التعامل مع طفل التوحد ليس لغزًا صعبًا لا يُمكن حلّه، بل هو رحلة تبدأ بالصبر وفهم التحديات التي يُواجهها طفل التوحد، حيث يُمكن تحويل هذه العقبات إلى محفّزات تساهم في توفير بيئة تعليمية شاملة ومثمرة؛ لضمان مستقبلٍ مشرق لطفل التوحد. [1][2]
اكتشف في هذه المقال كيفية التعامل مع طفل التوحد في المدرسة؛ لتصبح المدرسة مكانًا يزيد ثقته بنفسه، ويُعزز شعوره بالاطمئنان والراحة؛ ليُصبح طفلًا واثقًا ومستقلًا ومُحبًا للتعلم!
محتويات المقال
1. معرفة المزيد عن مرض التوحد
هذه الخطوة ضرورية للتعامل مع طفل التوحد بشكلٍ صحيح؛ فإذا أردت دمجه في الفصل الدراسي وتشجيعه على التفاعل مع زملائه يجب أن تفهم سلوكه واحتياجاته الفردية أولًا. [1][2]
على سبيل المثال يواجه طفل التوحد صعوبة في فهم مشاعر الآخرين، وبالتالي قد يقول أو يفعل شيئًا يزعج زملاءه دون قصد، كما قد يتصرف بعنادٍ شديد إذا شعر بالتوتر أو القلق، ومعرفة هذا يُساعدك على التصرف بشكلٍ صحيح. [1][6]
اقرأ أكثر: درجات التوحد ومستوياته.
2. توفير بيئة دراسية مناسبة
يُعاني الأطفال المصابون بالتوحد من حساسية مفرطة تجاه بعض المحفزات الحسية، مثل الأصوات الصاخبة، والأضواء الساطعة، وبعض الروائح، وتعرضهم لهذه المحفزات يُسبب لهم التوتر والانزعاج، ويمنعهم من التركيز على الدراسة. [2][4]
وتختلف هذه المحفزات من طفلٍ لآخر، على سبيل المثال قد يتضايق طفل التوحد من الأصوات العالية، بينما لا تزعجه الإضاءة الساطعة. [2]
لذا راقبه وحاول اكتشف هذه المحفزات؛ لتتمكن من مساعدته، وتوفر له بيئة دراسة مريحة وهادئة، واتبع النصائح الآتية: [2][4]
- استخدم ألوانًا هادئة في الفصل الدراسي لمساعدته على الاسترخاء.
- تخلص من الرسومات والملصقات الملونة على الجدران؛ لأنها تشتت انتباهه وتمنعه من التركيز.
- اسمح له باستخدام السماعات خلال الفصل إذا كان حساسًا للأصوات؛ فهذا يُساعده على التركيز بصورة أفضل.
- خصص له مساحة يستطيع الاسترخاء فيها عند انزعاجه من المحفزات الحسية.
3. اعتماد روتين يومي ثابت في المدرسة
يُحب طفل التوحد اتباع روتينٍ ثابت حتى في المدرسة! وينزعج كثيرًا عند تغييره، لذا صمم جدولًا يُنظم أنشطته المدرسية ويشرح له المهام المطلوبة منه، لكن احرص على مراعاة الآتي: [2][3]
- خصص له مهام ثابتة ومتكررة، مثل ترتيب المقاعد أو توزيع الكتب؛ فهذا يُعزز شعوره بالمسؤولية ويُحسّن استجابته للمحفزات الحسية.
- استخدم الصور لتوضح كل نشاط والوقت اللازم لفعله، ويُمكنك إضافة صور أخرى تبيّن المكافأة التي سيحصل عليها.
- تأكد أنّ الطفل فهم جميع المهام المطلوبة منه واستخدم لغة سهلة ومباشرة عند إعطائه أي توجيهات.
- أضف إرشادات تفصيلية توضّح خطوات كل مهمة ليتمكن الطفل من تنفيذها بسهولة وثقة.
- أخبر الطفل مسبقًا بأي تغييرات قد تطرأ على الروتين اليومي، فهذا يمنحه الفرصة ليتقبلها ويستعد لها ذهنيًا.
وهذه الخطوة تُساعد طفل التوحد على التركيز، كما تُقلل من بعض سلوكياته الخاطئة، مثل العناد. [2][3]
4. التحدث مع الطفل بشكلٍ مباشرة وواضح
استخدم لغة بسيطة وسهلة عند التحدث مع طفل التوحد، فمن الشائع أن يُواجه صعوبة في فهم وتفسير بعض الكلمات، وتجنب استخدام التشبيهات والأسئلة غير المباشرة. [2]
على سبيل المثال قل (ضع الأقلام في حقيبتك) بدلًا من قول (هل يمكنك جمع أقلامك ووضعها في الحقيبة؟)؛ ليفهم الطفل المطلوب منه مباشرةً وبسرعة. [2]
5. استخدام الصور والوسائل المرئية
لا تتردد في استخدام الصور التوضيحية ومقاطع الفيديو أثناء الشرح؛ فمن فوائدها: [4][5]
- تسهل على طفل التوحد فهم الدرس بصورة أفضل، خاصةً إذا كان يُواجه صعوبة في القراءة.
