انفصام الشخصية أو الفصام أو الشيزوفرينيا (بالإنجليزية: Schizophrenia) اضطراب نفسي يؤثر في طريقة تفكير المصاب، مشاعره وسلوكياته، ويُمكن أن يفقد المريض اتصاله بالواقع، مما يُعيق قدرته على ممارسة أنشطته اليومية بشكلٍ طبيعي. [1]
بالرغم من عدم معرفة الأسباب الدقيقة للإصابة بانفصام الشخصية حتى الآن، إلا أنه مثل أغلب الأمراض النفسية، قد تلعب مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية معًا دورًا في زيادة خطر الإصابة به، إلى جانب التعرّض للضغوط الحياتية التي قد تساهم في بدء ظهور الأعراض أو تفاقمها. [1]
إن كنت تبحث عن إجابة، فهذا المقال يوضّح أبرز الفرضيات والأسباب المحتملة وراء الإصابة بانفصام الشخصية.
محتويات المقال
العامل الوراثي
تشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية والجينية تلعب دورًا مهمًا في خطر الإصابة بانفصام الشخصية، فوجود شخص مصاب في العائلة، سواء كان أحد الوالدين أو الإخوة، يرفع من احتمالية إصابة أفراد آخرين في الأسرة. على سبيل المثال، توصلت بعض الدراسات إلى ما يلي: [2][3]
- إذا كان أحد الوالدين أو أحد الإخوة مصابًا بانفصام الشخصية، فإن احتمالية الإصابة تصل إلى 10%.
- إذا كان أحد الوالدين فقط مصابًا، فقد تصل احتمالية الإصابة إلى 13%.
- إذا كان كلا الوالدين مصابين، فقد ترتفع احتمالية الإصابة إلى 40%.
- في حالة التوائم المتطابقة (الذين يشتركون في نفس الجينات)، فإن إصابة أحدهما تعني أن احتمالية إصابة الآخر تصل إلى 50%، حتى لو تربيا في بيئتين مختلفتين.
- أما التوائم غير المتطابقة، فتصل احتمالية إصابة الآخر عند إصابة أحدهما إلى 12.5% فقط.
لكن، بالرغم من الصلة القوية بين الجينات المتوارثة والإصابة بانفصام الشخصية، إلا أن الجينات وحدها لا تفسر الإصابة، فهناك من يُصاب بانفصام الشخصية دون أي تاريخ عائلي، وهناك من يمتلك تاريخًا عائليًا واضحًا، مثل حالات التوائم المتطابقة، دون أن تظهر عليه الأعراض. [2]
لذلك، يُرجّح الخبراء أن الإصابة بانفصام الشخصية تنجم عن تفاعل معقد بين الاستعداد الوراثي وعوامل أخرى بيئية، ونفسية، واجتماعية يمر بها الفرد خلال حياته. [2]
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
تغيرات في بنية الدماغ
أشارت بعض الأبحاث إلى وجود اختلافات في بنية الدماغ لدى بعض المصابين بانفصام الشخصية، ويُعتقد أنها حدثت نتيجة اضطرابات بدأت خلال فترة الحمل أو الطفولة المبكرة، لكن قد لا تظهر هذه التغيرات على جميع المرضى. [4]
من بين أبرزها: [5]
- زيادة حجم الفراغات في بطينات الدماغ.
- صغر حجم الفصوص الصدغية الوسطى، وهي أجزاء مسؤولة عن معالجة الذاكرة.
- ضعف التواصل بين خلايا الدماغ.
- انكماش تدريجي في المادة الرمادية، وهي الجزء المحتوي على الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى فقدان أنسجة الدماغ، وظهور أعراض المرض.
اختلالات كيمياء الدماغ
إلى جانب تغيرات بنية الدماغ، يُعتقد أن اختلال توازن بعض النواقل العصبية، وهي المواد الكيميائية التي تنقل الإشارات بين خلايا الدماغ، قد يكون من أسباب انفصام الشخصية. [5]
من أبرز هذه المواد: [5]
- الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine): يُعتقد أن اختلال توازن هذا الناقل العصبي يرتبط ببعض أعراض الفصام، مثل الهلاوس والأوهام، ولهذا تعمل بعض الأدوية المضادة للذهان على تقليل مستويات الدوبامين في الدماغ.
- السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin): قد يكون له دور أيضًا، خاصة عندما يكون هناك خلل في توازنه مع الدوبامين.
- الغلوتامات (بالإنجليزية: Glutamate): وهو ناقل عصبي له دور في التفكير، والذاكرة، والمزاج، ويُعتقد أن التغيّرات في نشاط الغلوتامات قد تفسر بعض أعراض الفصام، مثل تلبّد المشاعر، وضعف التواصل الاجتماعي.
مضاعفات الحمل والولادة
إن حصول مضاعفات للفرد أثناء الحمل والولادة، قد تُسهم في زيادة خطر إصابته بانفصام الشخصية لاحقًا في الحياة؛ لتأثيرها في تطوّر الدماغ في مراحله المبكرة. من بين هذه المشاكل: [3][5]
- إصابة الأم بنزيف أو ارتفاع في ضغط الدم أثناء الحمل.
- خضوع الأم لولادة قيصرية طارئة.
- تعرّض الجنين لعدوى فيروسية داخل الرحم، مثل الإنفلونزا أو فيروس الهربس.
- انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
- الولادة المبكرة.
- نقص الأكسجين أثناء الولادة.
الظروف النفسية الصعبة
قد تُسهم بعض الأحداث الحياتية الصعبة أو الضغوطات النفسية في تحفيز ظهور أعراض انفصام الشخصية لدى الأشخاص المعرّضين للإصابة به، خصوصًا إذا كان لديهم استعداد وراثي أو عوامل أخرى كامنة، ومن الأمثلة على هذه الظروف: [3][4]
- موت شخص عزيز.
- الطلاق أو انتهاء علاقة عاطفية.
- فقدان الوظيفة أو السكن.
- التعرّض المستمر للتنمر أو المضايقات.
- الانعزال الاجتماعي أو الشعور بالوحدة.
- التعرّض للإساءة الجسدية أو النفسية أو الجنسية.
- المشاكل المالية أو الفقر.
- التشرّد.
لكن لا تعد هذه الظروف وحدها سببًا مباشرًا للإصابة بانفصام الشخصية.
تعاطي المخدرات
يرتبط تعاطي المخدرات، خاصةً الحشيش، والكوكايين، وLSD، والأمفيتامينات، في ظهور أعراض انفصام الشخصية، خاصةً أولئك الذين لديهم استعداد وراثي أو نفسي للإصابة، ولكن لا يعرف حتى الآن ما إن كانت المخدرات سببًا مباشرًا للإصابة بانفصام الشخصية، أم أن الأشخاص المعرّضين لهذا الاضطراب هم أكثر ميلاً لاستخدامها. [3]
بشكل عام، تعاطي المخدرات في سن مبكرة، وبشكل منتظم، يزيد من خطر الإصابة بانفصام الشخصية في وقت لاحق من الحياة. [3]
التعرّض للفيروسات
تشير بعض الأبحاث إلى الأن التعرّض لأنواع من الفيروسات قد يكون من العوامل المُسببة للإصابة بانفصام الشخصية؛ ويعود ذلك لتأثيرها في الدماغ بعدة طرق، مثل: [2]
- مهاجمة مناطق معينة من الدماغ.
- إحداث تغييرات في خلايا الدماغ.
- التأثير في توازن بعض النواقل العصبية.
- التسبّب في مشاكل جسدية أو مضاعفات ولادة ترتبط أحيانًا بالإصابة بانفصام الشخصية.
من الجدير بالذكر أن بعض الأدوية المضادة للذهان تمتلك خصائص مضادة للفيروسات، مما يعزز الفرضية القائلة بأن العدوى الفيروسية قد تلعب دورًا في ظهور الأعراض الذهانية المرتبطة بانفصام الشخصية. [2]
التسمم بالرصاص
كما يُعتبر التعرّض للمواد السامة، خاصةً الرصاص، من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بانفصام الشخصية أو الاضطرابات الذهانية الأخرى، خاصةً في فترة الحمل أو الطفولة المبكرة. [2]
أسباب أخرى
إلى جانب العوامل السابقة، هناك عوامل أخرى قد تزيد من خطر الإصابة بانفصام الشخصية، ومنها:
- إصابات الرأس: تشير بعض الأبحاث إلى أن الإصابات الخفيفة في الرأس خلال سنوات الطفولة قد تلعب دورًا في تطور انفصام الشخصية، خاصة في العائلات التي لديها تاريخ وراثي قوي مع المرض. [6]
- الولادة في فصل الشتاء: وُجد أن الأشخاص الذين وُلدوا في أشهر الشتاء لديهم احتمال أعلى قليلًا للإصابة بانفصام الشخصية. [7]
- أمراض الدماغ: مثل بعض أنواع العدوى، أو أمراض المناعة الذاتية التي قد تُؤثر في وظائف الدماغ. [7]
- العيش في مناطق مكتظة بالسكان: الأشخاص الذين ينشأون في المدن الكبرى أكثر عرضة للإصابة بانفصام الشخصية مقارنةً بمن يعيشون في المناطق الريفية. [2]
- سوء التغذية خلال الحمل: الأطفال الذين كانت أمهاتهم يعانين من المجاعة خلال أول 3 أشهر من الحمل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بانفصام الشخصية. [2]
- اللجوء والنزوح: أظهرت بعض الدراسات أن اللاجئين أو الأشخاص الذين اضطروا إلى مغادرة بلدانهم تحت ظروف قاسية يكونون أكثر عرضة للإصابة بانفصام الشخصية. [2]
نصيحة الطبي
بالرغم من عدم وجود سبب واضح للإصابة بانفصام الشخصية، إلا أنه قد ينتج عن تداخل معقّد بين العوامل الوراثية، والنفسية، والبيئية، بما في ذلك الاستعداد الوراثي، والتغيّرات في بنية وكيمياء الدماغ، والتعرّض للضغوط النفسية أو الصدمات وغيرها.
إذا كانت لديك أي تساؤلات أو شكوك حول انفصام الشخصية، لا تتردد في استشارة طبيب مختص عبر منصة "الطبي"؛ للحصول على الدعم والإجابات التي تحتاجها.
nbsp التعريف nbsp هو اضطراب النوم العصبي المزمن الذي يتسم nbsp بحدوث نوبات نعاس مفرط اثناء النهار وغالبا ما يصاحبها ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :