هو فرط ضغطِ الدمّ الذي ينجم عن تَضيّق الشريان الكلوي. 

الانتشار:

 يُعتبر فَرْط ضَغْطِ الدَّمِ الكُلْوِيُّ المَنْشَأ هو الشكل الأكثر شيوعاً لفَرْط ضَغْطِ الدَّمِ الثَّانَوِيّ ويحدث لدى ما يقرب ما بين واحد بالمئة إلى 5% من حالات فرط ضغط الدم المعتدلة, وبين 10-45% من حالات فرط ضغط الدم الوخيم, وهؤلاء المرضى عادة لا يوجد لديهم تاريخ عائلي بفَرْط ضَغْطِ الدَّمِ, وهو أقل شيوعا بين السود ويبدأ عادة قبل سن الثلاثين وبعد سن الخمسين. 

الأعراض:

هي نفسها لفرط ضغط الدم الشائع حيث أن أغلب المرضى لا يشعرون بأية أعراض  وإن كان  الصداع خاصة الشعور بألم في مؤخرة الرأس ، ونزيف الأنف أو الغثيان هي بداية علامات ارتفاع ضغط الدم، لكن في الواقع هذه الأعراض قد لا تحدث عند بعض الأشخاص إلا في حالة وصول ضغط الدم إلي مستوى مرتفع جداً وفي هذه الحالة تكون حياة المريض في خطر, هذا بالإضافة إلى الأعراض التي تنجم عن الخلل الكلوي وعن السبب الذي بطبيعة الحال تكون له أعراضه الخاصة.

 الأسباب :

فَرْط ضَغْطِ الدَّمِ الكُلْوِيُّ المَنْشَأ يحدث عادة بسبب تَضيّق الشريان الكلوي أو انسداده جراء :  

-تَصَلُّبٌ عَصيدِيٌّ للشرايين الكلويةِ:

لكلتا الكليتين عادة فَرْط ضَغْط الدَّمِ النَّاجِم عن التَّصَلُّب العَصيدِي للأَوعيةِ الكُلْوِيَّة يحدث لدى الرجال الذين تكون أعمارهم فوق سن 45 سنة ويقدّر بثلثي حالاتِ فَرْط ضَغْط الدَّمِ النَّاجِم عن الأَوعيةِ الكُلْوِيَّة.

-خَلَلُ التَّنَسُّجِ العَضَلِيُّ اللِّيْفِيُّ:

يَحْدث بشكل رئيسي لدى النِساء تحت سن 45 سنة. وهو أيضاً سبب حدوث فرط ضغط الدم لدى 10 % مِنْ الأطفالِ المصابين بالإضطراب نفسه.

-تَشَوُّهٌ(خِلْقِي) شِرْيانِيٌّ وَريدِيّ كلوي.

-صِمَّةٌ كُولِيستيرُولِيَّة.

-خُثارٌ شِرْيانِيّ الحَادّ.

-انْصِمام شِرْيانِيّ الحَادّ.

-تَسَلُّخُ الأَبْهَر.

-أُمُّ الدَّمِ شِرْيانِيّة.

-الرُّضوح الشَريانية الكلوية.

الْتِهابُ الشَّرايينِ العَقِدّ.

-تَضَيُّق تَحْتَ بَرْزَخِيّ.

-الْتِهابُ الشَّرايينِ بحَسَبِ تكاياسو (داءُ انْعِدامِ النَّبْض) .  

-داءُ كاواساكي (متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية).

-خَلَلُ التَّنَسُّج الكلوي(ثَدَن) المُتَعَدِّدَةُ الكيسات.   

-أَورام.

 الفيزيوباثولوجي:

إنّ تَضيّق الشريان الكلوي(الناجم عن ترسّب اللويحة في الشريان الكلوي لكلتا الكليتين, أو بسبب خَلَل التَّنَسُّج العَضَلِيّ اللِّيْفِيّ, أو لأي من الأسباب المذكورة آنفاً) يتسبب في انخفاّض في تدفق الدمِّ إلى الكليةِ وبالتالي إلى انخفاض ضَغْطُ التَّروِيَة في البُقْعَةُ الكَثيفَة للكُلْيَة مما يُحفز خلايا الجِهازُ المُجاوِر للكُبيبات على إفراز الرينين الذي يعمل على تحويل أَنْجِيوتَنْسين إلى أَنْجِيوتَنْسين واحد والذي بدوره يتحول تحت تأثير الإنزيم المُحَوِّلٌ للأَنْجيُوتنسِين الموجود (في الرئة وفي الخَلاَيا الظِهارِيَّة الكلوية وأنسجة أخرى) إلى أَنْجِيوتَنْسين إثنين الذي يعمل على زيادة إفراز هرمون الأَلْدوستيرون من قبل قِشْرَةُ الكُظْر ويُسبّب احْتِباس الصوديوم (الملح) والماء, وإلى نَفاد البُوتاسْيُوم, اضافة إلى  تَضَيُّق الأَوعِيَة الدموية الذي ينجم عن تأثير الأنجيوتنسين إثنين مباشرة, وكلها تتداخل لتسبب ارتفاع في ضغط الدم.

 التشخيص:

1-عادة التشخيص يتم حين  يُشتبه بوجود إحدى الحالات التالية: عندما يبدأ فرط ضغط الدم فجأة عند شخص تحت سن 30 أَو فوق ال 55 سنة, أَو عند حدوث تدهور مفاجئ في حالة أي مريض كان لديه فرط ضغط مسيطر عليه بشكل جيد, أو عند وجود فرط ضغط مقاوم للعلاج الطبي(الخبيث), أو عند سماع لَغَط بطني أو فخذي, أو وجود اعتلال متقدم في الشبكية.

2-في أي حالة إشتباه يتم إجراء  الفحوصات التالية:

- فحص مستويات الرنين والألدوستيرون.

- فحص مستويات الكرياتينين في الدم.

- فحص مستويات البوتاسيوم الدم.

- اخْتِبارُ تَصْفِيَةِ الكرياتينين.

- اخْتِبار نتروجين يوريا الدَّم.

- اخْتِبارُ الكوليستيرول.

- تَخْطيطُ الصَّدَى الدوبلريّ ذو البُعْدَين لشَّرَايِيْن الكلوية.

ما هي اسباب ارتفاع الضغط الانبساطي؟ مع العلم أن الضغط الانقباضي مرتفع قليلًا أيضًا

- تَصْوير الشَّرَايِيْن الكلوي عن طريق استخدام مادّة تَبايُنِيَّة.

- التَّصْويرُ بالرَّنينِ المِغْناطيسِيّ.

- تَصْوير الكُلْيَة التَثْبيطِيّ للإِنْزيم المُحَوِّل للأَنْجيُوتنسِين.

 مع أنه في حالة ترافق مرض الشرايين الكلوية (وعائي كلوي) مع ارتفاع ضغط الدم يشخص بشكل تقريبي هذا النوع من فَرْط ضَغْطِ الدَّمِ الثَّانَوِيّ (الغير الأَوَّلِيّ), ولكن التشخيص يكون أكثر تحديدا عندما يتم تحسن في مستوى ضغط الدم بأثر رجعي بعد التداخل العلاجي الوعائي لمكان التضيق. 

 

العلاج:

العلاج كباقي حالات فرط ضغط الدم يتضمن تغيير في نمط الحياة والسلوكيات التي تتمثل في:

-الإقلاع عن التدخين.

-تجنب التوتر والإجهاد.

-ممارسة الرياضة بانتظام.

-الحفاظ على الوزن المناسب وتجنب السمنة.

-اتباع حمية غذائية تشمل الحد من كمية الصوديوم (الملح) في الطعام. والحد من تناول الكحول, والأغذية الدسمة.

-معالجة مرض السكري واضطراب شحميات الدم إن وجدت.

-الالتزام بالعلاج الدوائي وإن كانت درجة الاستجابة متباينة لدى هؤلاء المرضى, وقد لا يستجيبون بشكل جيّد للعقاقير المضادّة لفَرْط ضَغْطِ الدَّم المستخدمة عادة في أنواع فرط ضغط الدم الأخرى.

علماً أن مُحْصِرات مُسْتَقْبِلاَت الأَنْجِيوتَنْسين إثنين ومُثَبِّطات الإنْزيم المُحَوِّل للأَنْجيُوتَنْسينِ تعتبر مثالية للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم الذي يرتبط بالتضيق الشرياني الكلوي الأحادي الجانِب,  في حين ينبغي تجنب استخدامها إذا كان التضيق ثُنائِي الجانِب وفي حالات اعْتِلاَل الكُلْيَة الإقْفَارِيّ الثُنائِي الجانِب ومرض الكلى المُنْفَرِدَة لأنها تؤثر سلباً على وظائف الكلى وتُفاقم الحالة المرضية

لخفض ضغط الدم في حالة الإرتفاع الحاد، غالبا ما يتم استخدام نتروبروسيد، لابِيتالول، أو مُحْصِرات قَنَواتِ الكالْسْيُوم

العلاج الأمثل يرتكز على إزالة الانسداد الشرياني للسماح بعودة التوعي الكلوي، خاصة إذا كان التضيق 70 % أو أكثر وهذا عادة يكون عن طريق:

1-رَأْب الوِعاءِ عَبْرَ اللُّمْعَة واستخدام الدِعَامَة مِن خِلال الجِلْد (تَوسيع الوِعاءِ خِلالَ الجِلْد)، حيث يُستخدم قِثْطار بَالُونيّ لتَوسيع الشريانِ الكلويِ وإزالة الإِحْصار، عادة يكون فعّال في تَحسن الحالة المرضيّة لدى المرضى المصابين بخَلَل التَّنَسُّج العَضَلِيّ اللِّيْفِيّ, لكنه أقل نجاحاً في حالات التَصَلُّب العَصيدِيّ.

2-إعادَةُ التَّوَعِّي جراحياً وعمل مَجازَة.

 وفي حالات اخرى قد يكون من الضروريّ إزالة الكلية المتضرّرة

الوقاية:

يُمكن الوقاية من فَرْط ضَغْطِ الدَّمِ النَّاجِم عن الأَوعيةِ الكُلْوِيَّة من خلال أنماط حياتيّة تَمْنع التَصَلُّب العَصيدِيّ, تقي من الأسباب المذكورة أعلاه, والإقلاع عن التدخين وتجنب التوتر والإجهاد, وممارسة الرياضة بانتظام, والحفاظ على الوزن المناسب وتجنب السمنة, والحد من تناول الكحول, والأغذية الدسمة, ومعالجة مرض السكري واضطرابات شحميات الدم إن وجدت

المضاعفات:

-أُمُّ الدَّمِ الأَبْهَرِيَّة.

-نَوْبَةٌ قَلْبِيَّة.

-فَشَلُ القَلْب.

-فَشَلُ الكلى.

-سَكْتَة.

-اضطرابات شبكية وبصرية.

-فَشَلُ تروية الأطراف خاصة الساقين.

 

المآل:

من الصعب التكهن بخصوص هؤلاء المرضى لأن ذلك يعتمد على حجم الانسداد أو التضيق ومكانه وسببه وعلى درجة استجابة الفرد على العلاج الدوائي، وعلى مدى فعالية الطرق العلاجية الأخرى سواء رَأْب الوِعاءِ عَبْرَ اللُّمْعَة أو عبر إعادَةُ التَّوَعِّي الجراحي وعمل المَجازَة. ولكن وجود تصلب الشرايين الكلوي يمثل مؤشراً قوياً على زيادة معدل الوفيات بالنسبة لعامة السكان. ووجود فَرْط ضَغْطِ الدَّمِ النَّاجِم عن الأَوعيةِ الكُلْوِيَّة مع الخلل الكلوي يرتبط مع قدر أكبر من الوفيات, ولكن بسبب العلاجات الفعالة المتاحة حالياً، سواء التي تسمح بالسيطرة على مستوى الضغط أو التي تعالج التضيق جميعها ساهمت في تحسن مآل هؤلاء المرضى.

فعودة التوعي سواء عن طريق رَأْب الشَّرايين الكلوية عَبْرَ اللُّمْعَةِ بطَرِيْقِ الجِلْد أو عن طريق الجراحة توفر شفاء كامل لحوالي 70 % من المرضى حيث لايحتاجون لعلاج دوائي بعده,  في حين أن 25% يحتاجون لإضافة علاج طبي للمحافظة  على مستوى طبيعي لضغط الدم, ويبقى أقل من  5% من المرضى الحَرونون على عَودَة التَّوَعِّي, وقد يحتاج البعض منهم لاستئصال الكلية من أجل السيطرة على الضغط. 

 

اقرا ايضاً :

 إرشادات غـــذائيـــة للمرضى الذين يستخدموا مضادات  تخثر الدم