من الطبيعي أن يكون الطفل الصغير متعلقًا بوالديه ويشعر بالقلق عند انفصاله عنهما، فهذا جزءٌ أساسي من عملية نموه خلال السنوات الأربع الأولى من عمره، لكن استمرار هذه القلق وزيادة شدته قد يدل على الإصابة باضطراب قلق الانفصال، وذلك في حال أثر على حياة الطفل اليومية وعلاقاته الاجتماعية. [4]

فما هي أسباب اضطراب قلق الانفصال؟ وهل للتجارب السلبية دورٌ في الإصابة به؟ اقرأ هذا المقال لتعرف الإجابة.

أسباب اضطراب قلق الانفصال وعوامل الخطر

إنّ ظهور أعراض القلق والتعلق الشديد لدى الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 سنوات، أو استمرارها لأكثر من 4 أسابيع، أو زيادة شدَّتها يدل على الإصابة باضطراب قلق الانفصال، والذي يُمكن أن يُصيب البالغين أيضًا، لكن بصورة أقل مقارنة بالأطفال. [1][2]

إنَّ السبب الدقيق للإصابة باضطراب قلق الانفصال لا يزال غير واضحٍ بعد، ولكنه بشكلٍ عام يرتبط بعدة أسبابٍ وعوامل وراثية وبيئية، أهمها: [4]

التعرض لمواقف وتجارب سلبية

تُعد التجارب السلبية التي يمر بها الطفل المصاب - خاصةً خلال مراحل الطفولة المبكرة- من أبرز عوامل وأسباب اضطراب قلق الانفصال؛ فهي تُقلل من شعوره بالأمان والاستقرار النفسي، وتُعرضه للضغط والصدمة النفسية، وهذا بالطبع يجعله أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. [1][4]

ومن الأمثلة على المواقف والتجارب السلبية ما يأتي: [1][4]

  • طلاق الوالدين.
  • مرض أو وفاة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
  • الانتقال إلى منزل جديد أو مدرسة جديدة أو مكان لم يعتد عليه الطفل.
  • فقدان حيوان أليف.

اقرأ أيضًا: اضطراب قلق الانفصال عند الكبار.

البيئة الأسرية

تلعب البيئة الأسرية دورًا مهمًا في تحديد الطريقة التي يستجيب بها الطفل للفراق والمواقف السلبية؛ حيث إن تصرفات الوالدين يُمكن أن تُعزز مشاعر القلق والخوف لديه. [1]

ويُمكن توضيح دور الإسرة في زيادة فرصة الإصابة باضطراب القلق من خلال النقاط الآتية: [1][2][4]

  • يُمكن أن يتعلم الطفل القلق من والديه، خاصةً إذا كانا يتصرفان بخوفٍ وقلقٍ في معظم المواقف؛ حيث سيستجيب الطفل بهذه الطريقة عندما يمر بظروفٍ صعبة أيضًا.
  • قد تُؤدي المبالغة الشديدة في حماية الطفل أو الدفاع عنه إلى إصابته باضطراب قلق الانفصال؛ لأنّه لن يكون قادرًا على التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة عندما يكون بعيدًا مع أهله.
  • يُمكن أن يحدث قلق الطفل بسبب طبيعة علاقته مع والديه والأشخاص المقربين منه؛ فعدم شعوره بالأمان والاستقرار يزيد من شعوره بالقلق خلال الفراق ومواقف الانفصال.

اقرأ أكثر: أعراض القلق الجسدية وطرق التغلب عليها.

الاضطرابات النفسية

يُمكن أن تزيد بعض الاضطرابات والأمراض النفسية من فرص إصابة الطفل باضطراب قلق الانفصال، ومن هذه الأمراض النفسية: [2]

  • الاكتئاب.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • اضطرابات القلق الأخرى، مثل:
    • نوبات الهلع.
    • اضطراب القلق الاجتماعي.
    • الرهاب أو الفوبيا.

