لأكثر من عقدين، كانت ويندي بيكوك تذهب إلى الفراش في كل ليلة وهي تخشى ألا تستيقظ في اليوم التالي. كانت بيكوك، المصابة بداء السكري من النوع الأول تعاني من هبوط شديد في السكر نتيجة جرعات الإنسولين التي تأخذها- وهو الأمر الذي كان يمكن أن يسبب لها الإغماء وفقدان الوعي في كثير من الأحيان- وكان أشد ما تخاف منه هو الدخول في غيبوبة سكري أثناء نومها.
بيكوك، هي المتلقية الأولى للزرعة الاصطناعية (BioHub) في التجربة السريرية التي يجريها معهد أبحاث السكري- الزرعة الاصطناعية (BioHub) هي عضو صغير تم تصميمه باستخدام الهندسة الحيوية يحتوي على خلايا تحاكي خلايا البنكرياس الحقيقي لإعادة إنتاج الإنسولين الطبيعي لدى الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري. وقد أصبحت مستويات الجلوكوز في الدم لدى بيكوك طبيعية وتوقفت عن أخذ حقن الإنسولين التي استمرت بأخذها لمدة 26 عاماً عدة مرات في اليوم.
وتحدثت بيكوك، 43 عاماً، من سان أنطونيو، تكساس، التي ظهرت في مؤتمرٍ صحفي مع هيئة من الأطباء الذين قاموا بزراعة العضو الصناعي في مستشفى UHealth في 9 سبتمبر، حول التغير السريع الذي حدث على حياتها خلال فترة قصيرة منذ خضوعها لعملية جراحية في 18 أغسطس.
وقال باسكال ج. غولدشميت، نائب الرئيس الأول للشؤون الطبية وعميد كلية ميللر للطب والرئيس التنفيذي في UHealth: "نحن نشهد اليوم حدثاً مهماً، حيث بات بإمكاننا التماس الآثار الإيجابية للعلاجات المستندة إلى الخلايا". وأضاف: "يمكن للزرعة الاصطناعية (BioHub) تغيير حياة ملايين الأشخاص الذين يعانون من مرضى السكري من النوع الأول، ونحن فخورون جدًا بأن نكون الأوائل في بذل الجهود الرامية إلى إعطاء الأمل للناس في جميع أنحاء العالم".
وعلى الرغم من توفر تقنية زراعة جزر لانجرهانز فعلياً منذ سنواتٍ عدة إلا أن الزراعة كانت تفشل بسبب موقعها، أما الآن فقد تمت زراعة الخلايا في مكانها الصحيح بالقرب من فوهة المعدة التي تربطها بالأعضاء الأخرى.
عندي رعشة في الجسم وكأن هبوط في السكر لما تأتي أشعر وكأني جائعة وفي أحيان أكون وأكله كويس، واشعر بالخمول والكسل والتعب وصداع في الرأس
وتتم زراعة الخلايا باستخدام حامل قابل للتحلل الحيوي تم تصنيعه من خلال خلط بلازما دم المريضة مع الثرومبين، ويشكل الناتج من خلط هذه المواد مادة تشبه الهلام التي تلتصق بالمكان الذي يجب زراعة الخلايا فيه في فم المعدة. ثم يتم طي فم المعدة حول الخليط. ثم يقوم الجسم بامتصاص المادة الهلامية، تاركًا الخلايا المزروعة، حيث تتشكل أوعية دموية جديدة لتوفير الأكسجين والمغذيات الأخرى التي تدعم بقاء الخلايا.
بيكوك، التي تم تشخيص إصابتها بمرض السكري من النوع الأول في عمر 17، راجعت مركز السكري في عام 2002. في ذلك الوقت، لم تكن تعتبر مرشحة للزراعة لأن البنكرياس كان لا يزال ينتج كمية صغيرة من الأنسولين. وعاودت بيكوك التواصل مع المركز في يناير من عام 2014 بعد أن علمت بتطوير الزرعة الاصطناعية (BioHub). وأثبتت الاختبارات أنها مرشحة جيدة للجراحة، لكنها بقيت تنتظر إيجاد مانح للبنكرياس.
وأخيرا تم الحصول على بنكرياس، وقدمت بيكوك إلى ميامي في 16 أغسطس، قبل يومين من الجراحة. وكانت الجراحة بسيطة نوعاً ما، حيث لم تطلب سوى إجراء 3 شقوق صغيرة في البطن.
ويوجد العديد من المرشحين الآخرين للزراعة. كما أبدت العديد من الدول والمراكز الطبية رغبتها بالتعاون في تطبيق مثل هذا الإجراء الطبي المهم.
على الرغم من المراقبة الطبية الشديدة التي تخضع لها بيكوك، إلا أنه لم يتم منعها عن أي شيء تقريباً باستثناء نصحها باتباع نظام غذائي صحي وأسلوب حياة سليم.
اقرا ايضاً :
تعرف الهرمونات بانها مواد كيميائية تقوم الغدد في الجسم بافرازها ثم تنتقل هذه الهرمونات عبر مجرى الدم الى الانسجة والاعضاء ... اقرأ أكثر
تقول بيكوك: "أشعر أنني أعيش حياة جديدة خالية من القلق والمخاوف بشأن السكري".