شرى البرد هو أحد الأشكال غير الشائعة نسبيًا من الشرى، وهو رد فعل جلدي يظهر في غضون دقائق بعد التعرض للبرد.

إذ يعاني الأشخاص المصابون بشرى البرد من أعراض مختلفة، البعض لديه ردود فعل طفيفة، بينما البعض الآخر قد يعاني من ردود فعل تحسسية شديدة.

بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بهذه الحالة، يمكن أن تؤدي السباحة في الماء البارد إلى انخفاض مفاجئ في ضغط الدم، أو الإغماء، أو الصدمة.

المصطلح الطبي للطفح الجلدي الذي يتكون على الجلد عند تعرضه للبرد هو شرى البرد. قد تكون لديك حساسية من البرد إذا لاحظت تغيرات على جلدك بعد التعرض لدرجات حرارة شديدة البرودة. قد تظهر هذه الحالة فجأة وتختفي بمرور الوقت.

شرى البرد هو نادر نسبيًا، حيث يمثل ما يقرب من 1 ٪ إلى 3 ٪ من جميع حالات الشرى في الولايات المتحدة الأمريكية، وفقًا للمنظمة الوطنية للاضطرابات النادرة.

يحدث بشكل متساوٍ لدى كل من الرجال والنساء، ويعد أكثر شيوعًا في الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عامًا.

يمكن أن يدوم شرى البرد من 4 إلى 9 سنوات، ولكن الأشخاص المصابين به عادة ما يكون لديهم بعض التحسن في الأعراض في غضون 5 سنوات.

ما هي أعراض شرى البرد؟

عادة ما تظهر الأعراض بعد دقائق من تعرض الجلد للبرد، ويمكن أن تشمل أعراض شرى البرد غير المهددة للحياة ما يلي:

  • طفح جلدي، والذي يكون أحمر اللون ومثير للحكة، في منطقة الجلد التي تعرضت للبرد.
  • انتفاخ اليدين عند حمل الأشياء الباردة.
  • تورم الشفتين والحلق عند تناول الطعام أو الشراب البارد.
  • آلام في البطن أو قرحة معوية.
  • ضربات قلب سريعة وغير منتظمة.
  • تورم في منطقة الجلد التي تعرضت للبرد.
  • حمى.
  • صداع.
  • ألم المفاصل.
  • إعياء.
  • قلق.

قد تشمل الأعراض الشديدة لشرى البرد التي تتطلب عناية طبية فورية ما يلي:

  • الحساسية المفرطة، وهي رد فعل تحسسي حاد شديد.
  • مشاكل في التنفس، مثل الأزيز.
  • تورم اللسان والحلق.
  • خفقان القلب.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • إغماء.
  • صدمة.

يمكن أن يختلف وقت ظهور أعراض شرى البرد، حيث تبدأ أعراض شرى البرد بعد فترة وجيزة - تقريبًا (2 إلى 5 دقائق)- من تعرض الجلد لانخفاض مفاجئ في درجة حرارة الهواء أو الماء البارد، ثم تختفي الأعراض خلال ساعة إلى ساعتين.

في أحيان أخرى، قد تبدأ الأعراض في الظهور بعد فترة طويلة بعد التعرض للبرودة، في غضون ساعات أو يومين، ويمكن أن تستغرق يومين حتى تختفي.

تحدث هذه الأعراض بسبب إفراز الهيستامين، و لوكوتريين بعد تعرض الجلد للبرد.

تحدث أسوأ ردود الفعل عادة مع تعرض مساحة كبيرة من الجلد، مثل السباحة في الماء البارد، حيث يمكن أن يؤدي رد الفعل هذا إلى فقدان الوعي والغرق.

أسباب شرى البرد

لا أحد يعرف على وجه التحديد ما الذي يسبب شرى البرد. يعتقد بعض الباحثين أن بعض الأشخاص لديهم خلايا جلدية حساسة للغاية، بسبب بعض العوامل الوراثية، أو فيروس، أو مرض معين.

يؤدي البرد إلى إفراز الهيستامين والمواد الكيميائية الأخرى في مجرى الدم، حيث تسبب هذه المواد الكيميائية احمرارًا وحكة وأحيانًا رد فعل تحسسي شديد.

يمكن أن يحدث شرى البرد لأسباب عديدة، بما في ذلك:

  1. الخروج في طقس شديد البرودة.
  2. السباحة في الماء البارد.
  3. دخول منطقة مكيفة أو محفوظة في درجات حرارة باردة، مثل المجمد.

بشكل عام، يجب أن تكون درجة الحرارة التي تتعرض لها أقل من 4 درجات مئوية (39 درجة فهرنهايت) حتى تظهر الأعراض.

من الأشخاص المعرضين للخطر؟

يعد شرى البرد حالة نادرة، حيث لا يصيب سوى حوالي 0.05 ٪ من الناس. غالبًا ما يظهر في البالغين والشباب في منتصف العمر، ولكنه قد يظهر أيضا في الأطفال أو كبار السن.

حوالي نصف الأشخاص الذين يعانون من شرى البرد، مع مرور الوقت، إما سيشعرون بتحسن كبير في الأعراض أو لن يواجهوا المزيد من شرى البرد في غضون 6 سنوات.

قد يكون الأشخاص الذين يعانون من أحد الأمراض التالية أكثر عرضة للإصابة بشرى البرد:

  • أحد أمراض المناعة الذاتية.
  • عدوى فيروسية.
  • جدري الماء.
  • التهاب الكبد الفيروسي.
  • أمراض الدم الأخرى.

كيف يتم تشخيص شرى البرد؟

سيبدأ الطبيب بتقييم المريض المصاب بشرى البرد من حيث الأعراض الموجودة، مع الحصول على التاريخ الطبي (الحساسية المسبقة) والأحداث الأخيرة مثل تناول أطعمة جديدة أو التعرض لبيئات جديدة.

مكعبات الثلج كأداة تشخيص:

يمكن تشخيص شرى البرد عن طريق اختبار تحدي مكعبات الثلج لمراقبة تفاعل الجسم مع درجات الحرارة الباردة.

في هذا الاختبار، يتم وضع مكعب ثلج على الذراع لمدة 4 إلى 5 دقائق، ثم سيعمل الطبيب بعد ذلك على تقييم المنطقة التي تعرضت للبرد على فترات تتراوح بين 1 و 3 و 5 و 10 دقائق لظهور شرى أو حكة.

إذا كان المريض يعاني من شرى البرد، فسيظهر طفح جلدي أحمر مميز في غضون دقائق في المنطقة المعرضة للاختبار.

قد لا يتفاعل الجلد على الفور مع هذا الاختبار إذا كانت هذه الحالة ناتجة عن العوامل الوراثية، حيث قد تستغرق الأعراض ما لا يقل عن 20 أو حتى 30 دقيقة للظهور.

يمكن أن يطلب الطبيب بعض الاختبارات المعملية الروتينية، بما في ذلك تعداد خلايا الدم الشامل، ومعدل ترسيب كريات الدم الحمراء.

اقرا ايضاً :

خطوات للتخلص من الثآليل

كيف يتم علاج شرى البرد؟

في بعض المرضى، يزول شرى البرد من تلقاء نفسه بعد أسابيع أو شهور، بينما في حالات أخرى، قد يستمر لفترة أطول. سيكون الهدف من العلاج تقليل الأعراض أو التعامل معها.

يمكن لأدوية مضادات الهيستامين مثل لوراتادين وسيتريزين، أن تمنع أو تقلل من إفراز الهيستامين عند التعرض للبرد.

في حالة عدم الاستجابة لمضادات الهيستامين، يمكن تناول 150 إلى 300 ملغم من أوماليزوماب كل 4 أسابيع. قد يوصي الطبيب أيضًا بأدوية أخرى لعلاج شرى البرد، بما في ذلك:

  • الستيرويدات القشرية.
  • الهرمونات الاصطناعية مثل دانازول.
  • بعض المضادات الحيوية.
  • مضادات الليكوترين.
  • مثبطات المناعة الأخرى.

قد تحتاج إلى تناول أدرينالين عن طريق الحقن، إذا كنت تعاني من أعراض شديدة أو مهددة للحياة، مثل الحساسية المفرطة، من التعرض للبرد.

نصائح للوقاية من شرى البرد

أفضل طريقة لمنع شرى البرد ورد الفعل التحسسي المحتمل للبرد هي تجنب التعرض لدرجات الحرارة الباردة، لكن هذا قد لا يكون ممكنًا دائمًا.

يجب الالتزام بالنصائح التالية لتقليل فرص إصابتك بأعراض شرى البرد:

  • يجب ارتداء ملابس واقية خلال الطقس البارد، مثل السترات الدافئة، والقفازات، والأوشحة، وذلك من أجل تعريض أقل قدر ممكن من الجلد لدرجات الحرارة الباردة.
  • إذا كنت ترغب بالسباحة في حمامات السباحة، فابحث عن حمام ساخن، حتى في الطقس الدافئ.
  • الاستحمام بالماء الدافئ.
  • تجنب الأطعمة الباردة مثل الآيس كريم والحلويات المجمدة الأخرى لمنع تورم الحلق.
  • تناول الأدوية الموصوفة، مثل مضادات الهيستامين، قبل التعرض للبرد إذا أوصى الطبيب بذلك.
  • إذا كان من المقرر إجراء عملية جراحية، فتحدث مع الجراح مسبقًا عن شرى البرد، حيث يمكن اتخاذ خطوات للمساعدة في منع الأعراض الناتجة عن البرد في غرفة العمليات.

مضاعفات شرى البرد

من المضاعفات الرئيسية المحتملة لشرى البرد، حدوث رد فعل تحسسي شديد بعد تعرض مساحات كبيرة من الجلد للبرد، على سبيل المثال، من خلال السباحة في الماء البارد. 

أنا عمري 26 سنة وقالوا أنني أعاني من التصلب اللويحي، ولكن من اين يأتي التصلب اللويحي؟ هل هو ناتج عن عدوى أو ماذا؟