قد لا يدرك الكثير من الرجال أن آلام الحوض أو صعوبة التبول قد تكون إنذارًا مبكرًا لالتهاب البروستاتا، وهي غدة صغيرة لكنها تؤدي دورًا كبيرًا في صحة الرجل الإنجابية. فالتهاب البروستاتا لا يقتصر على العدوى البكتيرية فقط، بل قد ينجم أيضًا عن التوتر، أو الجلوس لفترات طويلة، أو حتى ضعف المناعة! في هذا المقال، نكشف لك أسباب التهاب البروستاتا عند الرجال، والعوامل الخفية التي قد تزيد من خطر الإصابة به، وكيف يمكنك الوقاية منه قبل أن يتحول إلى مشكلة مزمنة. [1]

أسباب التهاب البروستاتا عند الرجال

تتعدد أسباب التهاب البروستاتا وتختلف من رجلٍ لآخر تبعًا لنوع الالتهاب وشدّته. ففي بعض الحالات، يكون السبب واضحًا ناتجًا عن عدوى بكتيرية تصيب الغدة مباشرة، بينما تبقى الأسباب غير معروفة في حالات أخرى. ويُقسَّم التهاب البروستاتا إلى عدّة أنواع رئيسية، يحدّد كلٌّ منها طبيعة السبب ومدة الإصابة، وتشمل: [1][2]

  • التهاب البروستاتا البكتيري الحاد: ينجم عادةً عن عدوى بكتيرية مفاجئة وشديدة، وتظهر أعراضه بسرعة خلال فترة قصيرة.
  • التهاب البروستاتا البكتيري المزمن: ينتج عن عدوى متكرّرة أو غير مكتملة العلاج، وتظهر أعراضه تدريجيًا وتستمر لفترات طويلة.
  • متلازمة ألم الحوض المزمنة (Chronic Pelvic Pain Syndrome): وهي الشكل الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما تكون أسبابها غير محددة بوضوح، إذ قد ترتبط بعوامل مناعية أو توتر عضلي أو نفسي.
  • التهاب البروستاتا غير المصحوب بأعراض (Asymptomatic prostatitis): يُكتشف بالصدفة أثناء الفحوصات أو التحاليل المخبرية، دون أن يُعاني المريض من أي أعراض ظاهرة.

 أسباب التهاب البروستاتا البكتيري (الجرثومي)

تحدث عدوى التهاب البروستاتا البكتيري، سواء كانت حادة أو مزمنة، عندما تصل البكتيريا إلى غدة البروستاتا، مما يؤدي إلى تهيّجها والتهابها. ومن أبرز طرق انتقال العدوى الآتي: [2][3]

  • انتقال البكتيريا عبر الإحليل (مجرى البول) إلى البروستاتا مباشرة.
  • ارتداد البول إلى الخلف نحو الغدة، مما يسمح للبكتيريا بالدخول إليها.
  • انتشار العدوى من المستقيم عبر الجهاز اللمفاوي المجاور.
  • انتقال البكتيريا عبر مجرى الدم من مكان أخر مصاب بالالتهاب في الجسم.

غالبًا ما تنجم الإصابة عن بكتيريا من عائلة البكتيريا المعوية (Enterobacteriaceae)، وبشكل خاص الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، التي تُعد السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب البروستاتا البكتيري. ومع ذلك، يمكن أن تكون العدوى ناجمة عن أنواع أخرى من البكتيريا، مثل: [2][3][4]

  • البكتيريا إيجابية الغرام (Gram-positive):
    • المكورات المعوية (Enterococcus).
    • المكورات العنقودية (Staphylococcus).
  • العدوى المنقولة جنسيًا (STIs):
    • النيسرية البنية (Neisseria gonorrhoeae).
    • المتدثرة التراخومية (Chlamydia trachomatis).
    • ميورة حالة لليوريا (Ureaplasma urealyticum).

ومن الأسباب والعوامل التي تزيد خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا البكتيري: [1][2]

  • استخدام القسطرة البولية.
  • الإصابة بعدوى المثانة أو تكوّن حصى المثانة.
  • حصى البروستاتا.
  • الإصابة بالتهابات المسالك البولية (UTIs).
  • تعرّض منطقة الحوض لإصابة معينة.
  • أخذ خزعة من غدّة البروستاتا.

هل لديك اسئلة متعلقة في هذا الموضوع؟
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
اكتب سؤالك هنا، سينا يجهز الاجابة لك

أسباب التهاب البروستاتا غير البكتيري

لا تزال الأسباب الدقيقة لالتهاب البروستاتا غير البكتيري أو متلازمة آلام الحوض المزمنة (Chronic Pelvic Pain Syndrome) غير واضحة تمامًا، مع ذلك أظهرت الدراسات أنه يرتبط بالعوامل الآتية: [1][2][4]

  • تضرّر أو توتّر عضلات قاع الحوض (Pelvic floor dysfunction)، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على غدة البروستاتا والشعور بالألم.
  • أمراض المناعة الذاتية (Autoimmune diseases)، إذ يهاجم الجهاز المناعي أنسجة البروستاتا السليمة عن طريق الخطأ.
  • التهاب أو تهيّج أعصاب الحوض الذي يُسبّب ألمًا مزمنًا في تلك المنطقة.
  • وجود مواد كيميائية مهيّجة في البول قد تسبب التهابات غير بكتيرية في الغدة.
  • استجابة مناعية متأخرة لعدوى سابقة في المسالك البولية (UTI).
  • التوتر والضغط النفسي، اللذان قد يؤديان إلى شدّ عضلي في الحوض وتفاقم الأعراض.

عوامل خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا عند الرجال

أظهرت الدراسات أن العوامل الآتية تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا: [5][6][7]

  • التقدّم بالعمر: مع ازدياد العمر، يضعف تدفق البول وتقل مقاومة الجهاز المناعي، ما يزيد من فرص الإصابة بالتهابات البروستاتا.
  • تضخّم غدة البروستاتا؛ فهو يُؤدي إلى صعوبة في تصريف البول بالكامل، مما يوفّر بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا وازدياد خطر العدوى.
  • وجود تشوّهات خلقية أو تشريحية في المسالك البولية: مثل تضيّق القلفة (Phimosis)، الذي يعيق تنظيف المنطقة التناسلية ويزيد احتمالية تراكم البكتيريا وانتقالها إلى الإحليل والبروستاتا.
  • انسداد في مجرى البول أو ضعف تدفق البول: قد يسبب ركود البول داخل المثانة، وهو عامل مهم في حدوث التهابات بولية تمتد لاحقًا إلى البروستاتا.
  • الخضوع لإجراءات طبية تشمل إدخال أدوات في الإحليل: مثل القسطرة البولية أو تنظير الإحليل والمثانة، إذ قد تُسهّل هذه الأدوات انتقال البكتيريا إلى البروستاتا.
  • التعرض لإصابة أو رضّ مباشر في منطقة العجان (بين كيس الصفن والشرج): تؤدي الصدمات المتكررة أو الإصابات الرياضية إلى تهيّج الأنسجة وإضعاف قدرة البروستاتا على مقاومة العدوى.
  • العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج: لأنها تزيد خطر الإصابة بالعدوى والأمراض المنقولة جنسيًا.
  • التعرض للاعتداء أو العنف الجنسي: يزيد هذا النوع من الصدمات من احتمال انتقال العدوى وتهيج الأنسجة، وقد يؤدي إلى التهابات مزمنة.
  • قلة النشاط البدني أو الجلوس لفترات طويلة: فهذا يُسبب ركود الدم في منطقة الحوض، ما يقلل من تدفق الأكسجين ويزيد خطر الالتهاب.
  • وجود عدوى سابقة أو متكررة في المسالك البولية أو المثانة: إذ قد تنتقل العدوى إلى البروستاتا عبر الإحليل أو من خلال الجهاز اللمفاوي.
  • ضعف المناعة: سواء أكان ذلك بسبب استخدام الأدوية المثبطة للمناعة أو الإصابة بأمراض مثل الإيدز، ويُمكن أن يُصاب الشخص بالتهاب البروستاتا الفيروسي أو الفطري في هذه الحالة.
  • عدم استكمال دورة المضادات الحيوية أو العلاج بشكل كامل: قد تبقى بكتيريا خاملة في أنسجة البروستاتا، لتؤدي لاحقًا إلى انتكاس العدوى أو التهاب مزمن.

أسباب تطور التهاب البروستاتا الحاد إلى المزمن

يمكن أن تتحول بعض حالات التهاب البروستاتا الحاد إلى التهاب مزمن إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح أو استمرّت بعض العوامل المؤثرة. ومن أبرز العوامل التي تزيد خطر تطوّر الالتهاب الحاد إلى مزمن ما يلي: [4][5]

  • كبر حجم البروستاتا.
  • عدم الالتزام بمدة العلاج، والتوقف عن تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب.
  • تأخر التشخيص، لأن إهمال الأعراض قد يُؤدي إلى انتشار العدوى وصعوبة في علاجها لاحقًا.
  • ضعف المناعة، سواء أكان بسبب أمراض مزمنة (كالسكري) أو تناول أدوية مثبطة للمناعة، مما يعيق القضاء على العدوى تمامًا.
  • وجود تشوّهات أو انسداد في المسالك البولية، مثل تضيق الإحليل أو تضخم البروستاتا الحميد، ما يعوق تصريف البول ويُسهّل عودة العدوى.
  • الجلوس لفترات طويلة أو ضعف تدفق الدم في منطقة الحوض، ما يؤدي إلى احتقان البروستاتا وإبطاء عملية الشفاء.

sina inread banner image
مساعدك الشخصي من الطبي للاجابة على أسئلتك الصحية
الطبي يطلق سينا، ذكاء اصطناعي لخدمتك الصحية!
اسأل سينا

الوقاية من التهاب البروستاتا

يُمكن اتباع النصائح الآتية لتقليل خطر الإصابة بالتهاب البروستاتا: [8][9][10]

  • احرص على غسل يديك بالماء والصابون بانتظام قبل أو بعض استعمال دورة المياه.
  • نظف المنطقة الحساسة بالماء وجففها جيدًا.
  • تأكد من شرب كمية كافية من الماء لا تقل عن 8 أكواب يوميًا.
  • ركّز على تناول الخضروات والفواكه الطازجة، خصوصًا تلك التي تحتوي على مضادات الأكسدة، مثل التوت.
  • قلل من تناول الأطعمة الحارة والمليئة بالبهارات، والوجبات السريعة والمقالي قدر الإمكان.
  • حاول التقليل من الأطعمة والمشروبات التي تهيّج المثانة، مثل القهوة والمشروبات الغنية بالكافيين.
  • ابحث عن طرق تساعدك على الاسترخاء والتخلص من التوتر والقلق.
  • مارس الرياضة يوميًا.
  • لا تهمل علاج التهاب البروستاتا أو تضخمها.

نصيحة الطبي

يحدث التهاب البروستاتا لأسباب عديدة ومتنوعة، بعضها يرتبط بوجود عدوى بكتيريّة، وبعضها يتعلّق بعوامل أخرى مختلفة، كالإصابة بأمراض المناعة الذاتية، والتعرّض لإصابات في منطقة الحوض، وغيرها، لذلك أنصحك بمراجعة الطبيب المختص في حال شعرت بألم في منطقة الخصيتين، أو مشكلات أثناء التبول، أو راودتك أيّة شكوك حول إصابتك بالتهاب البروستاتا، إذ يُساعدك الطبيب على معرفة أسباب المشكلة ومعالجتها قبل تفاقمها وحدوث المضاعفات.

اقرا ايضاً :

الكولاجين للرجال