اليقطين: غذاء مفيد أم ناقل خفي للسموم؟

اليقطين: غذاء مفيد أم ناقل خفي للسموم؟

اليقطين مصدرٌ غني بفيتامين أ، والألياف ومضادات الأكسدة، وهو من الأطعمة المفيدة للنظر وصحة القلب والمناعة، ولكن دراسة حديثة أجرتها جامعة كوبي اليابانية كشفت حقيقة صادمة: بعض أنواع اليقطين قادرة على امتصاص السموم من التربة وتخزينها! فكيف يحدث ذلك؟ وهل هذا يُؤثر على صحتنا؟

خضروات تمتص السموم من التربة: اكتشاف يثير القلق!

ينتمي اليقطين إلى القرعيات (Cucurbita)، وقد أظهرت الدراسة أنه هذه الخضروات تمتلك قدرة غريبة على امتصاص الملوثات العضوية الموجودة في التربة، مثل:

  • الديلدرين (Dieldrin).
  • الديوكسينات (Dioxin).

تكمن خطورة هذه الملوثات في مقاومتها الشديدة للتحلّل، وهذا يعني أنها قد تظل في التربة لعشرات السنوات، لتنتقل لاحقًا إلى النباتات المزروعة فيها.

 وقد حذّرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من أضرارها الصحية؛ فهي تؤثر على الجهاز المناعي والغدد والأعصاب، بل وصنّف بعضها كمواد مسرطنة للبشر.

لماذا يمتص اليقطين السموم والملوثات؟

لا يمكن سر امتصاص السموم في جذور اليقطين أو التربة كما كان يُعتقد في السابق، بل في بروتينٍ صغير يعمل كناقل خفي للملوثات داخل خلايا النبات.

فقد كشفت الدراسة التي نشرت في مجلة "Plant Physiology and Biochemistry" أن نباتات القرع تمتلك بروتينات خاصة ترتبط بالملوّثات العضوية في التربة، ثم تنقلها عبر عصارة النبات من الجذور وصولًا إلى الثمار.

والمثير أن الدراسة كشفت عن اختلاف بسيط في تركيب هذه البروتين، ولكن هذا التغيّر البسيط هو ما يُحدد مصير السموم التي يمتصها اليقطين، فإما أن تظل محصورة داخل خلايا الجذور، أو تنتقل مع العصارة النباتية إلى باقي أجزاء النبات — حتى تصل في النهاية وتتراكم داخل الثمار التي نأكلها.

تجربة علمية: نباتات تنظّف التربة بدل أن تتسمّم منها!

لم يكتف الباحثون باكتشاف هذا البروتين فقط، بل قرروا نقله إلى نبات التبغ، وهناك كانت المفاجأة! فقد بدأ التبغ المعدل وراثيًا بامتصاص السموم والملوثات الموجودة في التربة، ونقلها في عصارته تمامًا كما يفعل نبات اليقطين!

هذا الاكتشاف فتح الباب أمام تطبيقات علمية واعدة؛ إذ يسعى العلماء الآن إلى إنتاج نباتات معدّلة وراثيًا تمتص السموم المتراكمة في التربة، وتنقّي التربة قبل الزراعة.

وإذا نجحت هذه الفكرة، فقد نكون على أعتاب ثورة زراعية جديدة، تتيح لنا زراعة محاصيل أكثر أمانًا وصحة، خالية من السموم وغنية بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم.

هل هذا يعني أن نتوقف عن تناول اليقطين؟

بالطبع لا! فالنتائج التي توصّلت إليها الدراسة لا تعني أن اليقطين طعام مضر أو يجب تجنّبه، بل تسلّط الضوء على ضرورة الانتباه للتربة التي تُزرع فيها المحاصيل.

ومن فوائد اليقطين للجسم:

  • يُحافظ على صحة العين:

إذ يحتوي الكوب الواحد من اليقطين على 209% من الكمية الموصى بها من فيتامين أ، الذي أظهرت الدراسات أنه يُحفاظ على صة شبكية العين ويُقلل خطر الإصابة بالتنكس البقعي.

  • ينظم ضغط الدم:

فاليقطين مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يساعد على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، مما يقلل خطر ارتفاع الضغط والإصابة بأمراض القلب.

  • يقوي المناعة:

بسبب احتوائه على نسبة عالية من فيتامين ج ومضادات الأكسدة، وقد أظهرت الدراسات أن هذه العناصر تحسن قدرة الجسم على مقاومة الأمراض.

قد يهمك: فوائد اليقطين للسكري.

كيف نحمي أنفسنا من المحاصيل الملوّثة؟

إن الانتباه لمصدر طعامك هو الخطوة الأولى للوقاية من السموم والملوثات الموجودة في التربة، كما يوصي الباحثون باتباع الخطوات الآتية:

  • حاول شراء الخضروات والفواكه من مزارع أو متاجر معروفة تخضع للمراقبة والفحوصات البيئية.
  • احرص على غسل الخضروات جيدًا بالماء والخل الطبيعي؛ لإزالة بقايا الملوثات والغبار والمعادن الثقيلة من سطحها.
  • نوّع نظامك الغذائي بدلًا من التركيز على تناول نوع واحد من الطعام، فهذا يقلل من خطر تراكم أي سموم ضارة في الجسم.
  • لا تزرع أي خضروات أو فواكه على الطريق أو إذا كنت تسكن بالقرب من المناطق الصناعية، لأن تربتها تحتوي على نسبة أعلى من الملوثات.
  • افحص التربة بانتظام إذا كنت مزارعًا، فالكشف المبكر عن السموم والملوّثات يساعد على منع انتقالها إلى المحاصيل.

اقرأ أيضًا: أهمية غسل الخضروات والفواكه قبل تناولها!

نصيحة الطبي

رغم أن الدراسة كشفت قدرة بعض أنواع اليقطين على امتصاص الملوّثات السامة من التربة، إلا أن هذا لا يقلّل من قيمته الغذائية الكبيرة. فهو ما زال غنيًا بفيتامين (أ) والبوتاسيوم ومضادات الأكسدة التي تدعم صحتك من الداخل.

ولكن كن ذكيًا وانتبه لمصدر طعامك واحرص على غسل وتنظيف الخضروات والفواكه التي تتناولها جيدًا.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

صيدلانية حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصيدلة من جامعة اليرموك عام 2019، أعمل في مجال كتابة وتدقيق المحتوى الطبي منذ عام 2019، وأسعى إلى تقديم معلومات دقيقة وموثوقة تعزز الوعي الصحي

[1] Sciencedaily. Your pumpkin might be hiding a toxic secret. Retrieved on the 30th of October, 2025.

[2] WHO. Dioxins. Retrieved on the 30th of October, 2025.

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية