تخيّل أن تعيش في الظلام لمدة 12 عامًا دون أن تعرف لون السماء أو شكل أحبابك. هذا ما عاشه الشاب الفرنسي ديلان، لكن في حدثٍ طبي أقرب للخيال، تمكن من استعادة بصره عبر عملية فريدة اعتمدت على استخدام أحد أسنانه.
أسباب إصابة الشاب الفرنسي بالعمى
بدأت قصة الشاب عندما كان في سن الثانية عشرة من عمره؛ حيث أصيب بمرضٍ شديدة وارتفعت حرارته كثيرًا، ورغم تعافيه، إلا أنّه أصيب بالعمى الكلي، وأصبحت حياته في الظلام لمدة 12 عامًا.
وبحسب الأطباء، لم تكن الحمى بحد ذاتها السبب، بل تأثير العدوى على العينين والدماغ. ففي حالات نادرة، يمكن للعدوى والالتهاب أن يسببا تورمًا وتلفًا في العصب البصري، مما يؤدي إلى فقدان البصر والإصابة بالعمى.
العملية النادرة التي أعادت له البصر
أجرى الأطباء لديلان عملية الاستنبات القرني السني العظمي (بالإنجليزية: Osteo-odonto-keratoprosthesis)، وهي عملية مبتكرة تعيد البصر للمرضى المصابين بتلف دائم في العين، وتعتمد على استخدام أحد أسنان المريض نفسه كالآتي:
- يستأصل الأخصائي أحد أسنان المصاب، وأحيانًا مع جزء صغير من الفك.
- يبدأ بنحته وتحويله إلى قاعدة للعين الصناعية.
- يثقبه الأخصائي في المنتصف ويركبه على عدسة صناعية.
- يزرع الجراح العين الصناعية داخل جفن المريض لعدة أشهر؛ حتى تتشكل أوعية دموية ويتقبلها الجسم.
- يستأصل الأخصائي العين التالفة، ويثبت العين الصناعية مكانها.
عادةً ما تُجرى العملية على مرحلتين يفصل بينهما 4 إلى 5 أشهر، وتستمر كل مرحلة لمدة 4 إلى 6 ساعات تقريبًا، مع مراقبة المريض في المستشفى لمدة أسبوع بعد كل مرحلة.
التحديات الطبية وراء عملية نادرة جدًا
بالرغم من قصة ديلان المذهلة ونجاح الأطباء في استعادة بصره، إلا أنّ هذه العملية لا تناسب الجميع، وتُجرى في حالات نادرة فقط؛ حيث يُمنع إجراؤها في الحالات الآتية:
- الأطفال والمراهقين دون سن 18 عامًا.
- حالات فقدان القدرة على استشعار الضوء لدى المصابين بالعمى.
- بعض أمراض العين الشديدة، مثل انفصال الشبكية وانضمار العين.
- التدخين؛ إذ يجب الإقلاع عنه قبل العملية بسبب تأثيره على شفاء الأنسجة والأوعية الدموية.
- أمراض الفم واللثة الشديدة؛ لأنّ السن لن يكون مناسبًا لاستخدامه في تجهيز العين الصناعية.
- المشكلات النفسية؛ فقد لا يحتمل المريض فكرة فشل العملية وإصابته بالعمى مرة أخرى.
أمل جديد للمكفوفين حول العالم
قصة ديلان تقدم بارقة أمل لمرضى فقدان البصر، وتؤكد أن التطور الطبي قد يحوّل المستحيل إلى ممكن. ومع ذلك، تبقى استشارة الطبيب المتخصص ودراسة جميع الخيارات أمرًا أساسيًا قبل الإقدام على أي خطوة علاجية.
لا تتردد في استشارة طبيب معتمد من الطبي للإجابة عن استفساراتك.