دراسة جديدة كشفت أنّ فيروس BK الذي يُصيب معظم البشر في مرحلة الطفولة، قد يكون المحرك الأول للإصابة بسرطان المثانة!
ما هو فيروس BK؟
لطالما اعتُبر التدخين والتعرّض للمواد الكيميائية من أبرز عوامل خطر الإصابة بسرطان المثانة، لكن دراسة علمية جديدة فتحت بابًا غير متوقّع، بعدما أشارت إلى أنّ فيروس BK، وهو فيروس شائع يصيب الغالبية العظمى من البشر منذ الطفولة، قد يكون له دور أساسي في ظهور هذا النوع من السرطان.
وبحسب البحث، الذي أجرته جامعة يورك البريطانية، فإن الفيروس، الذي يبقى خاملاً داخل الجسم لسنوات طويلة دون أعراض تُذكر، قد يتحول في ظروف معيّنة إلى عامل مؤذٍ يُحدث تلفًا خطيرًا في خلايا المثانة، خصوصًا لدى كبار السن، والمصابين بنقص المناعة، أو أولئك الذين خضعوا لزراعة الأعضاء.
قد يهمك: أعراض سرطان المثانة.
كيف يرتبط فيروس BK بسرطان المثانة؟
كشف الباحثون أن الخطر لا يكمن في الفيروس وحده، بل في استجابة الجسم المناعية له. فعند تنشيط الفيروس داخل المثانة، يطلق الجهاز المناعي إنزيمات مضادة تهدف إلى القضاء عليه، إلا أن هذه الإنزيمات قد تتسبب دون قصد في إحداث تلف مباشر في الحمض النووي (DNA) لخلايا المثانة.
والأخطر من ذلك أن الخلايا السليمة المحيطة قد تتعرض للتلف نفسه رغم أنّ الفيروس لا يهاجمها مباشرةً، فيتسع نطاق الضرر داخل المثانة دون أن يُكتشف. ومع مرور الوقت، يمكن أن تتحول هذه الخلايا المتضررة إلى خلايا سرطانية.
من هم الأكثر عرضة؟
لا يُشكل فيروس BK خطرًا على معظم الناس، لكنه قد يصبح أكثر عدوانية في بعض الفئات، مما يزيد احتمال تطور تلف الخلايا إلى سرطان المثانة. وتشير الدراسات إلى أن الخطر يكون أعلى لدى كبار السن فوق سن 60 عامًا، إذ يضعف الجهاز المناعي تدريجيًا مع التقدم في العمر، ما يسمح للفيروس بالنشاط من جديد.
وأيضًا مرضى زراعة الكلى؛ فقد تبين أنهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة بنحو ثلاثة أضعاف بسبب استخدامهم أدوية تضعف المناعة.
اقرأ أيضًا: تشخيص سرطان المثانة.
توصيات مهمة للوقاية من سرطان المثانة
أوصى الباحثون بضرورة فحص فيروس BK والمتابعة الدورية لدى كبار السن ومرضى زراعة الكلى، باعتبارهم الأكثر عرضة لنشاط الفيروس ومضاعفاته. وبشكلٍ عام أكدوا أن الإقلاع عن التدخين يبقى خطوة أساسية؛ فالتدخين لا يعزز نشاط الفيروس فحسب، بل يسبب تلفًا مباشرًا في خلايا المثانة.
كما يُنصح بـ الإكثار من شرب الماء لدعم صحة الجهاز البولي، والحرص على اتباع إجراءات الوقاية في بيئة العمل لتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة، إضافة إلى علاج التهابات المسالك البولية فور ظهورها.
نصيحة الطبي
تشير دراسة حديثة إلى أن فيروس BK الشائع قد يكون المحرك الخفي وراء سرطان المثانة، فهو يُسبب تلفًا جينيًا في الخلايا يستمر لسنوات. ومع ارتفاع الخطر لدى كبار السن ومرضى زراعة الكلى، يؤكد الخبراء أيضًا على ضرورة الإقلاع عن التدخين، وإجراء الفحوصات الدورية.