الوَذمة اللّمفية | Lymphedema

الوَذمة اللّمفية

ما هو الوَذمة اللّمفية

تعدّ الوذمة اللّمفية من أنواع التورم المزمن المستمر، وهي حالة طويلة الأمد وتؤثر عادة على الأنسجة الرخوة في الجسم، بحيث تحدث نتيجة انسداد أو تلف الغدد والأوعية اللمفاوية التي تشكل جزءًا من الجهاز اللمفاوي، مما يسبّب تراكم السوائل في الأنسجة الرخوة في الجسم. [1][2][3]

تحدث الوذمة اللمفية غالبًا في الذراعين أو الساقين، ولكن يمكن أن تؤثر أيضًا على المنطقة التناسلية أو منطقة الصدر أو الرأس أو الرقبة، ويمكن أن يسبب هذا التورم ألم حاد في المنطقة المصابة يحد من حركتها. وتقسم أنواع الوذمة اللمفية إلى أولية وثانوية، وهناك عدّة أسباب مختلفة يمكن أن تؤثر عليهما. [1][2]

اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الوَذمة اللّمفية، بحيث يعتمد ذلك على ما إذا كانت أولية أو ثانوية، وتصنّف كالآتي:  

الوذمة اللّمفية الأولية

يعدّ السبب الرئيسي لحدوث الوذمة اللّمفية الأولية وراثي أو سبب خُلقي بحيث يسّبب تشوهًا في الجهاز اللّمفي،غالبًا بسبب وجود طفرة في بعض الجينات، وتؤثر هذه الجينات على تطور الجهاز اللّمفي، مما تُعيق إخراج السوائل بشكل صحيح من الجسم. [2][3]

يمكن تقسيم الوذمة اللمفية الأولية إلى 3 أقسام كالآتي: [4]

  • الوذمة اللمفية الخُلقية، بحيث تكون موجودة عند الولادة أو قد يتم التعرف عليها في غضون عامين من الولادة.
  • الوذمة اللمفية المُبكرة، والتي عادة ما تحدث في سن البلوغ.
  • الوذمة اللمفية المتأخرة، والتي عادة تبدأ بعد سن 35 عامًا.

الوذمة اللّمفية الثانوية

يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الوذمة اللمفية الثانوية، بما في ذلك: [1][2][3][4]

  • الإصابة بالسرطان وخصوصًا سرطان الثدي؛ وذلك لأن إحدى طرق علاج انتشار السرطان في هذه المناطق هي عن طريق إزالة العقد اللمفاوية، وهذا قد يؤثر على الجهاز اللّمفي.
  • العلاج الإشعاعي؛ بحيث يُسبب تدمير الأنسجة السرطانية، بالإضافة إلى التأثير على الأنسجة السليمة القريبة في بعض الأحيان، مثل: الجهاز اللّمفي.
  • الإصابة بعض أنواع عدوى الطفيليات؛ إذ تزيد من خطر الإصابة بالوذمة اللمفية.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي والأكزيما؛ وذلك لأنّها حالات تسبب تورّم الأنسجة والتهابها، مما يؤدي إلى تلف دائم في الجهاز اللّمفي.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية؛ لأنّها تؤثر على تدفق الدم وتزيد من خطر الإصابة بالمرض، ومن أمثلتها: الخثار الوريدي العميق، ودوالي الساقين.
  • التهاب النسيج الخلوي (بالإنجليزية: Cellulitis)؛ لأنّه يؤدي إلى إتلاف الأنسجة المحيطة بالعقد اللّمفاوية أو الأوعية الدموي.
  • الحروق الجلدية الشديدة أو الندبات المفرطة؛ حيث يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالوذمة اللمفية.
  • السمنة؛ وذلك لإنّها تزيد الضغط على الجهاز اللّمفي.
  • قلّة ممارسة الأنشطة اليومية والخمول؛ لأنّها تؤثر على دوران السائل اللّمفاوي في عضلات الساقين.

للمزيد: التهابات الجلد والأنسجة الرخوة

من أبرز أعراض الوذمة اللمفية هي التورم في الذراعين أو الساقين، وقد يتطوّر هذا التورم إلى أصابع اليدين أو القدمين تدريجيًا بمرور الوقت، وفي بعض الأحيان قد تحدث فجأة. [1] 

قد تشمل الأعراض الأخرى للوَذمة اللمفية ما يلي: [2][3][5][6]

  • الشعور بثقل أو ضيق في المنطقة المصابة.
  • صعوبة ارتداء المجوهرات أو الساعات أو ارتداء الملابس أو الأحذية.
  • الشعور بألم وعدم راحة في المنطقة المصابة.
  • عدم القدرة على تحريك الأطراف المصابة بالكامل.
  • تقرحات الجلد.
  • تصلب الجلد والمفاصل.  
  • عدم ظهور الأوردة والأوتار في اليدين أو القدمين.
  • الإصابة بالالتهابات الجلدية الثانوية والمتكررة.
  • شعور الوخز بالإبر في المنطقة المصابة.
  • تورم الأوعية اللمفاوية، حيث تظهر على شكل بثور ونتوءات صغيرة على الجلد.
  • الشعور بالتعب الشديد والإرهاق.
  • فرط التقرّن أيّ تقشّر الجلد.
  • تغيّرات في درجة حرارة المناطق المصابة.
  • تسرب السائل الليمفاوي من الجلد.

