وفقاً لآخر الأبحاث، فإن النساء قد لا يشخصون بالتوحد بقدر ما يشخص الرجال، لأنهم أقدر على إخفاء أعراض التوحد الشائعة، حيث أن بعض المصابين بالتوحد يتبعون استراتيجيات لإخفاء العلامات الناتجة عن مرضهم، بالأخص تلك التي تظهر في المواقف كالاجتماعية، وهي الظاهرة التي أطلق عليها الباحثون "التخفّي الاجتماعيّ".
يسعى الباحثون في هذا الحقل لزيادة الوعي فيما يتعلق بالتخفّي الاجتماعي، ليتسنى للأطباء الحد من حالات التوحد التي لا يتم تشخيصها، حيث تم تطوير استبيان على الانترنت لقياس الاختلافات بين الجنسين في قدرتهم على التخفّي، سواء في المصابين بالتوحد أو أولئك الطبيعيين، وأسفر الاستبيان عن أن النساء يبدون سلوكيات متسمة بالتخفّي أكثر من الرجال، الأمر الذي قد تم التعرض له في دراسات كثيرة سابقة. بالمقابل، لم يتم العثور على أي فروق في سلوكيات التخفي في أولئك السليمين من التوحد.
وقد قال د.ويل ماندي من كلية لندن الجامعية، أن "التأثير لم يكن بالحجم المتوقع"، وذلك أثناء تقديمه للدراسة المذكورة آنفاً في محفل العلوم البريطاني في جامعة وارويك.
وأضاف د.ماندي: "المثير للاهتمام هو مدى شيوع سلوك التخفّي، وعند البحث فيه أكثر، تجد أنه مقلق جداً، وهو سلوك قهري أكثر منه طوعي، يسلكه المصابون لتجنب التنمر أو الاعتداء".
ومن سلوكيات التخفّي، تعلّم كيفية التواصل بالعينين، أو مقاومة الرغبة في القيام بحركات جسدية يعتبرها مرضى التوحد مريحة، كالتصفيق أو هز الظهر.
وقال د.ماندي أيضاً، أن "التخفي الاجتماعي، في أعقد أشكاله، هو في الحقيقة تقمص للشخصية، وقد يكون ذلك بمراقبة نساء أو فتيات آخرين أكثر شعبية، ونسخ تصرفاتهم واسلوب ارتدائهم للملابس"
أما هانا هايوورد، الباحثة في شؤون التوحد في النساء في جامعة كينجز في لندن، فقد قالت أن "كل من ينتبه للتوحد كداء لن تفاجئه هذه النتائج"، وأضافت أن "هذا ملاحظ في الكثير من الإناث، ولا تتم ملاحظة سلوكياتهم التوحديّة كما تتم ملاحظتها في أشباههم من الرجال، وذلك بسبب أننا نحاول أن نطبق معايير تشخيص التوحد الذكورية على النساء المصابات بالتوحد، لكن هذه المعايير عادة لا تنطبق عليهن لأن التوحد فيهن يظهر بشكل مختلف".
وأضافت هايوورد، أنها "تحدثت إلى الكثير من النساء المصابات بالتوحد، اللواتي قلن أنهن زرن الطبيب العام، لكن نظراً لاستخدامهم أساليب التخفّي، لم يتم تشخيصهنّ بالتوحد".