العوامل البيولوجية

كما هو الحال مع الاضطرابات النفسية الأخرى، يُعتقد أنّ اضطراب قلق الانفصال يرتبط بخللٍ في وظائف بعض النواقل العصبية، خاصةً السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، والنورابينفرين (بالإنجليزية: Norepinephrine)، والتي تُعد مسؤولة عن تنظيم المزاج والاستجابة العاطفية. [1][3]

ويُعتقد أن هذا الخلل يجعل استجابة المصاب للضغوطات والظروف المحيطة به مفرطة، وبالتالي فإنه يُصاب بالقلق أو الهلع الشديد لأسباب بسيطة، ويكون غير قادر على التعامل مع مشاعر الانفصال والفراق بشكلٍ طبيعي. [1][3]

عمري 24 سنة عايشة بالسويد، وهاجرت مرتين بحياتي بحكم أني سورية، لاحظت مؤخراً أني أعاني من كثرة النسيان وبطئ فهم علماً أني غير متزوجة، ولكن هذا الموضوع أتكرر كذا مرة من أول ما هاجرت من سوريا، لدرجة ممكن تخبرني صديقتي حدث هام صار معها البارحة، وأنساه تماماً اليوم، هل هي بدايات زهايمر؟ علما أني شخص قلق

العوامل الوراثية

يكون الطفل أكثر عرضة للإصابة باضطراب قلق الانفصال إذا كان أحد والديه أو أشقائه مصابًا بالقلق أو باضطراباتٍ نفسية أخرى، لذا يُعتقد أنّ هذا الاضطراب يرتبط ببعض العوامل الوراثية، ومع ذلك لم يتم تحديد هذه العوامل أو الجينات المسببة للمرض بعد. [3]

علاج اضطراب قلق الانفصال

يختلف العلاج من طفلٍ لآخر اعتمادًا على عوامل، مثل أسباب اضطراب قلق الانفصال والأعراض التي يُعاني منها الطفل، لكن بشكلٍ عام يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية: [2][5][6]

  • العلاج السلوكي المعرفي:

ويُعد الخيار الأول لعلاج اضطراب قلق الانفصال، ويركز على التخلص من مشاعر القلق التي تمنع الطفل من عيش حياته بشكلٍ طبيعية، وتغيير طريقة تفكيره وسلوكه بحيث يتمكن من التعامل مع مواقف الفراق والانفصال بصورة أفضل.

  • العلاج الدوائي:

يُمكن أن يصرف الطبيب بعض الأدوية إلى جانب العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الحالات الشديدة من اضطراب قلق الانفصال، مضادات الاكتئاب وأدوية علاج القلق.

  • العلاج الأسري:

والذي يُركز على تعليم الوالدين وبقية أفراد الأسرة كيفية التعامل مع الطفل المصاب باضطراب قلق الانفصال.

اقرأ أيضًا: علاج اضطراب قلق انفصال الطفل عن والديه.

نصائح للتعامل مع اضطراب قلق الانفصال

يلعب الوالدان دورًا أساسيًا في زيادة ثقة الطفل بنفسه وزيادة شعوره بالاستقرار والأمان، ومن النصائح التي تُساعدهم على تخفيف أعراض اضطراب قلق الانفصال: [2][5]

  • قراءة المزيد من المعلومات حول اضطراب قلق الانفصال.
  • الالتزام بمراجعات الطفل مع الطبيب وجلساته العلاجية.
  • ترك الطفل لفترة قصيرة مع شخصٍ يثق به ويحبه من الأقارب أو الأصدقاء.
  • الوفاء بجميع الوعود التي يتم قطعها للطفل؛ فهذا يزيد من ثقته وشعوره بالاستقرار.
  • تشجيع الطفل على تحمل المسؤولية والاستقلالية بشكلٍ يتناسب مع عمره وتعليمات الطبيب.
  • تحديد المواقف التي تزيد القلق لدى الطفل، واستشارة الطبيب حول الطريقة الصحيحة للتعامل معها.
  • شرح حالة الطفل لبقية أفراد الأسرة ومعلميه، وتوضيح الطريقة الصحيحة للتعامل معه.

نصيحة الطبي

يرتبط اضطراب قلق الانفصال بأسباب وعوامل عديدة؛ فمثلًا تزيد الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب من خطر الإصابة باضطراب قلق الانفصال، لذا لا بد من مراجعة الطبيب إذا كان الطفل يشعر بالقلق الشديد عندما ينفصل عن والديه، خاصةً إذا منعه ذلك من الذهاب للمدرسة أو ممارسة أنشطته اليومية بشكلٍ طبيعي.

يُمكنك الآن استشارة الطبيب عبر موقع الطبي من خلال خدمة الاستشارات الطبية عن بعد وعلى مدار 24 ساعة؛ ليُساعدك على تحديد أسباب اضطراب قلق الانفصال لدى طفلك والطرق المناسبة لعلاجه.

اقرا ايضاً :

إكتئاب النفاس