مراحل الوَذمة اللّمفية

يصنّف الأطباء الوذمة اللّمفية إلى 4 مراحل بناءً على شدّة خطورتها، والتي تشمل ما يلي: [1][4][6]

  • المرحلة 0: وهي مرحلة الكمون أيّ أن الشخص المُصاب لا تظهر عليه أي تغييرات مرئية، ولكن قد يشعر الشخص بضيق أو ثقل وألم في المنطقة المصابة ولكن دون تورم.
  • المرحلة 1: وهي المرحلة الخفيفة أيّ أنّ الشخص المُصاب قد يشعر بألم وتورم في المنطقة المُصابة، بالإضافة إلى احتباس السوائل في الجلد الذي يظهر على شكل نقرة على الجلد بعد الضغط عليه، وقد تساعد بعض الراحة ورفع المنطقة المصابة إلى أعلى في تحسين الأعراض.
  • المرحلة 2: وهي المرحلة المتوسطة أيّ أنّ الشخص المُصاب قد يشعر بالتورم في المنطقة المصابة معظم الوقت وتبدأ أعراض زيادة صلابة وسماكة الجلد والالتهابات الجلدية بالظهور، حيث إنّ رفع المنطقة المصابة والراحة قد لا يساعدان في تحسين الأعراض
  • المرحلة 3: وهي المرحلة الشديدة أيّ أنّ المنطقة المصابة قد تبدو أكثر سماكة وصلابة وقد يحدث احتباس مستمر للسوائل، وغالبًا ما يحدث ضعف شديد في الوظائف العامة. بالإضافة إلى ظهور تغيّرات في الجلد وجفاف شديد وقد يُصاب الجلد بالتهاب النسيج الخلوي.

يمكن أن تسبّب العديد من الأمراض والحالات المختلفة التورم في مختلف أجزاء الجسم، فلذلك يقوم الطبيب بسؤال المريض عن التاريخ الطبي ويقوم بإجراء فحص سريري وتقييم الأعراض الظاهرة. وفي حال كان الطبيب يعتقد بأن المريض مُصاب بالوذمة اللمفية فهناك العديد من اختبارات التصوير التي تساعده على التشخيص، والتي تشمل ما يلي:[1][5][6]

  • التصوير اللمفاوي: يقوم الطبيب بحقن المريض بكمية ضئيلة من المواد المشعّة ثم يقوم باستخدام جهاز مسح لتتبع تدفقها عبر العقد الليمفاوية، مما يساعده على الكشف عن وجود أي انسدادات في الأوعية اللمّفية.
  • التصوير الليمفاوي باللون الأخضر الإندوسيانين (بالإنجليزية: Indocyanine Green Lymphography): بحيث يقوم الطبيب يحقن المريض بنوع من الصبغة الطبية وملاحظة مدى جودة انتقال الصبغة عبر الجهاز اللّمفي.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يُستخدم هذا النوع من الفحص الأشعة السينية لإنشاء عرض مقطعي للجزء الداخلي من الجسم، وذلك للكشف عن أي انسدادات داخلية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يُتيح للطبيب معرفة ما إذا كان هناك تورم يؤثر على الجهاز اللّمفي للمريض.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يساعد هذا الفحص الطبيب على اكتشاف أي انسدادات في الجهاز اللّمفي والأوعية اللّمفية.
  • الكشف عن الإصابة بالسرطان: يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات للتحقق من وجود ورم خبيث في حال لم يتم العثور على أيّ سبب للتورم.

لا يوجد علاج نهائي للوَذمة اللمفية ولكن يعد الهدف الرئيس من العلاج تقليل التورم والحفاظ عليه، ومن المهم جدًا علاج الوذمة اللمفية في مراحلها المبكرة لمنع المزيد من التورم والمضاعفات. [2][5]

يتم علاج المرضى الذين يعانون من تورم خفيف إلى متوسط ​​في أطرافهم بنظام علاجي يسمى العلاج الفيزيائي المعقد. يتكون هذا النظام من 4 أجزاء رئيسية: [2][5]

  • العناية بالبشرة: تشمل هذه المرحلة الحفاظ على نظافة الجلد للتقليل من الإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى استخدام المطريات لاستعادة ليونة الجلد والحفاظ عليها.
  • التصريف اللّمفي البسيط: هي تقنية تدليك تستخدم حركات اليد البسيطة لمحاولة تحريك التورم بعيدًا عن المنطقة المصابة.
  • استخدام ضمادة ضاغطة متعددة الطبقات: تساعد على تقليل من ظهور التورم في المنطقة المصابة.
  • ممارسة التمارين الرياضية والأنشطة اليومية: تساعد على صرف السائل اللّمفاوي من العقد اللّمفاوية.

يوصى عادةً بالقيام بعلاجات إضافية للأشخاص الذين يعانون من تورم شديد، والتي تشمل ما يلي: [1][5][7]

  • العلاج عن طريق تناول الأدوية، مثل: أدوية البنزوبيرينات بما في ذلك الفلافونويدات أو مضادات الالتهاب في حال الإصابة بعدوى.
  • القيام بعملية جراحية بحيث يقوم الجراح بزراعة العقد اللّمفية أو إزالة الأنسجة اللّمفية أو توصيل القنوات اللّمفية أو شفط الدهون وذلك اعتمادًا على حالة المريض.

اقرأ المزيد: علاج تورم القدمين بالأدوية والأعشاب

يُوصى بالقيام ببعض الإجراءات للتقليل من المخاطر والمضاعفات للوذمة اللّمفية، والتي تشمل ما يلي: [1][2]

  • الحفاظ على نظافة الجسم عامة، وذلك عن طريق تنظيف الجروح جيدًا لمنع الإصابة بالعدوى البكتيرية، والاعتناء جيدًا بالأظافر، واستخدام الملينات والكريمات لمنع تشققات وجفاف الجلد.
  • تجنب الضغط على المنطقة المصابة، وذلك عن طريق تجنب ارتداء الملابس الضيقة أو المجوهرات الضيّقة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين تصريف السوائل من الجسم.
  • تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا وقليل الصوديوم والحفاظ على وزن صحي.
  • رفع المنطقة المتورمة أعلى من مستوى القلب.

هناك بعض التدابير والإجراءات التي يمكن اتباعها للتقليل من خطر الإصابة بالوذمة اللّمفية، والتي تتضمن ما يلي: [3][7]

  • تجنب تعريض الساق أو الذراع للحرارة العالية جدًا، مثل: الاستحمام بالماء الساخن، أو الخضوع المتكرر لغرف البخار أو الساونا.
  • تجنّب الخروج حافي القدمين إلى الخارج.
  • الحفاظ على ليونة البشرة وترطيبها يوميًا.
  • استخدام القفازات عند القيام بالأنشطة الخارجية، مثل: البستنة.
  • استخدام طارد الحشرات عند الخروج.
  • استخدام واقي الشمس يوميًا.
  • معالجة الجروح فورًا وتطهيرها.

يمكن أن تؤدي النوبات المتكررة من الوذمة اللمفية أو عدم معالجتها إلى مضاعفات عديدة، من أبرزها ما يلي: [3][4][5]

  • التهاب النسيج الخلوي، وهو عدوى بكتيرية تصيب الطبقات العميقة من الجلد وطبقات الدهون والأنسجة الرخوة تحت الجلد.
  • التهاب الأوعية اللمفية.
  • التهاب الجلد المزمن نتيجة نقص المناعة.
  • الإصابة بالثآليل الفيروسية.
  • الإصابة بالجلطة الوريدية العميقة.
  • ضعف شديد بوظائف الجسم عامة.
  • بتر الأطراف المصابة.
  • الاكتئاب. 

[1] WebMD Editorial Contributors. Lymphedema: What to Know. Retrieved on the 26th of August, 2024.

[2] Healthdirect.gov.au. Lymphoedema. Retrieved on the 26th of August, 2024.

[3] Phil Riches. What is lymphedema?. Retrieved on the 26th of August, 2024.

[4] Sleigh, B. C., & Manna, B. (2023, April 19). Lymphedema. StatPearls - NCBI Bookshelf. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK537239/

[5] Vanessa Ngan. Lymphoedema. Retrieved on the 26th of August, 2024.

[6] Erica Roth. Lymphatic Dysfunction (Lymphedema). Retrieved on the 26th of August, 2024.

[7] Johns Hopkins Medicine. Treating Lymphedema. Retrieved on the 26th of August, 2024.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيداً؟

happy مفيد

sad غير مفيد

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
 التصلب العصبي المتعدد.. مرض نادر الحدوث   مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
 آلام العضلات المزمن مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية

144 طبيب

موجود حاليا للإجابة على سؤالك

bg-image

هل تعاني من اعراض الانفلونزا أو الحرارة أو التهاب الحلق؟ مهما كانت الاعراض التي تعاني منها، العديد من الأطباء المختصين متواجدون الآن لمساعدتك.

ابتداءً من

7.5 USD فقط

ابدأ الان

مصطلحات طبية مرتبطة بأمراض وجراحة الأوعية الدموية

أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بأمراض وجراحة الأوعية الدموية