أعلنت شركة "روش" للأدوية مؤخرًا عن أخبار سارة لملايين النساء حول العالم، وذلك بعد ظهور نتائج إيجابية للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية على علاجها المبتكر "جيريدسترانت" (بالإنجليزية: Giredestrant)، والذي قد يغيّر مستقبل علاج أحد أكثر السرطانات شيوعًا.
الدراسة، التي تحمل اسم (evERA)، اختبرت العلاج الجديد مع دواء "إيفيروليمس" (بالإنجليزية: Everolimus) على المصابات بسرطان الثدي المتقدم، المُعتمِد على مستقبلات هرمون الإستروجين (ER-positive)، وهو النوع الذي يمثّل حوالي 70% من إجمالي حالات سرطان الثدي.
وعلى الرغم من التقدم الطبي، لا يزال هذا النوع من السرطان يمثل تحديًا كبيرًا للأطباء، حيث تطوّر الخلايا السرطانية مع الوقت مقاومة للعلاجات الهرمونية المعتادة، مما يزيد من خطر انتشار المرض.
علاج مزدوج وبدون حُقن
وهنا تكمن أهمية العلاج الجديد؛ فهو يجمع بين دوائين يستهدفان الخلايا السرطانية من مسارين مختلفين، مما يقلل من فرصة مقاومتها للعلاج. والأهم من ذلك، أن هذا النظام العلاجي الجديد يُؤخذ بالكامل عن طريق الفم، مما يجنّب المريضات عناء الحقن، والزيارات المتكررة للمستشفى، ويمنحهنّ جودة حياة أفضل خلال رحلة العلاج.
يعمل دواء "جيريدسترانت" المبتكر عن طريق استهداف مستقبلات هرمون الإستروجين التي تعتمد عليها الخلايا السرطانية للنمو، ومن ثم يقوم بتدمير هذه المستقبلات، مما يوقف إشارة النمو، ويقضي على الخلايا الخبيثة.
نتائج مبشرة والمستقبل واعد
أظهرت البيانات الأولية لمعدل البقاء على قيد الحياة اتجاهًا إيجابيًا ومشجعًا، ورغم أنها لا تزال غير مكتملة، إلا أن متابعة المرضى مستمرة للحصول على تحليل أكثر دقة في المستقبل.
وفي تعليقه على هذه النتائج، قال الدكتور ليفي غاراواي، كبير المسؤولين الطبيين، ورئيس قسم تطوير المنتجات العالمية في شركة "روش": "نحن متفائلون جدًا بهذه النتائج التي تمثّل خطوة مهمة إلى الأمام. نتطلع لمناقشة هذه البيانات مع السلطات التنظيمية بهدف إتاحة هذا النظام العلاجي المبتكر للعديد من المصابات بسرطان الثدي المتقدم في أقرب وقت ممكن".