الأنفية: [2][4]
- رذاذ الستيرويد الأنفي (بالإنجليزية: Nasal Steroid Spray):
فهو يقلل من تورم أغشية الأنف، خاصة إذا كان الصداع ناجمًا عن الحساسية، ولكنه يُستخدم عادةً كعلاجٍ طويل الأمد؛ لأن مفعوله يبدأ بعد أسبوع من الالتزام باستخدامه.
- الأدوية المُذيبة للبلغم (بالإنجليزية: Mucolytic):
فهي تُسهّل خروج المخاط، وبالتالي تخفف الضغط والصداع.
- المضادات الحيوية (بالإنجليزية: Antibiotics):
ويصفها الطبيب عند الإصابة بالتهاب الجيوب البكتيري، وذلك في حال لم يستفد المريض من الأدوية الأخرى.
العلاج الجراحي لصداع الجيوب الأنفية
قد يلجأ الطبيب لعملية الجيوب الأنفية في الحالات الآتية: [1][5]
- الإصابة بصداع والتهاب الجيوب الأنفية المزمن.
- الإصابة بحالة صحية تُسبب انسداد الممرات الأنفية والصداع، مثل:
- الأورام الحميدة الأنفية (بالإنجليزية: Nasal Polyps).
- انحراف الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Deviated Septum).
- تضخم اللحمية (بالإنجليزية: Enlarged Adenoids).
وعادةً يُقرر ذلك الطبيب بعد إجراء تصوير الرأس باستخدام الأشعة السينية، أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وخلال عملية الجيوب الأنفية يُزيل الطبيب الأنسجة المسببة لانسداد الجيوب، أو ينفخ بالونًا صغيرًا لفتح الجيوب الأنفية. [1][5]
الوقاية من صداع الجيوب الأنفية
لأن الوقاية دائمًا خير من العلاج، نوصي باتباع الطرق الآتية لمنع صداع والتهاب الجيوب الأنفية: [1][2][4]
- تجنب مسببات حساسية الأنف والاحتقان، مثل: دخان السجائر أو العطور.
- تناول مضادات الحساسية كإجراءٍ وقائي عند الإصابة بالحساسية الموسمية.
- غسل اليدين باستمرار وتجنب مخالطة الأشخاص المرضى؛ لتقليل فرص الإصابة بعدوى الجيوب الأنفية.
- المُحافظة على رطوبة الجيوب الأنفية، وذلك باستنشاق البخار وغسل الأنف باستمرار.
- ممارسة التمارين الرياضية باستمرار.
نصيحة الطبي
يُمكن علاج صداع الجيوب الأنفية بطرقٍ منزلية بسيطة، مثل شطف الأنف بالماء والملح واستنشاق البخار، كما يُمكنك استخدام مضادات الاحتقان والمسكنات التي لا تحتاج لوصفة طبية، ولكننا ننصحك بمراجعة الطبيب إذا استمرت أعراضك لأكثر من أسبوعين أو زادت سوءًا؛ فقد تكون بحاجة لأدوية أخرى مثل المضادات الحيوية.
ويُمكنك الآن استشارة أحد أطبائنا المعتمدين على منصة الطبي في أي وقت ومن أيّ مكان تريده؛ ليُحدد لك العلاج الأمثل لصداع الجيوب الأنفية والأعراض الأخرى التي تُعاني منها.
اقرا ايضاً :