يُعزى سبب الإصابة بالجمرة الخبيثة إلى الإصابة بأبواغ بكتيرية تُسمّى باسيلوس أنثراسيس (بالإنجليزية: Bacillus anthracis)، التي تعيش في التربة، وتُصيب الحيوانات بالعدوى، مثل المواشي، كالغنم والماعز، أكثر ممّا تُصيب الإنسان، لكن قد تنتقل العدوى عبر التواصل المُباشر مع الحيوانات المُصابة، كملامسة صوفها أو لحومها أو جلودها، وفي الحقيقة فإنّه يوجد ثلاثة أشكال لإصابة الإنسان بالعدوى؛ وهي العدوى الجلدية، والعدوى التنفسية، والعدوى الهضمية، وتختلف الأعراض بينها، أمّا عن علاج الجمرة الخبيثة، فإنّه يتمثل عادةً بالمضادّات الحيوية، لكن لسوء الحظ، فإنّ معظم الأشخاص يتم اكتشاف إصابتهم بالعدوى في وقت متأخر، وفي هذا الصدد فإنّه يُنصح بالحصول على اللقاح الذي يقي من الإصابة بالجمرة الخبيثة، خاصةً للأشخاص المُعرّضين للإصابة، وفي هذا المقال المزيد من التفاصيل حول الأعراض، والأسباب، والإجراءات الوقائية، وطرق العلاج.
أعراض الجمرة الخبيثة
تعتمد أعراض الجمرة الخبيثة على نوع العدوى، وقد تحتاج من يوم إلى شهرين لتظهر، وفي الحقيقة فإنّ جميع أشكال الجمرة الخبيثة قد تنتشر لجميع أنحاء الجسم، إذا لم تُعالج، مُسبّبةً المرض الشديد، أو قد تصل إلى الوفاة، وفيما يلي توضيح أعراض الجمرة الخبيثة تبعاً لمكان الإصابة:
أعراض الجمرة الخبيثة الهضمية
تتضمّن الأعراض ما يلي:
- الحمّى والقشعريرة.
- تورّم الرقبة، وغدد الرقبة.
- التهاب الحلق.
- الشعور بالألم أثناء البلع.
- بحّة الصوت.
- الغثيان والتقيؤ، خاصةً تقيؤ الدم.
- الإسهال، وخروج الدم مع البراز.
- الصداع.
- احمرار الوجه والعينين.
- ألم المعدة.
- الشحوب.
- انتفاخ البطن.
أعراض الجمرة الخبيثة الجلدية
تظهر الأعراض عادةً على الوجه والرقبة والذراعين أو اليدين، وتظهر على الشكل الآتي:
- مجموعة من النتوءات البارزة، مصحوبةً بحكة.
- تورّم في المنطقة التي تحيط النتوءات.
- قرحة غير مؤلمة، ذات لون أسود من المنتصف.
أعراض الجمرة الخبيثة الرئوية
تظهر الأعراض كما يلي:
- الحمّى والقشعريرة.
- الشعور بعدم الراحة في الصدر.
- السعال.
اقرأ المزيد أسباب السعال المزمن وعلاجه
- الدوار.
- الغثيان والتقيؤ، وألم المعدة.
- الصداع.
- التعرّق.
- التعب الشديد.
- الشعور بآلام في الجسم.
أسباب الإصابة بالجمرة الخبيثة
يُعزى سبب الإصابة بالجمرة الخبيثة إلى بكتيريا تُسمّى باسيلوس أنثراسيس (بالإنجليزية: Bacillus anthracis)، إذ تصنع أبواغاً تبقى خاملة لعدّة سنوات في الأتربة، وتحدث الإصابة عند دخول هذه الأبواغ إلى الجسم، فإنّها تتحرّر وتُطلق البكتيريا التي تسبب الإصابة بالمرض، وقد تنتقل العدوى عبر استنشاق الغبار المحتوي على أبواغ الجمرة، أو عند تناول أو شرب غذاء مُعرّض لأبواغ الجمرة، أو عند ملامسة أي شيء يحتوي على الأبواغ، وقد ينتقل أيضاً عبر حقن الهيروين، وقد حدث ذلك في أحد مناطق أوروبا، لكن يُصاب معظم الأشخاص بعدوى الجمرة الخبيثة، عبر ملامسة الحيوانات المُصابة، أو منتجاتها.
اقرأ المزيد عدوى بكتيرية
عوامل خطر الإصابة بالجمرة الخبيثة
يعدّ بعض الأشخاص أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بالجمرة الخبيثة، ونذكر منهم الفئات الآتية:
- الأشخاص الذين يلامسون منتجات الحيوانات بأيديهم.
- الأطباء البيطريون.
- الأشخاص المنتجون للثروة الحيوانية.
- المسافرون.
- موظفوا المختبرات الطبية.
- العسكريون، وساعو البريد، الذين قد يتعرضوا خلال الحروب إلى التعرّض لبكتيريا الجمرة الخبيثة.
علاج الجمرة الخبيثة
يتضمّن علاج الإصابة بالجمرة الخبيثة، تناول المضادّات الحيوية لمدّة 60 يوم، مثل سيبروفلوكساسين، أو دوكسيسيكلين، ويعتمد اختيار المضاد الحيوي المُناسب على كيفية التقاط العدوى، وعمر المريض، وصحته العامّة، وغيرها من العوامل التي تصبح أكثر فعالية عند البدء بالعلاج في أسرع وقتٍ ممكن.
وعلى الرغم من أنّ استجابة بعض الحالات للعلاج بالمضادّات الحيوية، إلّا أنّ بعض حالات الجمرة الخبيثة الرئوية المتقدمة قد لا تستجيب للعلاج، إذ تكون البكتيريا قد أنتجت المزيد من السموم، ممّا يصعب على المضاد الحيوي التخلّص منها، ويجدر بالذكر أنّه قد عولجت بعض الحالات عن طريق الإزالة الجراحية للأنسجة المصابة.
الوقاية من الجمرة الخبيثة
يوصى بتناول المضادات الحيوية لمنع حدوث الإصابة للأشخاص الذين يتعرّضون للأبواغ، ومن الأمثلة على الأدوية المُتقرحة من قبل إدارة الغذاء والدواء؛ دواء السيبروفلوكساسين، والدوكسيسايكلين، والليفوفلوكساسين، فيوصى بتناولها كنوع من الوقاية بعد التعرّض للجمرة الخبيثة، للأطفال والبالغين، بالإضافة إلى توفّر لقاح الجمرة الخبيثة، الذي لا يحتوي على بكتيريا حية، لكنّه قد يتسبب بظهور بعض الأعراض الجانبية؛ مثل الشعور بالألم في مكان الحقن، وردود الفعل التحسسية في بعض الحالات الخطيرة، ويجدر بالذكر أنّ هذا اللّقاح غير متوفّر لجميع الأشخاص، بل يمكن توافره للعسكريين، والأفراد الذي يعملون في بعض المهن الخطيرة، والخبراء الذين يتعاملون مع حالات الجمرة الخبيثة.
اقرأ المزيد اللقاح
ويمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية التي من شأنها تقليل فرص الإصابة بالجمرة الخبيثة، فإذا كان الشخص يعيش أو يسافر إلى دول يشيع فيها الإصابة بالجمرة الخبيثة، ولا يتم تحصين الحيوانات فيها بصورة روتينية، فإنّه يُنصح بتجنّب الاحتكاك بجلد المواشي، والحيوانات قدر المستطاع، وتجنّب تناول اللحوم التي لا تُطهى جيداً، حتى عند التواجد بدول متقدمة، فإنّه يوصى بالتعامل بحذر وعناية مع أي حيوان، خاصةً عند ملامسة أو معالجة جلود الحيوانات، أو الفراء، أو الصوف المستورد، وذلك بهدف تقليل فرص انتقال العدوى.
اقرأ المزيد لقاح الجمرة الخبيثة