- تجذب انتباهه وتساعده على التركيز أثناء الشرح.
- قد تشجعه على التفاعل والحديث معك.
كما يُمكنك استخدام الوسائل المرئية لتعديل سلوك طفل التوحد، على سبيل المثال صمم جدولًا وأضف صورًا توضح السلوكيات الخاطئة مثل الصراخ في الفصل الدراسي؛ ليتوقف الطفل عن فعلها. [4][6]
6. معرفة اهتماماته ودمجها في المنهج الدراسي
يُظهر الأطفال المصابون بالتوحد اهتمامًا شديدًا ببعض المواضيع، مثل الفلك، أو الإلكترونيات أو الديناصورات، وقد يقضون ساعات طويلة في القراءة عنها أو التحدث بشأنها. [2]
حاول معرفة المواضيع التي يتحدث عنها بحماس، واستخدمها بذكاء لشرح المنهج الدراسي؛ لأن التطرق لهذه المواضيع يُحفز طفل التوحد على التفاعل والمشاركة في الأنشطة المدرسية. [2]
على سبيل المثال إذا كنت تدرس الرياضيات ولاحظت أن الطفل مهتمٌ بالفضاء؛ قدم له كتابًا عنه، وأثناء الشرح اذكر أسئلة وأمثلة تتعلق بالفلك، مثل (كم عدد الكواكب في المجموعة الشمسية؟ لو أضفنا لها 3 كواكب أخرى كم يُصبح عددها؟). [2]
7. التعاون المستمر مع والدي الطفل
التواصل مع الأهل جزء أساسي عند التعامل مع الطفل المصاب بالتوحد؛ فهم يكونون على دراية بجميع التفاصيل التي ترغب بمعرفتها عن اهتماماته، وسلوكياته واحتياجاته، مما يُساعدك على تقديم الدعم المناسب لطفل التوحد. [2]
على سبيل المثال قد تكتشف أثناء حديثك مع والدي الطفل أنه يتصرف بعنادٍ عند شعوره بالتعب أو المرض. هذه المعلومة القيّمة تُساعدك على التصرف بشكلٍ صحيح في هذه المواقف. [2]
نصائح أخرى عند التعامل مع طفل التوحد
من النصائح التي قد تستفيد منها أيضًا: [2][5]
- كن إيجابيًا وتحلّ بالصبر، ولا تأخذ الأمور بشكلٍ شخصي إذا تصرف طفل التوحد بشكلٍ خاطئ؛ فهو لا يقصد ذلك.
- زود طفل التوحد بالكتب الصوتية والآلات الحاسبة الناطقة، واسمح له باستخدام الأجهزة اللوحية إذا كان يُواجه صعوبة في الكتابة أو القراءة.
- قم بالثناء عليه ومكافأته، فهذا يُشجعه على التفاعل في الفصل والمشاركة في الأنشطة المدرسية.
- غيّر الخطّة الدراسية حسب مهارات الطفل ومقدار التقدم الذي يُحرزه، ولتكن أهدافك واقعية.
- ركّز على تطوير المهارات الاجتماعية لدى طفل التوحد، وشجّعه على المشاركة في الأنشطة الجماعية، مثل قراءة القصص المصورة مع زملائه، والتمثيل في مسرحية.
- راعِ الفروقات الفردية أثناء وضع الاختبارات وإجرائها، على سبيل المثال إذا كان الطفل يُواجه صعوبة في الكتابة أو القراءة أجر الاختبار شفويًا.
- اطلب منه ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس العميق، خاصةً إذا بدت عليه علامات الانزعاج.
- شجع بقية الطلاب على تقبله وراقب سلوكهم، فمن الشائع أن يتعرض الأطفال المصابون بالتوحد للتنمر.
نصيحة الطبي
التعامل مع طفل التوحد في المدرسة يتطلب الكثير من الصبر والتفهم، لذا ابدأ بالقراءة عن هذه الحالة، وافهم التغييرات التي عليك تعديلها لتوفر له بيئة دراسية مريحة، ولا تتردد في استخدام الصور ومقاطع الفيديو أثناء الشرح، واحرص على التحدث إليه بلغة سهلة وواضحة، ولا تأخذ الأمور بشكلٍ شخصي عند ارتكابه للأخطاء؛ فهو لا يقصد.
ولا تتردد في حجز جلسة علاج نفسي عن بعد (أونلاين) عبر موقع الطبي؛ لمساعدتك على التعامل مع الإرهاق والضغوطات النفسية التي قد تتعرض لها بسبب طبيعة عملك.
تعتبر كل حالة صدمة على الجمجمة سواء خفيفة او قوية هي حالة سقوط الطفل على راسه ولا يشترط بالضرورة ان ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :