دعا فريق من الباحثين بقيادة علماء من جامعة فلوريدا إلى تطبيق تحصين شامل لجميع النساء الحوامل والرضع ضد الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وذلك بعد تقييم معمق استمر لسنوات لتأثير هذا الفيروس على الأطفال.
ويُعد الفيروس المخلوي التنفسي أحد الأسباب الرئيسية لعدوى الجهاز التنفسي السفلي والالتهاب الرئوي لدى الأطفال عالميًا، كما يشكل خوفًا كبيرًا على صحة كبار السن.
ما هو فيروس RSV ولماذا هو خطير؟
قد لا يكون اسمه شائعًا، لكن تأثيره واسع الانتشار بشكل مذهل. يصيب هذا الفيروس كل الأطفال تقريبًا قبل بلوغهم عامهم الثاني، وفي حين أن معظم الحالات تكون خفيفة وتشبه الرشح تقريبًا، إلا أن نسبة صغيرة من الرضع قد تعاني من مضاعفات خطيرة.
في الحالات الشديدة، يمكن أن يسبب الفيروس أزيزًا في الصدر، وسعالًا حادًا يشبه النباح، وصعوبة شديدة في التنفس، مما يستدعي الدخول إلى المستشفى، وأحيانًا العناية المركزة.
تقول د. نيرما خاتري فادلامودي، الأستاذة المساعدة في كلية الصيدلة بجامعة فلوريدا، وقائدة فريق البحث: "بغض النظر عن مكان وجودك في العالم، قد يسبب فيروس RSV مرضًا خطيرًا لدى الأطفال تحت عمر السنة".
دراسة جديدة تدق ناقوس الخطر
كشفت الدراسة الجديدة، التي حللت بيانات آلاف الحالات، عن العبء الهائل الذي يضعه الفيروس على أنظمة الرعاية الصحية. وأظهرت البيانات الكندية، التي تقول د. فادلامودي إنها تنطبق على الولايات المتحدة والعديد من دول العالم، حقائق مقلقة:
- الرضع هم الأكثر تضررًا: شكّل الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر ما يقرب من 45% من بين 30,000 حالة استدعت الدخول للمستشفى بين عامي 2017 - 2023.
- تكلفة باهظة: هذه الحالات كلفت النظام الصحي الكندي وحده ما يعادل 23 مليون دولار أمريكي.
وتضيف فادلامودي: "دخول المستشفى تجربة مخيفة للجميع، خاصة للأطفال الصغار وآبائهم. إنه يلقي بعبء مالي وصحي هائل على العائلات".
عبء عالمي يتطلب تحركًا سريعًا
الأرقام العالمية تؤكد على إلحاح هذه التوصية. ففي عام 2019 وحده، تسبب الفيروس في:
- 33 مليون إصابة.
- 4 ملايين حالة دخول للمستشفى.
- 100,000 حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة على مستوى العالم.
والأمر الأكثر إيلامًا هو أن 97% من هذه الوفيات تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يكون الوصول إلى الرعاية الطبية الداعمة محدودًا.
الحل في متناول اليد: تحصين شامل
لحسن الحظ، الحل موجود وفعال، حيث توصي الدراسة بشدة بتبني سياسة تحصين شاملة لحماية الفئة الأكثر ضعفًا، وذلك عبر طريقتين رئيسيتين:
- لقاح RSV للأمهات الحوامل: يُعطى اللقاح للمرأة الحامل في الثلث الأخير من الحمل. هذا لا يحميها فقط، بل يسمح بانتقال الأجسام المضادة الواقية عبر المشيمة إلى الجنين، مما يوفر له حماية تستمر لحوالي 6 أشهر بعد الولادة، وهي الفترة الأخطر في حياته.
- أجسام مضادة للرضع: هو علاج وقائي عبارة عن أجسام مضادة طويلة المفعول، تُعطى للرضع مباشرة بعد الولادة عبر حقنة واحدة، ويوفر هذا العلاج حماية فعالة ضد المرض الشديد لمدة تصل إلى 6 أشهر.
وتؤكد د. فادلامودي: "من خلال توفير هذه التحصينات عالميًا، يمكننا وقاية الرضع من الأمراض الخطيرة المرتبطة بهذا الفيروس".