ما هو أسرع علاج للاكتئاب؟ دراسة تكشف نتائج لافتة

يعتمد علاج الاكتئاب في العادة على مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي، وهي خيارات فعّالة لدى كثيرين، لكنها تحتاج إلى وقت قد يمتد لأسابيع قبل ملاحظة التحسّن. وفي بعض الحالات، لا يحقق المرضى الاستجابة المرجوّة رغم الالتزام بالخطة العلاجية.

وفي تطوّر علمي لافت، كشف باحثون من جامعة برمنغهام عن نتائج تشير إلى أن أكسيد النيتروز، المعروف باسم “غاز الضحك”، قد يساهم في تخفيف أعراض الاكتئاب لدى فئة من المرضى خلال وقت قصير نسبيًا.

تحسّن ملحوظ خلال 24 ساعة

وفق تحليل علمي نُشر في مجلة eBioMedicine، قام الباحثون بمراجعة نتائج 7 تجارب سريرية شملت مرضى يعانون من الاكتئاب الحاد أو الاكتئاب المقاوم للعلاج.

وأظهرت النتائج أن عددًا من المشاركين شهدوا تحسّنًا واضحًا في الأعراض خلال 24 ساعة فقط من الجلسة الأولى، خاصةً أولئك الذين لم يستجيبوا لمضادات الاكتئاب التقليدية.

كيف يؤثر أكسيد النيتروز على الدماغ؟

تشير الدراسة إلى أن أكسيد النيتروز يؤثر في كيمياء الدماغ والمسارات العصبية المرتبطة بتنظيم المزاج. وقد لوحظ أن استنشاق الغاز بتركيز يصل إلى 50% قد يؤدي إلى تحسّن سريع في الأعراض.

إلا أن الباحثين أوضحوا أن هذا التأثير غالبًا ما يكون مؤقتًا، ما يستدعي تكرار الجلسات للحفاظ على النتائج الإيجابية، وهو ما يزال قيد الدراسة والتقييم.

آثار جانبية محدودة وتزول سريعًا: ماذا يقول الباحثون؟

أفاد المشاركون بأن الآثار الجانبية كانت محدودة ومؤقتة في معظم الحالات، مثل الدوخة أو الغثيان أو الصداع. ولكن وضّح الباحثون أن هذه النتائج وحدها لا تكفي لتأكيد أمان غاز الضحك على المدى الطويل، مشددين على ضرورة إجراء دراسات أطول وأشمل.

وأشاروا إلى أن التعرض المتكرر لأكسيد النيتروز قد يرتبط بنقص في فيتامين B12، إضافة إلى مخاطر محتملة في حال استخدامه خارج الإشراف الطبي.

بين الأمل والحذر: تحديات أمام العلاج الجديد للاكتئاب

يستعد الباحثون لإطلاق تجربة سريرية موسّعة ضمن خدمات NHS، بهدف تقييم سلامة هذا العلاج على المدى الطويل، ووضع بروتوكولات استخدام واضحة، وقياس تقبّل المرضى والأطباء له، وذلك عبر عيادات متخصصة في علاجات الاكتئاب المتقدمة.

ورغم النتائج الأولية المشجعة، يؤكد الباحثون أن أكسيد النيتروز لم يُقارن بعد بشكل مباشر بالعلاجات المعتمدة حاليًا، ولا يُعد بديلًا عن العلاج النفسي أو مضادات الاكتئاب.

نصيحة الطبي

يرى الخبراء أن أكسيد النيتروز قد يشكّل خيارًا علاجيًا مساعدًا في حالات محددة من الاكتئاب المقاوم للعلاج، لكنه لا يُغني في الوقت الحالي عن العلاجات المعتمدة.

ويؤكد الأطباء أن أفضل النتائج تتحقق من خلال الالتزام بالعلاج النفسي والأدوية الموصوفة طبيًا، وعدم تجربة أي خيارات علاجية جديدة إلا تحت إشراف طبي مختص.