باحثو "هوبكنز" يطوّرون طريقة لتقوية المناعة ضد السرطان

باحثو

في اكتشاف واعد، أعلن فريق من مستشفى "جونز هوبكنز للأطفال" عن نجاح طريقة جديدة لتحفيز جهاز المناعة بحيث يتمكن من التعرّف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها بفعالية، ما يمنع عودة الورم ويحسّن فرص البقاء على قيد الحياة.

الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Immunology مطلع سبتمبر، أظهرت أن تنشيط مسارين مناعيين رئيسيين في الجسم قادر على تحويل الأورام "الباردة" — أي تلك التي لا يتعرّف عليها الجهاز المناعي — إلى أورام "ساخنة" تستجيب بقوة للهجوم المناعي الطبيعي.

الأورام "الباردة"

توصف العديد من الأورام الخبيثة، خاصة في سرطانات البنكرياس والثدي، بأنها "باردة مناعياً" (Immune-cold)، ويعني هذا المصطلح أن جهاز المناعة لدى المريض لا يتعرف على هذه الأورام أنها خطر، ولا يهاجمها.

ونتيجة لذلك، فإن المرضى الذين يعانون من هذه الأورام غالباً ما يستجيبون بشكل ضعيف للعلاجات التقليدية، بما في ذلك العلاج المناعي، ويواجهون توقعات أسوأ للشفاء.

وكان التحدي الذي استكشفته هذه الدراسة هو كيفية تحويل هذه الأورام "الباردة" إلى أورام "ساخنة" أو مستجيبة مناعياً، مما يسمح للخلايا المناعية، مثل الخلايا التائية (T cells) والبائية (B cells)، بمهاجمة الخلايا السرطانية بفعالية.

"إشعال" بيئة الورم

فكرة الفريق بسيطة لكنها ذكية: إذا كانت الأورام “باردة”، فلنقم “بتسخينها” من الداخل.

قام الباحثون بإضافة محفزات مناعية إلى بيئة الورم لتجعلها أكثر نشاطًا، وتشجع الجسم على بناء تراكيب مناعية صغيرة داخل الورم نفسه تُعرف باسم “التراكيب اللمفاوية الثالثية” (TLS)، وهي أشبه بـ مراكز قيادة تساعد خلايا المناعة على تنظيم الهجوم على السرطان.

ويُعد وجود هذه التراكيب داخل الورم مؤشراً قوياً للغاية على تحسن استجابة المريض للعلاج وزيادة فرص النجاة، لأنها تساعد جهاز المناعة على تنظيم هجوم فعال ومستدام.

نتائج مدهشة في التجارب

لاختبار الفكرة، استخدم الفريق نماذج فئران مصابة بسرطان الثدي والبنكرياس، وحقنها بمادتين تحفّزان جهاز المناعة في وقت واحد، تستهدفان بروتينين مهمين هما "STING" و"LTβR".

النتائج كانت لافتة:

  • استجابة مناعية قوية من الخلايا التائية القاتلة (CD8⁺ T cells) التي بدأت بمهاجمة الورم فورًا.
  • تكوُّن أوعية دموية جديدة سمحت بدخول أعداد كبيرة من خلايا المناعة إلى داخل الورم.
  • تشكل “مصانع مناعية” داخل الورم، حيث بدأت خلايا B بإنتاج أجسام مضادة خاصة بالخلايا السرطانية.

لكن المفاجأة الكبرى كانت أن الجهاز المناعي احتفظ بذاكرة طويلة الأمد عن هذه الخلايا السرطانية، ما يعني أنه بات قادرًا على التعرف عليها ومهاجمتها إذا حاولت العودة لاحقًا.

مستقبل واعد للعلاج المناعي

يرى الباحثون أن هذا النهج المبتكر قد يقدم طريقة قابلة للتطبيق على نطاق واسع لتعزيز فعالية العلاجات الحالية.

ويعتقد الباحثون أن هذه الطريقة يمكن أن تعزز فعالية العلاجات المناعية والكيماوية الموجودة، وربما تُستخدم مستقبلًا لتحضير الأورام قبل البدء بالعلاج، بحيث يصبح الجسم جاهزًا لمواجهتها من الداخل.

يعمل الفريق الآن على نقل هذه التقنية إلى التجارب السريرية على البشر، من الأطفال إلى البالغين؛ لمعرفة مدى فعاليتها وأمانها.

يمكنكم الاستفسار عن أي شيء يخص صحتكم من خلال الاستشارة الطبية عن بُعد لدى موقع الطبي.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

[1] Sawada, J., Kikuchi, Y., Duah, M., Herrera, J. L., Kanamori, F., Csomos, K., Stansel, T., Hiraoka, N., Yoshida, M., Walter, J., Ware, C. F., & Komatsu, M. (2025). Simultaneous STING and lymphotoxin-β receptor activation induces B cell responses in tertiary lymphoid structures to potentiate antitumor immunity. Nature Immunology. https://doi.org/10.1038/s41590-025-02259-8

[2] Johns Hopkins. Johns Hopkins Researchers Show Novel Immune System Boost Helps Fight Cancer Cells. Retrieved on the 19th of October, 2025.

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.

آخر مقاطع الفيديو من أطباء متخصصين

أحدث الفيديوهات الطبية

عرض كل الفيديوهات الطبية