استخدم الناس لقرون عديدة عسل النحل لعلاج الالتهابات وكمضاد حيوي، وتوصل العلم لهذا الاستخدام الآن فقط، حيث أثبتت دراسة جديدة أن عسل المانوكا يمكن أن يعالج أحد أشرس أنواع عدوى الرئة والمقاومة للأدوية.
تقول فيكتوريا نولان عالمة الأحياء الدقيقة بجامعة أستون أن استخدام خليط من عسل المانوكا وعقار الأميكاسين يبدو واعداً جداً في القضاء على الالتهابات الرئوية الخطيرة.
يكون مرضى الحالات الرئوية الموجودة مسبقاً مثل التليف الكيسي خاصة، أكثر عرضة للإصابة ببكتيريا خراج المتفطرة، والمرتبطة بشكل مباشر بداء السل، يمكن أيضاً أن تسبب تلك البكتيريا التهابات للجلد والأنسجة الرخوة لأي عضو في الجسم.
يعتبر علاج هذه البكتيريا شديد التعقيد، بسبب وجود عدد من السلالات، وتتمتع جميعها بمقاومة للأدوية المختلفة، يتلقى المريض للعلاج مضادات الميكروبات الكيميائية لمدة 12 شهر، بالتزامن مع المضادات الحيوية متضمنة الأميكاسين صاحب الآثار الجانبية العالية.
يتعرض المريض نتيجة تلقي هذه التركيبة من العلاج إلى عدد من الآثار الجانبية مثل الغثيان، والقيء، وتليف الكبد، وانخفاض خلايا الدم البيضاء، ورغم ذلك لا تتعدى نسب النجاح 50% فقط.
يصنع النحل عسل المانوكا من رحيق أشجار ليبتوسبيرم (بالإنجليزية: Leptospermum)، تحتوي أزهار تلك الأشجار على سكر الجلسرين الذي يتفاعل منتجاً ميثيل جليكوسال فور تحوله إلى عسل، يتمتع الميثيل جليكوسال بخصائص مضادة للميكروبات وهو غير موجود في أنواع العسل الأخرى.
اختبرت د نولان وفريقها تركيزات مختلفة من العسل ضد البكتيريا في مزارع أنسجة تم سحبها من 16 مريض مصاب بالتليف الكيسي، وكانت جميع سلالات البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
أظهرت جميع العلاجات التي احتوت على عسل المانوكا نتائج رائعة في تدمير البكتيريا، وتفوقت على نتائج الميثيل جليكوسال، مما يثبت أن هناك مكونات أخرى في العسل ساعدت على التغلب على مقاومة البكتيريا للعلاج.