أضرار البلاستيك أخطر مما تظن: قد يهاجم القلب والشرايين!

أضرار البلاستيك أخطر مما تظن: قد يهاجم القلب والشرايين!

نسمع يوميًا عن أضرار البلاستيك على البيئة، وكيف تلوّث المحيطات والأنهار، ولكن هل تخيلت يومًا أنّ جزيئاته الصغيرة التي نراها بالعين المجردة قد تتراكم داخل جسمك لتهاجم الشرايين والقلب؟! دراسة جديدة تكشف أنّ البلاستيك قد يُسبب تصلب الشرايين دون ارتفاع الكوليسترول! فكيف يحدث ذلك؟ وما الطريقة لتجنب هذا الخطر؟

ما هي جزيئات الميكروبلاستيك؟ وكيف تصل إلى أجسامنا؟

الميكروبلاستيك هي جزيئات بلاستيكية دقيقة يقل حجمها عن 5 مليمترات، تنتج من تحلل البلاستيك، أو تصنع بهذا الحجم لاستخدامها في المنسوجات ومستحضرات التجميل وغيرها من الصناعات. ورغم صغرها، إلا أنها موجودة في كل مكان تقريبًا.

يُمكن أن يدخل الميكروبلاستيك إلى أجسامنا من خلال الآتي:

  • الطعام: من الأسماك والمأكولات البحرية والأطعمة المعلّبة، أو من الخضروات المزروعة في تربة ملوّثة.
  • الماء: خاصة عند استخدام عبوات بلاستيكية أو تعريضها للحرارة.
  • الهواء: نستنشقه مع الغبار والهواء الملوّث، خصوصًا قرب المناطق الصناعية.
  • التعامل مع البلاستيك: مثل تسخين الطعام أو تخزينه في أكياس أو عبوات بلاستيكية.

وتكمن خطورتها في أن الجسم لا يستطيع تفكيك هذه الجزيئات أو التخلص منها بسهولة، مما يجعلها قادرة على التراكم داخل الدم والأنسجة بمرور الوقت.

اقرأ أيضًا: أضرار البلاستيك على الأطفال.

الميكروبلاستيك يسرّع تصلب الشرايين دون كوليسترول

كشفت دراسة حديثة لجامعة كاليفورنيا في ريفرسايد (UCR) أنّ الميكروبلاستيك إلى الدم عبر الطعام أو الماء، ثم يخترق جدران الأوعية ويتجمع داخل اللويحات الدهنية الموجودة في الشرايين. ومع الوقت، يعطّل الخلايا البطانية التي تحافظ على صحة الأوعية، ويُنشّط الجينات المسؤولة عن الالتهاب، مما يسرّع عملية تصلّب الشرايين.

والأخطر أن هذا الضرر قد يحدث حتى لدى الأشخاص الأصحّاء الذين لا يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو السمنة، ما يجعل تأثير الميكروبلاستيك خفيًا وصامتًا.

ومع مرور الوقت، تصبح الشرايين أكثر عرضة للتضيّق والانسداد، مما قد يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية دون أي أعراض.

أرقام مقلقة: زيادة هائلة في ترسّبات الشرايين بسبب الميكروبلاستيك!

في تجربة علمية، استخدم الباحثون فئرانًا سليمة لا تعاني من أي مشكلات في الدهون، وعرّضوها لكميات صغيرة من الميكروبلاستيك لمدة 9 أسابيع. وكانت النتائج صادمة:

  • زيادة بنسبة 63% في تصلب أحد أجزاء الشريان الأورطي لدى الذكور.
  • قفزة ضخمة بنسبة 624% في شريان آخر رئيسي.

وتُظهر هذه الأرقام أن الميكروبلاستيك وحده —حتى دون أي عامل خطر تقليدي— قادر على تسريع تصلّب الشرايين. وتلمح النتائج إلى أن التعرض اليومي للبلاستيك قد يكون واحدًا من العوامل الخفية التي تسهم في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب في السنوات الأخيرة.

قد يهمك: دراسة تحذر من مخاطر عبوة المياه البلاستيكية.

تحذير آخر: الرجال أول من يتضرر من هذا الخطر الصامت!

أظهرت نتائج الدراسة أن إناث الفئران لم تتعرض للضرر نفسه الذي عاناه الذكور، الأمر الذي دفع الباحثين إلى محاولة فهم السبب. وقد كشف التحليل الجيني أن هرمون الإستروجين يمنح الإناث حماية طبيعية ضد الالتهاب وتصلّب الشرايين.

ويتوافق ذلك مع ما أكدته دراسات سابقة؛ فالنساء قبل سن انقطاع الطمث أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب، في حين يبدو أن الرجال أكثر حساسية للتأثيرات الضارة للميكروبلاستيك والملوثات الدقيقة، مما يجعلهم الفئة الأكثر عرضة لهذا الخطر الصامت.

كيف يُمكن الوقاية من أضرار البلاستيك؟

رغم أن الجسم لا يستطيع التخلص من هذه الجزيئات بسهولة، إلا أنه يمكنك اتخاذ خطوات بسيطة تقلل من آثارها الضارة، مثل:

  • تجنب تسخين الطعام في أكياس أو عبوات بلاستيكية؛ فارتفاع الحرارة يزيد من تسرب المايكروبلاستيك إلى الطعام.
  • حاول استخدام العبوات والأواني المصنوعة من الزجاج أو الستانلس ستيل قدر الإمكان.
  • قلل من تناول الأطعمة المعلبة والمصنّعة؛ لأنها تحتوي كمية أعلى من المايكروبلاستيك بسبب طريقة التعبئة والتخزين.
  • استخدم فلاتر قادرة على تنقية مياه الشرب من الملوثات الدقيقة.
  • قم بتهوية المنزل جيدًا كل صباح؛ لمنع تراكم الغبار وتجديد الهواء.
  • خزّن الطعام في أواني زجاجية بدلًا من العبوات البلاستيكية.

نصيحة الطبي

يبدو أن الخطر الحقيقي لا يكمن في البلاستيك الذي نراه ونلمسه، بل في تلك الجزيئات الدقيقة التي تتسلل إلى أجسامنا بصمت، وتتراكم في الدم والشرايين دون أن نشعر! ورغم أن الميكروبلاستيك أصبح جزءًا من حياتنا اليومية، إلا أن تقليل التعرض له أسهل مما نعتقد.

ابدأ اليوم بخيارات أكثر وعيًا: استخدم الأواني والعبوات الزجاجية، وتجنب التغليف والأكياس البلاستيكية قدر الإمكان، وتذكر أن كل تغيير صغير قد يحمي قلبك على المدى الطويل.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

صيدلانية حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة اليرموك عام 2019، أعمل في مجال كتابة وتدقيق المحتوى الطبي منذ عام 2019، وأسعى إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة تعزز الوعي الصحي

[1] Sciencedaily. Everyday microplastics could be fueling heart disease. Retrieved on the 14th of November, 2025.

[2] Julie Corliss, Executive Editor, Harvard Heart Letter. Microplastics in arteries linked to heart disease risk. Retrieved on the 14th of October, 2025.

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية