فحص إثبات الأبوة | Paternity Test
ما هو فحص إثبات الأبوة
إنّ فحص الأبوة (بالإنجليزية: Paternity Test) هو فحص يتم إجراؤه لتحديد ما إذا كان فردٌ ما هو الوالد البيولوجي للطفل أم لا، وهو أمر يحتاج لأخذ عينة من الفرد والطفل ومن ثم فحصها داخل المختبر. كما يُمكن أن تتطلب بعض الحالات إجراء فحص الأبوة للحامل لتحديد من هو أب الطفل الذي في بطنها. [1]
يتضمّن فحص الأبوة أخذ عينات من الطفل، والأب، والأم، كما من المُمكن إجراء فحص الأبوة دون وجود عينة من الأم، لكنّ ذلك يُمكن أن يقلل من دقة الفحص والنتائج التي يتم الحصول عليه. [2]
وفيما يلي سنناقش كل ما يخص فحص الأبوة، بما في ذلك أنواعه، ومدى دقته، بالإضافة إلى كيفية إجرائه للحامل.
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
جدول المحتويات
لماذا يتم إجراء فحص الأبوة؟
من المُمكن أن يتم إجراء فحص الأبوة في الحالات التالية: [1][2]
- فقدان أحد الأطفال أثناء طفولته ومن ثم تم إيجاده فيما بعد، حيث يُمكن أن يُحدّد فحص الأبوة ما إن كان هذا الطفل هو الطفل الذي تم فقده في الماضي أم لا.
- الأفراد الذين تم تبنيهم أو إيجادهم في مكانٍ ما وهم بعمرٍ صغير ولم تتم معرفة أصلهم حينذاك، فمن المُمكن أن يبدأ هؤلاء الأفراد بالبحث عن ذويهم بعد بلوغهم سن الرشد، ومن المُمكن أن يساعدهم فحص إثبات الأبوة في إيجاد ذويهم.
- يُمكن أن يكون فحص الأبوة مفيدًا في المحاكم المدنية عندما تكون أبوة الطفل موضع شك وهناك مشكلة عائلية تتعلق بذلك. فضلًا عن ذلك، غالبًا ما يُشكّل اختبار إثبات الأبوة أداة أساسية لإثبات وضع الهجرة في حالات لم شمل الأسرة. [1]
ما هي أنواع فحص الأبوة؟
يوجد نوعين من اختبار الأبوة، وهما:
فحص فصيلة الدم
يُعدّ تحليل فصيلة الدم من أهم وأكثر أنواع استخدامًا في الماضي من أجل إثبات الأبوة لدى البشر، ويُعدّ نظام تحديد فصائل الدم الأكثر شهرة هو نظام تحديد فصائل الدم ABO، والذي يتضمّن وجود مستضدات على خلايا الدم الحمراء يتم ترميزها بواسطة جين متواجد على الكروموسوم رقم 9. [1][3]
في نظام ABO، يكون الأليل A والأليل B متماثلين، ويكون الأليل O متنحيًا. وبالتالي، يتم تحديد فصيلة الدم لدى الفرد كما يلي: [1]
- فصيلة دم O: يكون الفرد يحمل أليلين O.
- فصيلة دم A: يكون الفرد يحمل إمّا أليلين A أو أليل A وأليل O.
- فصيلة دم B: يكون لدى الفرد إمّا أليلين B أو أليل B وأليل O.
- فصيلة دم AB، يكون لدى الفرد الأليل A والأليل B.
في حالات الأبوة المشكوك فيها، يُمكن استخدام نظام تحديد فصائل الدم ABO لاستبعاد الرجل من أن يكون والدًا للطفل. فعلى سبيل المثال، لا يُمكن لرجل لديه فصيلة دم AB أن ينجب طفلًا لديه فصيلة دم O، لأنُه سينقل إما الأليل A أو B إلى جميع ذريته. وعلى الرغم من فائدتها في هذا الصدّد، إلّا أنّه لا يُمكن استخدام هذا الفحص فصائل الدم ABO لتأكيد ما إذا كان الرجل هو والد الطفل بالفعل أم لا. [1]
مع مرور الوقت، أدى استخدام مستضدات الدم الإضافية، مثل تلك المرتبطة بنظامي MN وRh، إلى تحسين استخدام فصائل الدم لاختبار الأبوة. لكنّ هذه الفصائل الدموية لم تكن فعّالة إلا بنسبة 40% في استبعاد الرجل من أن يكون أب للطفل. وفي السبعينيات من القرن العشرين، أضافت اختبارات مستضدات الكريات البيضاء البشري سمة مميّزة جعلت من المُمكن استبعاد الرجل من كونه أب لطفل معيّن بنسبة 80%. [1][3]
فحص الحمض النووي
يُعدّ فحص الحمض النووي أحد أكثر الفحوصات موثوقيّة لإجراء اختبار الأبوة، والذي أصبح متاحًا لأول مرة في عام 1998. ويتم خلال هذا الفحص البحث عن السمات المميزة في عينة الحمض النووي المأخوذة من الطفل ومن ثم مقارنتها مع السمات الموجودة في الحمض النووي للأب البيولوجي المحتمل. [1][2][3]
إنّ الحمض النووي هو الشيفرة الجينية الموجودة في خلايا جسم الإنسان، والذي يحتوي على مزيج من الحمض النووي لكلا الوالدين اللذين قاما بإنجابه. ولهذا، سيتم خلال هذا النوع من فحص الأبوة تحليل العديد من المواقع الجينية في الحمض النووي للطفل ومقارنتها مع الحمض النووي للأب، فإذا تطابقت هذه المواقع الجينية فهذا يُمكن أن يدُل على أنّ هناك علاقة بيولوجية بينهما، أي هناك احتمال بأن يكون الفرد هو الأب البيولوجي للطفل. [2][3]
أما في حال لم يكن هناك أي تطابق في هذه المواقع الجينية، فسيتم استبعاد أن يكون الأب البيولوجي للطفل. كما يجدر الإشارة إلى أنّ مقارنة الحمض النووي للطفل بالحمض النووي لكلا الوالدين الجينيين في آنٍ واحد يجعل نتائج فحص الأبوة أكثر دقة. [2][3]
أيضًا، في حال لم يكن الأب متواجدًا لإجراء فحص الأبوة، كما هو الحال عند السفر أو وفاة الأب، فمن المُمكن أن يتم إجراء الفحص باستخدام عينات الحمض النووي الخاصة بالأشقاء أو الأجداد. [2]
ومن المهم التأكيد على أنّه لا يتضمّن فحص الحمض النووي على تحديد المواقع الجينية المتواجدة على الكروموسوم بأكمله، حيث أنّ ذلك من شأنه أنّ يتسبّب بإهدار الوقت ويجعل العملية أكثر تكلفة دون أن يكون له فائدة في تحسين دقة النتائج بشكل كبير. [1]
إنّ اختبارات الأبوة القائمة على فحص الحمض النووي حلت محل الأساليب السابقة. فهي تمتاز بإنتاجيتها العالية، والحساسية الأفضل، والسرعة والدقة العالية، فضلًا عن إتاحتها لإجراء فحص الأبوة على عينات صغيرة من الحمض النووي. [1]
كيف يتم أخذ عينة لفحص الأبوة؟
غالبًا ما يتم الحصول على عينات الحمض النووي المستخدمة في فحص الأبوة عن طريق مسحة من داخل الخدين، كما يُمكن أن يتم استخدام عينات الدم، إلّا أنّها يُمكن أن تكون طريقة أكثر توغلًا وأقل ملاءمة للعديد من الأفراد. ولا داعي للقلق، فالحمض النووي للفرد المتواجد في الخلايا التي تبطّن الخدين هو نفسه المتواجد في خلايا الدم، بالتالي، إنّ مسحة الخد دقيقة تمامًا مثل اختبار الدم. [3]
عند إجراء فحص الأبوة بمسحة من الفم، يُمكن أن يُطلب من الفرد شطف فمه أولًا، ومن ثم يتم استخدام مسحة طويلة أو مكشطة لجمع الخلايا من داخل الخد، حيث يُمكن أن يتم ذلك بواسطة مقدم الرعاية الصحية، أو يُمكن أن يُطلب من الفرد أخذ مسحة من خده بنفسه. وعادةً ما تكون مسحة الخد غير مؤلمة ولا تستغرق سوى بضع دقائق. [3]
أما عند إجراء فحص الأبوة باستخدام عينة دم، فسيقوم مقدم الرعاية الصحية بسحب الدم من إحدى الأوردة في الذراع باستخدام إبرة معقمة. ومن المُمكن أن يشعر الفرد بوخزة خفيفة عند دخول الإبرة وخروجها، لكن الإجراء بأكمله يستغرق فترة لا تتجاوز البضع دقائق. [3]
ما مدى دقة فحص الأبوة؟
مع ظهور العديد من التقنيات الحديثة المستخدمة لفحص الحمض النووي، أصبح فحص إثبات الأبوة يتمتع بمعدل دقة يصل إلى 99.99%. ويجب التنويه إلى أنّ دقة الفحص تزداد في حال تم فحص الحمض النووي للأم أيضًا. [1][2]
فبشكل عام، عند إدراج الأم في اختبار الأبوة، فإنّ احتمالية الحصول على نتيجة دقيقة تزيد عن 99.9999%. بينما في حال لم يتم اختبار الأم، فيُمكن أن تنخفض هذه النسبة إلى 99.99%. ومع ذلك لا تزال هذه النسبة عالية وكافية لإثبات أبوة الفرد للطفل الذي تم اختباره. [2]
كما يُمكن أن يعتمد مدى دقة فحص الأبوة على عدد ونوعية العلامات الجينية التي يجري النظر إليها أثناء إجراء الفحص. [1]
كيف يتم تفسير نتائج فحص الأبوة؟
في حال الحصول على نتيجة إيجابية لفحص الأبوة، فإنّ احتمالية أن يكون الفرد هو الأب البيولوجي للفرد هي 99.9999%، هذا يعني هذه النتيجة أن الفرد أكثر احتمالية بمليون مرة على الأقل ليكون الأب البيولوجي للطفل الذي تم اختباره. [1][2][3]
أمّا بالنسبة للنتيجة السلبية لفحص الأبوة، فإنّ احتمالية أن يكون الفرد هو الأب البيولوجي للطفل الذي تم اختباره هي 0%، وبالتالي يتم استبعاده من قائمة الآباء المحتملين للطفل الذي تم اختباره. [2][3]
هل يُمكن إجراء فحص الأبوة للحامل؟
في بعض الحالات، ولأسباب متعدّدة، من المُمكن أن يتم طلب إجراء فحص الأبوة للطفل وهو لا يزال داخل بطن أمه، وهو أمر يُمكن أن يتم في وقت مبكر جدًا أثناء فترة الحمل، يصل إلى 8 - 9 أسابيع، دون تعريض الجنين أو الأم لمخاطر كبيرة. [4][5]
يوجد عدّة طرق لإجراء فحص الأبوة للجنين في بطن أمه، والتي تشمل ما يلي:
- فحص الأبوة قبل الولادة غير الجراحي
يُعدّ فحص الأبوة قبل الولادة غير الجراحي (بالإنجليزية: Noninvasive Prenatal Paternity) الطريقة الأكثر دقة لإثبات الأبوة أثناء الحمل، والذي يتضمّن أخذ عينة دم من الأب المحتمل والأم لإجراء تحليل للخلايا الجنينية. ومن ثم تتم مقارنة الملف الجيني للخلايا الجنينية الموجودة في مجرى دم الأم مع الملف الجيني للأب. [4][5]
إنّ نتيجة هذا الفحص تكون دقيقة وبنسبة تزيد عن 99%، كما يُمكن إجراء هذا الاختبار بعد الأسبوع الثامن من الحمل. [4][5]
- بزل السلى
يتم إجراء فحص بزل السلى (بالإنجليزية: Amniocentesis) عادةً للكشف عن عيوب الأنبوب العصبي، وتشوهات الكروموسومات، والاضطرابات الوراثية، إلّا أنّه يُمكن الاستعانة به للتحقّق من أبوة الفرد للطفل الذي ستتم ولادته. [4]
يتم إجراء هذا النوع من فحص الأبوة للحامل في الثلث الثاني، على وجه الخصوص بين الأسبوعين 14 و20 من الحمل، حيث سيستخدم الطبيب إبرة طويلة ورفيعة يتم إدخالها عبر البطن ومن ثم يتم توجيهها باستخدام الموجات الصوتية وصولًا إلى داخل الرحم لأخذ عينة من السائل الأمنيوسي. ومن ثم تتم مقارنة الحمض النووي المتواجد في السائل الأمنيوسي مع عينة الحمض النووي من الأب المحتمل. [4][5]
إنّ نتائج هذا الفحص دقيقة بنسبة 99%، إلّا أنّ إجراء بزل السلى يرتبط بخطر صغير لحدوث الإجهاض، فضلًا عن احتمالية تسبّبه بالعديد من الأعراض الجانبية، مثل: [4][5]
- الألم والتقلصات.
- النزيف المهبلي.
- تسرّب السائل الأمنيوسي.
- زيادة خطر حدوث العدوى.
ولهذا، يجب الحصول على موافقة الطبيب لإجراء بزل السلى لغرض إجراء اختبار إثبات الأبوة. [4][5]
- أخذ عينات من الزغابات المشيمية
يستخدم هذا النوع من اختبارات فحص الأبوة أثناء الحمل أيضًا إبرة أو أنبوبًا رفيعًا، حيث سيقوم الطبيب بإدخالهم في المهبل وعبر عنق الرحم وصولًا إلى الرحم، وسيقوم بتوجيهها باستخدام الموجات فوق الصوتية كدليل، ومن ثم سيستخدم الطبيب الإبرة أو الأنبوب لجمع الزغابات المشيمية، وهي قطع صغيرة من الأنسجة متصلة بجدار الرحم. [4][5]
تمتلك هذه الزغابات المشيمية نفس التركيب الجيني للطفل النامي، وبالتالي يُمكن مقارنتها مع الحمض النووي المأخوذ من الأب المحتمل. [4][5]
إنّ معدل الدقة لهذا الفحص يصل إلى نسبة 99%، ويُمكن إجراؤه بين الأسبوعين 10 و13 من الحمل. لكن، ولسوء الحظ، يرتبط هذا الفحص بزيادة خطر حدوث الإجهاض، ولهذا ستحتاج المرأة الحامل إلى موافقة طبيبها عند القيام بهذا الفحص لإثبات الأبوة. [4][5]
كما يُمكن الانتظار وإجراء فحص الأبوة بعد الولادة، حيث يتم إجراؤه من خلال عينة يتم جمعها من الحبل السري بعد ولادة الطفل، كما يُمكن إجراؤها من خلال مسحة الخد أو عينة دم تؤخذ في المختبر بعد مغادرة الطفل للمستشفى. [4][5]
نصيحة الطبي
يُعدّ فحص الأبوة الذي يتضمّن اختبار الحمض النووي من الفحوصات الدقيقة والتي يُمكن الاعتماد عليها لتحديد هوية الأب البيولوجي لأي طفل. لكن من المُمكن أن ترتبط بعض طرق إجراء فحص إثبات الأبوة للجنين بزيادة خطر حدوث الإجهاض وبعض المضاعفات أثناء الحمل، ولهذا ينصح باستشارة الطبيب قبل الخضوع لهذا الفحص
وبإمكانك الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للإجابة على جميع استفساراتك بخصوص اختبار الأبوة.
[1] Adams, J. (2008) Paternity Testing: Blood Types and DNA. Nature Education 1(1):146.
[2] DNAtestingclinics.co.uk. Paternity DNA Testing. Retrieved on the 6th of September, 2024.
[3] Testing.com. Paternity Test. Retrieved on the 6th of September, 2024.
[4] Jessica Timmons. Can You Take a Paternity Test While Pregnant? Retrieved on the 6th of September, 2024.
[5] Americanpregnancy.org. DNA Paternity Test. Retrieved on the 6th of September, 2024.
الكلمات مفتاحية
سؤال من ذكر سنة
في مختبر
هل تحليل صورة دم كاملة يبين إصابة الإنسان بإحدى الفيروسات الكبدية؟
سؤال من أنثى سنة
في مختبر
ماهو تحليل DNA وكيف لهم ان يعرفوا هويه الشخص من هذا التحليل رغم انهم لم يقوموا باجراءه عند ولاده هذا...
سؤال من ذكر سنة
في مختبر
اريد اعمل تحليل دم لوظائف الكلى والكبد فهل يلزم صيام وكم ساعه ان لزم الصيام؟وكيف اعمل تحليل لاانزيمات الكبد؟
سؤال من أنثى سنة
في مختبر
هل هناك فحص لمصاب بالكبد الوبائي ب يبين نسبة العدوى اذا كانت شديدة او لا ؟
محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي
أخبار ومقالات طبية
آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين
أحدث الفيديوهات الطبية
مصطلحات طبية مرتبطة بمختبر