مع وجود عدد كبير من الرجال يطورون أعراض شديدة و يتوفون نتيجة للعدوى بفيروس كورونا، فإن الفارق الجنسي الذي يؤثر على الجهاز المناعي يمكن أن يكون السبب.
وقد ظهر ازدياد في عدد الوفيات بين الرجال في التقارير الأولى في الصين، كما تم الكشف عن هذا الازدياد في البلدان التي تفصل بيانات الوفيات حسب الجنس، إذ أنه من بين 21551 حالة وفاة سُجلت حتى 21 إبريل كان 64% من حالات الوفيات تعود للرجال.
أما في إسبانيا، فكانت نسب الوفاة من الرجال تصل إلى 59% من أصل 12.634 حالة وفاة، وقد سجلت ألمانيا 4598 حالة وفاة بحلول 21 إبريل من بينها 58% حالة وفاة من الرجال.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فلا تفصل معدلات وفيات كورونا حسب الجنس، ولكن بعض الولايات كانت تفصل الحالات، ففي كاليفورنيا -والتي كان عدد الوفيات فيها الأكبر في البلاد- بلغت نسب الوفاة بين الرجال ما يقارب 20% من 15320 حالة وفاة.
يمكن أن يكون التباين في عدد وفيات فيروس كورونا من الرجال والنساء عائد إلى أن الرجال أكثر عُرضة للإصابة بمشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، وقد أشار مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن هذه الأمراض من الظروف الرئيسية التي تزيد من خطر تطور الأعراض الشديدة لدى المصابين بعدوى فيروس كورونا، مما يعني أن الجاني المحتمل في هذه الحالة هو الجهاز المناعي.
لا تعمل البروتينات التي تعمل معاً للدفاع عن الجسم من الفيروسات بنفس الطريقة لدى الذكور والإناث، وقد تحمي هذه الاختلافات البيولوجية التي تسببها الهرمونات في النساء والجينات الجنسية بعض مضاعفات عدوى فيروس كورونا الخطيرة، وقد وجدت الدراسات بأن الإناث لديهن استجابة مناعية أقوى من الذكور، مما يجعل النساء بشكل عام أقل عُرضة للإصابة بالفيروسات من الرجال.
تعني الاستجابة المناعية القوية أيضاً بان الإناث أكثر عُرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم نفسه، كما ان المناعة الاستجابة المناعية الضعيفة لدى الذكور تجعلهم أكثر عُرضة للإصابة بالسرطانات.
تشير سابرا كلاين المختصة في علم الفيروسات لدى جامعة جون هوبكنز أن الاستجابة المناعية القوية توجد في نظام المناعة الفطري والتكيفي لدى الإناث، ونظام المناعة الفطري هو النظام الذي يوفر الاستجابة الأولى ضد الفيروس، أما المناعة التكيفية فإنها تتأخر قليلاً في الاستجابة لتزيد إنتاج الأجسام المضادة ضد الدخيل الجديد في الجسم.
حللت الإيدز بعد شهر و ٣ أشهر و ٥ اشهر و ٦ أشهر و ٨ أشهر تحليل الأجسام المضادة و النتيجة نيجاتيف مع وجود غدة لمفاوية منذ اكثر من شهرين في الرقبة و إسهال تقرحات في الفم هل اطمئن ؟
أحد مكونات نظام المناعة الفطري هو بروتين يسمى بالمستقبل 7 الشبيه بالتول (TLR7)؛ ويمكن لهذا البروتين التعرف على الجزيئات الموجودة في الفيروسات، وبالتالي فإنه يصنف مسببات الأمراض على أنها أجسام غريبة، ويتواجد الجين الخاص بالمستقبل 7 الشبيه بالتول على الكروموسوم X وبما أن الإناث لديهن نسختين من الكروموسوم X فإن الجسم يعمل على تعطيل إحدى النسختين ليحتفظ بالجرعة الصحيحة من جينات الكروموسوم ْ X، ولكن يمكن أن تفلت بعض الجينات من التعطيل خاصة جينات المستقبل 7 الشبيه بالتول حسبما أفاد به باحثون في علم المناعة في عام 2018، مما يؤدي إلى إنتاج المزيد من بروتين المستقبل 7 الشبيه بالتول ويعطي النساء المزيد من المناعة ضد الأجسام الغريبة داخل الجسم.
ويساعد الحصول على المزيد من المستقبل 7 الشبيه بالتول في البدء بسرعة بخطوات تعزيز نظام المناعة الفطري مما يزيد من سرعة التعرف على الأجسام الدخيلة ويزيد من سرعة الاستجابة المناعية مما ينشط جيشاً من الاستجابة المناعية التي تساعد على التخلص من العدوى.
وإحدى خطوات تعزيز نظام المناعة الأساسي هو إطلاق الإنترفيرون وهو البروتين المسؤول عن توجيه الفصائل الرئيسية للاستجابة المناعية في الجسم بينما يستعد نظام المناعة التكيفي للمحاربة مما يعطي النساء حماية من الأجسام الدخيلة أكثر من الرجال، وقد وجدت الدراسات التي أجريت لقياس مستوى الإنترفيرون في الدم أو في الخلايا المزروعة في المختبر زيادة في إنتاج الإنترفيرون لدى الإناث مقارنة بالذكور.
وتشير كلاين إلى أن كمية الأجسام المضادة المنتجة في الجسم وجودتها أو القوة التي ترتبط بها بالفيروس تميل لأن تكون أكبر لدى الإناث من الذكور، كما أفادت بأن لقاح استخدم على الفئران في العام 2011 أظهر بأن الفئران الإناث أنتجت المزيد من الأجسام المضادة المحييدة (وهي الأجسام المضادة التي تمنع العدوى من خلال منع الفيروس من دخول الخلايا) والمزيد من الأجسام المناعية الكلية ضد فيروس الإنفلونزا.
ويؤثر هرمون الأستروجين الأنثوي أيضاً على جهاز المناعة الفطري والتكيفي، إذ يمكن لهرمون الأستروجين أن ينظم مجموعة متنوعة من الجينات المختلفة لبروتينات الجهاز المناعي، فعلى سبيل المثال يمكن أن يحفز هرمون الأستروجين إنتاج الإنترفيرون، ويحفز بعض الجينات المرتبطة بتوجيه الاستجابة المناعية للخلايا البائية التي تنتج الأجسام المضادة.
جميع النتائج التي تم التوصل إليها والتي ذُكرت سابقاً ظهرت نتيجة لبحوث أجريت على أنواع أخرى من الفيروسات، ولم يتم دراستها حتى الآن على فيروس كورونا ولكنها يمكن أن تزودنا ببعض الأدلة في المرحلة حول استجابة الرجال والنساء لفيروس كورونا، وقد تأتي أفضل الأدلة حول فيروس كورونا من دراسة أجريت لمرض السارس على الفئران، إذ يتشارك فيروس السارس مع فيروس كورونا ببعض الخصائص، وهناك أدلة ظهرت أثناء انتشار وباء السارس الذي أودى بحيات ما يقارب 800 شخص في الفترة الممتدة بين عام 2002-2003 تشير إلى أن معدل الوفيات بين الرجال كان أكثر من النساء كما قال ستانلي بيرلمان أستاذ علم الفيروسات بجامعة آيوا.
اقرأ أيضاً:
الرجال أكثر عرضة للوفاة جراء كورونا
يشكل مرض جدري القرود قلقا لدى البعض في الآونة الاخيرة وذلك نتيجة ازدياد اعداد عدد المصابين به فقد تجاوزت عدد ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :