الجوز أم الكاجو؟ دراسات تكشف الأفضل لصحة القلب والدماغ

تُعدّ المكسرات من أكثر الأطعمة ارتباطًا بصحة القلب والدماغ، إلا أن المقارنة بين أنواعها لا تزال محل تساؤل لدى كثيرين. وفي هذا السياق، تسلط دراسات غذائية حديثة الضوء على الفروق الصحية بين الجوز والكاجو، لتكشف أيهما يتفوّق من حيث القيمة الغذائية والفوائد الصحية.

صحة القلب: تفوّق واضح للجوز

تشير أبحاث عديدة إلى أنّ تناول المكسرات بانتظام يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، غير أنّ الجوز حاز اهتمامًا خاصًا في الدراسات؛ فقد أظهرت النتائج أنّ استهلاكه اليوميّ يساعد على خفض ضغط الدم، وتقليل مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، ما ينعكس إيجابًا على صحة الأوعية الدموية ويقلل خطر السكتات القلبية والدماغية.

ورغم أنّ الكاجو يحتوي بدوره على دهون صحية، إلا أنّ حجم الأدلة العلمية الداعمة لفوائد الجوز القلبية كان أوسع وأكثر قوة، ما يمنحه أفضلية واضحة في هذا الجانب.

أوميجا 3 يصنع الفارق: هل الجوز هو الأفضل للدماغ؟

وإذا كان القلب هو البداية، فإن الدماغ لا يقل أهمية في هذا السباق الغذائي. فهنا يظهر تفوّق الجوز بوضوح؛ إذ يحتوي على أعلى نسبة من أحماض أوميجا-3 بين جميع أنواع المكسرات، حيث توفّر كل حفنة بحجم قبضة اليد (نحو 28 غرامًا) ما يقارب 2.57 غرامًا من هذه الدهون المفيدة للدماغ.

وقد أظهرت الدراسات الحديثة فوائد أوميجا 3 للذاكرة والتركيز، فهو يُساعد على تقليل خطر الإصابة بالخرف وتراجع الوظائف الإدراكية مع التقدم في العمر.

كما أنّ الجوز يحتوي على نسبة أعلى من مضادات الأكسدة، والتي تحمي خلايا الدماغ من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وتساعد على الحفاظ على كفاءتها ووظائفها على المدى الطويل.

الكاجو والوزن: سعرات أقل وبروتين أعلى

في المقابل، يبرز الكاجو كخيار شائع لدى من يراقبون السعرات الحرارية. فالحصة الواحدة منه توفّر حوالي 157 سعرة حرارية، مقارنة بنحو 185 سعرة حرارية في الحصة نفسها من الجوز.

كما يحتوي الكاجو على نسبة أعلى من البروتين وكمية أقل من الدهون، ما قد يساعد على تعزيز الشعور بالشبع، إلا أن الخبراء يحذّرون من أن الإفراط في تناوله، كغيره من المكسرات، قد يؤدي إلى زيادة الوزن في حال تجاوز الاحتياج اليومي من السعرات.

قد يهمك: المكسرات والوزن ما العلاقة؟!

الفيتامينات والمعادن: اختلاف في المكونات

تُظهر المقارنة الغذائية أيضًا اختلافًا في محتوى المعادن؛ إذ يحتوي الجوز على نسب أعلى من النحاس والمنغنيز، وهما عنصران مهمان لإنتاج الطاقة ودعم الجهاز العصبي وصحة الأوعية الدموية.

في المقابل، يُعدّ الكاجو مصدرًا غنيًا بـالمغنيسيوم، المعروف بدوره في دعم صحة العضلات والأعصاب والعظام.

نصيحة الطبي

تشير الأدلة العلمية إلى أن الجوز يتفوّق في دعم صحة القلب والدماغ بفضل محتواه العالي من أوميجا-3 ومضادات الأكسدة، بينما يتميّز الكاجو بسعراته الأقل ومحتواه الأعلى من البروتين. ويؤكد الخبراء أن التنويع بين أنواع المكسرات وتناولها باعتدال يبقى الخيار الأمثل للاستفادة من فوائدها الصحية.