تعد الأشهر الأربعة الأولى من عمر الطفل أشد صعوبة على الأمهات، لأن الصغير لا يدرك الفرق بين الليل والنهار، فكل الأوقات بالنسبة له سواء، فهو يطلب الطعام أو الشراب في أية ساعة من الليل أو النهار. وبذلك فإن الأم تعاني الكثير من التعب والإرهاق، نتيجة التقطع المستمر في نومها، والذي يصل بها في بعض الأوقات إلى حد الإصابة بالاكتئاب.

وتكشف الدراسات أن الأم تستطيع إجراء تعديلات وتنظيمات لساعات نوم الرضيع بشكل مبكر في نهاية الشهر الثاني، ويساعد في ذلك اتباع روتين يومي للنوم، حتى يتعود الصغير على نمط معين أكثر راحة للأم والطفل معاً.

إجراءات ونصائح مهمة

ينصح الأطباء الأمهات بإتباع الإجراءات والنصائح الآتية لتعويد الأطفال على مواعيد نومهم:

  • أولاً: تعليم الطفل بعض سلوكيات النوم، أو وضع روتين وطقوس محددة قبل النوم، ليعرف أن ميعاد نومه يبدأ من هذه الطقوس، لأن الصغير يتعلم مع الوقت والتكرار، فتبدأ الأم في غسل جسم الطفل بماء فاتر وتجهيز ملابس النوم، ثم الغناء له بصوت لطيف.
  • ثانياً: يجب أن ينام الرضيع في الشهور الأولى في غرفة الأم على سريره الخاص، بحيث يوضع هذا السرير في مكان مناسب، بعيداً عن الضوضاء والنوافذ والتكييفات، وغير قريب من الإضاءة المباشرة والشديدة. وهذه كلها عوامل تساعد على النوم العميق والهادئ وعدم الانزعاج، كما تحمي الصغير من الأمراض.
  • ثالثاً: يستحسن أن يرتدي الرضيع الملابس القطنية أثناء فترة النوم، وذلك من أجل راحته وعدم معاناة البشرة من أي تحسس أو مشاكل تؤدي إلى إيقاظه من النوم، كما يفضل أن يكون الغطاء أيضاً من القطن، لأن الأنواع الأخرى المختلفة تسبب زيادة درجة حرارة الصغير وتزعج نومه، ولا بد من كشف الوجه حتى نحافظ على عملية التنفس الصحية.

اقرأ أيضاً: مراقبة وتتبع نوم الطفل

الساعة البيولوجية

تكمن مشكلة الرضيع في أن ساعته البيولوجية غير متوافقة مع الأربعة وعشرين ساعة الطبيعية، وهو ما يؤدي إلى ظهور اضطرابات النوم التي تراها الأم، ولكن يمكن ضبط هذه الساعة من الأوقات الطبيعية لليل والنهار، فمثلاً عند تعرض الصغير لضوء النهار وأشعة الشمس تبدأ في وضع بداية الانضباط.

ويسهم وجود الطفل في البيئة النشيطة والمستمرة في الحركة في تعويده على الاستيقاظ في هذا الجو المفعم بالحيوية، أما في الليل، فتهدأ الأصوات والصخب وتقل الإضاءة، وهذا أيضاً ينعكس على الساعة البيولوجية الداخلية له، وتحدث عملية التعديل المتزامنة مع الوقت الطبيعي. وتتسبب اللهايات في إيقاظ الرضيع، ولذلك يجب على الأم منع هذه الطريقة في وقت سريع، على الرغم من أن الأمهات تفضلن اللهاية لما تقدمه من فائدة لتهدئة الطفل، ولكنها عندما تسقط من فمه، وهو نائم يستيقظ على الفور، ويصرخ من أجل إعادتها مرة أخرى.

الهز والتهدئة

تظن الكثير من الأمهات أن هز الرضيع يساعده على النوم الجيد، وهذا اعتقاد له إيجابيات وسلبيات، ولكنه يؤثر في نوم الطفل خلال فترة الليل، حيث يحتاج الطفل إلى الهز كي ينام كما تعود، ولذلك فهو يستيقظ في فترة الليل أطول وقت، وينام بالنهار عندما تحركه الأم.

وأثبتت دراسة حديثة أن هز الطفل يعتبر من الطرق الجيدة لتهدئة الصغير، ولكنها تترك بعض المشاكل الأخرى المتوقعة، ومنها أن البعض يرى أن الهز يحفز الطفل على النشاط أكثر، ولكنه يقلل من بكاء الطفل وصراخه، فهو له مفعول التسكين للألم، وانخفاض معدل البكاء.

وبينت الدراسة أن الهز يولد مشكلة ثانية، وهي أن الطفل يهدأ ويغفو للنوم نتيجة الهز، وبذلك فهو يتعود على الربط بين الهز والنوم، ونتيجة لذلك فهو يستيقظ فترات متكررة من الليل لعدم إحساسه بالهز.

وبينت دراسة أخرى أن الصغار الذين تعودوا على النوم في الحمالات المخصصة للأم، وهم يتحركون ويتأرجحون يصبحون الأكثر تعرضاً لمشكلة نوبات الاستيقاظ الليلية المتكررة.

للمزيد: كيف نؤسس لنمط نوم صحي للطفل؟

التغذية السليمة

تعمل التغذية السليمة والمناسبة للرضيع على التهدئة والراحة، ومن ثم المساعدة على النوم، وثبت علمياً أن التغذية الصحية لها دور كبير في الصحة العامة، وأن الأم غالباً ما تستخدم الرضاعة لإشباع الرضيع، وبذلك يهدأ ويدخل في مرحلة النوم.

وتفيد آلية عملية الرضاعة نفسها في التهدئة، ولكن يجب معرفة الكمية المناسبة من الحليب التي يجب أن يتناولها الصغير، فهو يحتاج إلى كميات صغيرة ومتكررة. وفي حالة امتلاء المعدة يحدث له مغص وألم مستمر، ما يؤدي إلى عدم راحته وانزعاجه من النوم وصراخه من هذا الألم، ولا بد من ثقافة الأم العلمية للكميات والأوقات التي يجب أن يتناول الرضيع فيها الحليب.

وتقلل الرضاعة من إجهاد الطفل، وتعد من المسكنات الفعالة. وتبين من خلال بعض التجارب البحثية أن الرضاعة لحديثي الولادة تخفف من الألم خلال الإجراءات العلاجية التي تتسم بالألم، مثل وخز الكعب أو الحقن، حيث وجد أن الطفل خلال الرضاعة أقل شعوراً بهذه الإجراءات. كما أوضح الباحثون أن عملية الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى زيادة معدلات بعض الهرمونات التي تحسن مستوى الهدوء لدى الصغار، ومن ثم تعزز درجة الإحساس بالراحة والسكون والنوم.

اقرأ أيضاً: هل سمعت عن استخدام الكوب لتغذية الرضع وحديثي الولادة؟

اقرا ايضاً :

كيف تكتشف خلل السمع المبكر عند طفلك ؟

التدليك راحة

تشير دراسة جديدة إلى أن التدليك يسهم في تهيئة ومساعدة الصغير على النوم، حيث أجريت التجربة على مجموعة من الأطفال الذين جرى تطبيق عملية التدليك عليهم لمدة 16 يوماً، وكان عمرهم في ذلك الوقت 15 يوماً فقط، وبعد التدليك تبين حدوث تحسن كبير في النوم.

ويقول الباحثون القائمون على الدراسة: "إنه عند وصول هؤلاء الأطفال إلى عمر ثلاثة شهور وهم يخضعون للتدليك، كان لديهم معدلات عالية من هرمون الميلاتونين الذي يساعد على النوم الهادئ والعميق، وهو ما يؤكد أن تأثير التدليك يسهم في التهدئة الجيدة للجلد والجسم عموماً".

