فرط الكربمية | Hypercapnia

فرط الكربمية

ما هو فرط الكربمية


يُعرَّف فرط الكربمية بأنه وجود كميات كبيرة من مركب ثاني أكسيد الكربون CO2 في مجرى الدم. لذلك يُسمى بفرط ثاني أكسيد الكربون في الدم (بالإنجليزية: Hypercapnia) أو احتجاز ثاني أكسيد الكربون (بالإنجليزية: Hypercarbia). 

عادة ما يحدث فرط الكربمية نتيجة نقص التنفس (بالإنجليزية: Hypoventilation)، أو عدم قدرة الجسم على التنفس بشكل صحيح وإدخال الأكسجين إلى الرئتين، أو عدم قدرة الجسم على التخلص من ثاني أكسيد الكربون. وبالتالي قد يحتاج الشخص إلى اللهاث أو استنشاق الكثير من الهواء فجأة لموازنة مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.

لا تدعو الإصابة بفرط الكربمية إلى القلق، ولكنها قد يهدد فرط الكربمية الحاد الحياة إذا لم تعالج على الفور، إذ قد تُسبب توقف النفس، أو الإصابة بالتشنجات، أو الغيبوبة.

ما هي فسيولوجيا فرط الكربمية؟

تغير الإصابة بفرط ثاني أكسيد الكربون من توازن درجة الحموضة في الدم؛ إذ يعد ثاني أكسيد الكربون مادة حمضية، وبالتالي زيادة تركيزه يزيد من حموضة الدم

ويستطيع الجسم معادلة هذه الزيادة والحفاظ على درجة حموضة الدم في المستوى الطبيعي إذا حدث فرط الكربمية بشكل بطيء وتدريجي، وذلك من خلال تحفيز الكلى إلى تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى بيكربونات، وإعادة امتصاصه. بينما لا تستطيع الكلى التعامل مع الارتفاع الحاد والمفاجئ في تركيز ثاني أكسيد الكربون مما يهدد حياة المصاب. وعادةً ما تحدث بين المصابين بحالات شديدة من الانسداد الرئوي المزمن، أو الذين أصابتهم نوبة حادة، أو عند تناول الأدوية المنومة كمسكنات الألم الأفيونية. 

يعد الارتفاع المفاجئ في ثاني أكسيد الكربون، الذي يُسمى فرط ثاني أكسيد الكربون الحاد، أكثر خطورة؛ بسبب عدم قدرة الكلى على التعامل مع هذا الارتفاع. من المرجح أن يحدث هذا إذا وجدت حالة شديدة كمرض الانسداد الرئوي المزمن أو الإصابة باضطراب ما. 

أعراض فرط الكربمية

تعتمد أعراض فرط ثاني أكسيد الكربون في الدم على مدى شدة الحالة، كما هو موضح فيما يأتي: 

  • فرط ثاني أكسيد الكربون الخفيف إلى المتوسط: قد يسبب الأعراض التالية التي تتطور ببطء، ويستطيع الجسم التعامل معها:
    • صداع الراس.
    • القلق.
    • ضيق في التنفس وسرعة النفس.
    • خمول وكسل أثناء النهار.
    • النعاس أثناء النهار على الرغم من النوم الكافي في الليل.
    • احمرار الجلد.
    • ارتفاع ضغط الدم
  • فرط ثاني أكسيد الكربون الحاد: لا يستطيع الجسم التعامل مع أعراض فرط ثاني أكسيد الكربون الحاد بسرعة، وبالتالي قد يؤدي إلى الغيبوبة إذا لم تُعالج، ومن أعراضه ما يأتي:
  • فرط ثاني أكسيد الكربون الشديد: لا يستطيع الجسم التعامل مع أعراض فرط ثاني أكسيد الكربون الشديد، لذلك يجب مراجعة الطبيب بأسرع وقت، ومن أعراضه ما يأتي:
    • التشوش والارتباك.
    • جنون الارتياب أو الاكتئاب.
    • نوبات الهلع.
    • عدم انتظام دقات القلب.
    • فرط التنفس (بالإنجليزية: Hyperventilation)‏.
    • تشنج العضلات غير الطبيعي واللاثباتية (بالإنجليزية: Asterixis)‏.
    • الرمع العضلي (بالإنجليزية: Myoclonus)، وهي تشنجات عضلية قصيرة ومفاجئة.
    • الإغماء.
    • النوبات.
    • وذمة حليمة العصب البصري (بالإنجليزية: Papilledema)‏ التي قد تؤدي إلى:
      • مشاكل في الرؤية.
      • الصداع.
      • الغثيان.

أسباب وعوامل خطر فرط الكربمية

يوجد العديد من أسباب وعوامل خطر الإصابة بفرط ثاني أكسيد الكربون في الدم بما في ذلك: 

  • أمراض أيضية: تُسبب هذه المشاكل الصحية اضطراب في عمليات الأيض في الجسم، مما يُسبب زيادة صنع غاز ثاني أكسيد الكربون:
    • الإصابة بمرض أو عدوى أو صدمة شديدة.
    • انخفاض حرارة الجسم.
    • الغوص.
    • عدم صحة إعدادات جهاز التنفس.
    • اضطراب الغدة الدرقية.
  •  
  • أمراض الجهاز التنفسي: تُسبب هذه المشاكل الصحية تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون في الجسم بسبب عدم قدرة الجهاز التنفسي على تبادل هذا الغاز، ومنا:
    • مرض الانسداد الرئوي المزمن.
    • التليف الكيسي.
    • توسع القصبات (بالإنجليزية: Bronchiectasis).
    • الأمراض الرئوي الخلالية (بالإنجليزية: Interstitial lung disease)‏.
    • انتفاخ الرئة (بالإنجليزية: Emphysema).
    • الإصابة بالربو.
    • توقف التنفس أثناء النوم.
  • أمراض تسبب ضعف عضلات التنفس: لا يستطيع الجسم عند الإصابة بالأمراض التالية من التنفس بالشكل الصحيح مما يسبب تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون:
  • أمراض الجهاز العصبي التي تؤثر في مناطق التحكم بالتنفس:
    • أمراض جذع الدماغ.
    • التهاب الدماغ.
    • تناول جرعة زائدة من بعض الأدوية، مثل المواد الأفيونية أو البنزوديازيبينات.
    • الإصابة بالأمراض التنكسية في الجهاز العصبي.
    • الإصابة بسكتة دماغية في الدماغ، والتي يمكن أن تؤثر على التنفس.
  • أسباب أخرى:
    • التعامل مع مهيجات الرئة، مثل المواد الكيميائية، أو الغبار.
    • الجوع.
    • السمنة.
    • التدخين.
    • الأمراض الوراثية. ولكنها تعد من الحالات النادرة كالإصابة بنقص مضاد التريبسين ألفا 1(بالإنجليزية: Alpha-1 Antitrypsin Deficiency)

تشخيص فرط الكربمية

يجب أخذ التاريخ المرضي وإجراء فحص كامل لتشخيص الإصابة بفرط الكربمية. وفي حال ظهور أعراض تشير إلى الإصابة بفرط ثاني أكسيد الكربون، يُجرى فحص غازات الدم الشرياني لقياس مستوى الأكسجين، وثاني أكسيد الكربون، والبيكربونات، ودرجة حموضة الدم. 

كما قد تُطلب الفحوصات التالية لمحاولة تحديد سبب فرط ثاني أكسيد الكربون: 

  • اختبارات وظائف الرئة (PFTs): يمكن أن تساعد العديد من مقاييس وظيفة الجهاز التنفسي الطبيب على تقييم وظائف الرئة. يشمل ذلك الحد الأقصى من الهواء الذي يمكن استنشاقه أو زفيره من الرئة، بالإضافة إلى حجم الزفير القسري في ثانية واحدة (FEV1).
  • قياس التأكسج بالنبض (بالإنجليزية: Pulse oximetry): هو اختبار غير جراحي يمكن استخدامه لمراقبة التغييرات المفاجئة في مستوى الأكسجين.
  • اختبارات الدم: تؤدي زيادة ثاني أكسيد الكربون في الدم إلى خفض درجة الحموضة فيه، ويمكن الإصابة بالحماض التنفسي بسبب وجود مشكلة في الرئة أو الإصابة بأي مرض.
  • اختبارات التصوير: يمكن أن تساعد اختبارات مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب للصدر في تقييم شدة الحالات الرئوية، مثل انتفاخ الرئة والالتهاب الرئوي.

