"إنسولين ذكي" يقلل من خطر هبوط السكر!

أحرز باحثون في كلية الطب بجامعة إنديانا تقدمًا لافتًا في تصميم نوع جديد من الإنسولين “الذكي” الذي يخفّف من نوبات هبوط السكر في الدم، ما قد يمثل خطوة واعدة نحو علاج مبتكر لمرضى السكري من النوع الأول.

الإنسولين هو هرمون يخفض مستويات السكر في الدم، بينما يقوم هرمون آخر، وهو الغلوكاغون، بالعكس تمامًا. يعاني مرضى السكري من النوع الأول من عجز في إنتاج الإنسولين؛ لأن أجهزتهم المناعية تهاجم الخلايا المنتجة له في البنكرياس، مما يضطرهم إلى حقن نسخة مصنّعة من الهرمون للتحكم في مستويات السكر.

ويعيش المرضى في تحدٍ دائم لموازنة مستويات السكر، حيث أن ارتفاع السكر المفرط (Hyperglycemia) أو نقص السكر الحاد (Hypoglycemia) يمكن أن يؤدي كلاهما إلى مخاطر صحية جسيمة قد تصل إلى الوفاة.

لماذا يُعد هبوط السكر تحديًا كبيرًا أمام مرضى السكري؟

يمثل هبوط سكر الدم (Hypoglycemia) مشكلة شائعة وخطيرة لدى مرضى السكري من النوع الأول، ورغم التقدم العلاجي والتكنولوجي، لا يزال سببًا رئيسيًا للمضاعفات والوفيات.

في الجسم السليم، يعمل الإنسولين والغلوكاغون بتناغم للحفاظ على استقرار سكر الدم. لكن لدى مرضى السكري من النوع الأول، لا يستطيع البنكرياس إفراز ما يكفي من الغلوكاغون لمواجهة أي جرعة زائدة من الإنسولين المحقون، مما يؤدي إلى هبوط حاد في السكر.

والأمر الأكثر تعقيدًا هو أن استجابة الجسم الطبيعية المتمثلة في إفراز الغلوكاغون عند هبوط السكر تتدهور بمرور الوقت، وتختفي تقريبًا في غضون 5 سنوات من تشخيص المرض، لأسباب لا تزال غير واضحة. هذا العجز يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بهبوط حاد في السكر، والذي قد يؤدي إلى فقدان الوعي.

ابتكار جديد يقلل خطر هبوط السكر

البروتين الجديد الذي طوره فريق البحث يعمل عن طريق محاكاة الهرمونين معًا، فهو يرسل إشارات إلى الكبد، الذي يستجيب بشكل طبيعي للإنسولين أو الغلوكاغون حسب حاجة الجسم، فإذا ارتفع السكر في الدم، يُفعّل تأثير الإنسولين، وإذا انخفض، يُفعّل الجلوكاغون.

وقاد هذا الجهد البروفيسور المتميز في كلية الطب بجامعة إنديانا، الدكتور مايكل أ. وايس، الذي قال: "على مدى القرن الماضي، كان التعامل مع هبوط السكر تحديًا دائمًا في علاج السكري من النوع الأول. نهجنا الجديد يبسط تصميم الأنسولين الذكي من خلال استغلال "مفتاح ذكي" موجود طبيعيًا في الكبد: فعندما يكون السكر مرتفعًا جدًا، يفوز الإنسولين؛ وعندما يكون منخفضًا جدًا، يفوز الغلوكاغون".

مزايا عملية تتجاوز العلاج

حاليًا، يضطر العديد من المرضى إلى حقن الإنسولين والغلوكاغون بشكل منفصل، أما هذا الإنسولين الذكي فإنه يجمع بينهما معًا في حقنة واحدة.

ولكن بالإضافة إلى النتائج العلاجية الواعدة، أظهرت الصيغة الجديدة للإنسولين استقرارًا لأسابيع دون الحاجة إلى وضعها في الثلاجة قبل فتحها، وهذا من شأنه أن يجعل إنتاجه وتخزينه أسهل وأقل تكلفة بكثير من أنواع الإنسولين المتاحة حاليًا، والتي تتطلب تبريدًا دائمًا.

هل هو متاح حاليًا؟

على الرغم من أن النتائج تبدو ثورية، حذر الدكتور وايس من أن البحث لا يزال في مراحله الأولى، ولا تزال هناك خطوات عديدة قبل الموافقة على الدواء الهجين للاستخدام العام.

ويأمل الباحثون في تطوير نوعين من هذا "الإنسولين الذكي": نوع يُحقن مرة واحدة في الأسبوع، ونوع آخر سريع المفعول مخصص للاستخدام في مضخات الإنسولين.

كيف تكتشف علامات هبوط السكر؟

يحدث هبوط السكر عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم إلى ما دون 70 ملغ/ديسيلتر، وغالبًا ما تظهر الأعراض بشكل مفاجئ. من أبرز العلامات التي يجب الانتباه لها:

  • التعرّق الشديد.
  • الرعشة أو ارتجاف اليدين.
  • تسارع ضربات القلب.
  • الدوخة.
  • الجوع المفاجئ.
  • القلق أو التهيّج.
  • زغللة الرؤية.
  • صعوبة التركيز.

وفي الحالات الشديدة، قد يؤدي هبوط السكر إلى فقدان الوعي أو التشنجات، وهي حالة طبية طارئة تستدعي التدخل الفوري.

إذا لاحظت تكرار هذه الأعراض، استشر طبيبك أو تواصل فورًا مع الأطباء في الطبي؛ للحصول على استشارة دقيقة وآمنة عبر الإنترنت.

هل وجدت هذا المحتوى الطبي مفيدا؟

حاصلة على درجة دكتور صيدلة من الجامعة الأردنية بتقدير ممتاز. 

[1] Indiana University. New ‘smart insulin’ shows promise in reducing hypoglycemia bouts. Retrieved on the 12th of October, 2025.

[2] Kenan Sakar and Nese Cinar. Hypoglycemia in Type 1 Diabetes Mellitus. Retrieved on the 12th of October, 2025.

تنبيه

المعلومات الطبية الموجودة على هذه الصفحة تهدف إلى التثقيف العام فقط، ولا تُعد بديلاً عن الاستشارة الطبية. يمكنك الوثوق بخبرة أطباء منصة الطبي المعتمدين للحصول على استشارة طبية دقيقة وشخصية عبر خدمات الرعاية الصحية عن بُعد، المتوفرة على مدار الساعة.