الوضع المناسب

يسهم الوضع الذي ينام عليه الطفل في راحة الصغير أثناء عملية النوم نفسها، ولا بد من ملاحظة الأم لهذا الوضع الذي يمكن أن يكون غير مناسب للرضيع، ويسبب قلقه واستيقاظه من النوم باستمرار.

وتوضح دراسة حديثة أنه من الواجب على الأمهات توفير وضعية النوم الصحية للصغير، والعمل على تعديل هذا الوضع ليكون النوم على الظهر، لأن هذه الوضعية تعد الأحسن، فهي تساعد الرضيع على النوم بصورة صحية جيدة، ولا تؤثر سلباً في عملية التنفس، أو تؤدي إلى أوجاع في العضلات والعظام.

وينبغي أن يكون سرير الطفل أطول منه بصورة مناسبة، لأن تمدد أرجل الصغير بعد نهاية السرير تؤدي إلى عدم راحته ومضايقته أثناء النوم، حتى لو بقدر صغير، ولا تجعله ينام بصورة سليمة وصحية.

الأخطاء المتكررة

يوجد عدد من الأخطاء المتكررة التي تقع فيها بعض الأمهات أثناء تهيئة الرضيع للنوم منها:

  • نوم الصغير بجانب الأم على ذراعها، لأن هذا الوضع يمكن أن يسبب اختناق الطفل، حيث يجب وضع الرقبة بشكل مستقيم مع الظهر، ومنع استعمال الوسادات المرتفعة، فهناك وسائد خاصة بالرضع وتعتبر صحية.
  • ثبت أن استعمال مصدات النوم مضرة للغاية للصغار، وحظر بعض الدول بيعها مثل أمريكا، على الرغم من إنتاجها بأشكال مغرية وجذابة، ولكنها غير صحية.
  • ترتبك بعض الأمهات في تنظيم نوم الصغير نتيجة عملية التسنين، وهذه من الأخطاء لأن الطفل قادر طبيعياً على تخطي هذه المشاكل والانتظام في النوم الطبيعي.
  • حذر بعض الدراسات من الاعتماد على كاميرات مراقبة الرضيع، وابتعاد الأم عنه لفترات طويلة معتمدة على هذه الأجهزة، لأن الطفل يجب أن يشعر بالاتصال الطبيعي كي يطمئن ويشعر بالهدوء.

ابني عمرو سنتين بيتواصل بصري مع الناس وبلعب وبضحك، وبحكي معهم بس ما بكون جمل. بقلد الحركات والكلام ويستجيب لبعض الطلبات بس أحيانا أنادي عليه ما يرد وعند حركة كثيرة هل لدى ابني اسباب مرضية ام وراثية؟

منع الرضاعة الليلية

ينصح المختصون بالتوقف عن عملية الرضاعة خلال الليل، حيث يعتقد بعض السيدات أن هذه الطريقة هي السبيل لنوم الصغير بسرعة في حالة استيقاظه، ولكن ذلك ليس صحيحاً لأن ما يحدث هو العكس، حيث يشرع الصغير في الصراخ من أجل الرضاعة مرات متكررة.

وينبغي عدم ربط الأم بين النوم والرضاعة، فقط يجب وضع الصغير على فراشه ومتابعته جيداً، وتهيئة الجو والمكان والمناخ المناسب للنوم، حتى ينام دون رضاعة، حيث أثبتت الدراسات أن نحو 93 في المئة من الأطفال يقدرون على النوم خلال ساعات طويلة من الليل دون رضاعة.

ويمكن أن تقوم الأم بالتخطيط لعملية الفطام الليلي بصورة تدريجية، فتقلل من عدد الرضعات الاصطناعية والطبيعية، كما تخفض من حجم كل رضعة خلال الليل، كي يتعود الطفل على عدم الرضاعة خلال الليل.

للمزيد: مشاكل الرضاعة الطبيعية وعلاجها