علاج فرط الكربمية

يجب مراجعة الطبيب في حال الإصابة بفرط ثاني أكسيد الكربون لتلقي الخطة العلاجية المناسبة، إذ تعتمد على السبب وعلى شدة الإصابة. ومن الخيارات العلاجية التي تستخدم ما يأتي:

  • التنفس: تعد المساعدة على التنفس من أهم خطوات علاج فرط ثاني أكسيد الكربون، وتنقسم إلى نوعين:
    • التهوية غير الباضعة (بالإنجليزية: Non-invasive ventilation): يستخدم المصاب أقنعة التنفس الفموية أو الأنفية لمساعدته على التنفس، ومنها آلة ضغط الهواء الإيجابي المستمر المعروفة باسم CPAP.
    • التهوية الميكانيكية أو التنفس الصناعي: يوضع المصاب على جهاز التنفس الصناعي إذا كانت الأعراض شديدة؛ للتأكد من القدرة على التنفس بشكل صحيح. ويتم إدخال أنبوب من خلال الفم إلى الشعب الهوائية للمساعدة على التنفس. وتتيح هذه العلاجات الحصول على أكسجين ثابت لموازنة مستويات ثاني أكسيد الكربون
  • العلاج الدوائي: يمكن أن تساعد بعض الأدوية على التنفس بشكل أفضل، بما في ذلك:
    • موسعات الشعب الهوائية.
    • الكورتيكوستيرويدات المستنشقة أو الفموية.
    • المضادات الحيوية لالتهابات الجهاز التنفسي، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الشعب الهوائية الحاد.
  • الجراحة: قد تتطلب بعض الحالات جراحة لعلاج أو استبدال الشعب الهوائية المتضررة أو الرئتين. فقد يزيل الطبيب الأنسجة التالفة لإفساح المجال للأنسجة الصحية المتبقية لتوسيعها وإدخال المزيد من الأكسجين في جراحة تقليل حجم الرئة، وقد يزيل الطبيب الرئة غير الصحية واستبدالها برئة صحية من متبرع بالأعضاء.
  • العلاجات الأخرى: يمكن أن تساعد بعض العلاجات أيضاً على علاج أعراض وأسباب فرط ثاني أكسيد الكربون في الدم. على سبيل المثال، تغيير النظام الغذائي، وممارسة الرياضة، والإقلاع عن التدخين.

منع فرط الكربمية

إن إجراء تغييرات في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين، أو فقدان الوزن، أو ممارسة الرياضة بانتظام، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بفرط ثاني أكسيد الكربون، ويُجدر بالذكر أن الحصول على علاج لهذه الحالة إذا كان الشخص يعاني من حالة تنفسية، هو أفضل طريقة للوقاية منه. 

Tim Jewell. Hypercapnia: What Is It and How Is It Treated? Retrieved on the 15th of June 2020, from: https://www.healthline.com/health/hypercapnia

Paul Boyce. Hypercapnia (Hypercarbia)? Retrieved on the 15th of June 2020, from: https://www.webmd.com/lung/copd/hypercapnia-copd-related#2-5

Deborah Leader. An Overview of Hypercapnia. Retrieved on the 15th of June 2020, from: https://www.verywellhealth.com/hypercapnia-symptoms-treatment-914862

Jayne Leonard. What to know about hypercapnia? Retrieved on the 15th of June 2020, from: https://www.medicalnewstoday.com/articles/320501#causes

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟
أسئلة وإجابات مجانية مقترحة متعلقة بأمراض الدم

محتوى طبي موثوق من أطباء وفريق الطبي

أخبار ومقالات طبية

جميع الاخبار والمقالات
فوائد البقدونس مقالات
إعلان جدري القردة كحالة طوارئ صحية عالمية أخبار
الفرق بين الحقن المجهري واطفال الانابيب مقالات
عرض جميع المقالات الطبية

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية