يواصل العلماء سباقهم لإيجاد طرقٍ للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر؛ لأنّ هذا يُساعدهم على إبطاء تطور المرض بشكلٍ أكثر فعالية، وتحسين حياة أكثر من 32 مليون مصابٍ بهذا المرض حول العالم. واليوم، نجحت جامعة باث البريطانية في تطوير "اختبار الكرة السريعة"، الذي قد يكشف عن المرض في المنزل خلال 3 دقائق فقط!
ما هو اختبار الكرة السريعة؟
اختبار الكرة السريعة (Fastball EEG test) ابتكارٌ بسيط غير مكلف، يعتمد على ارتداء قبعة صغيرة مزودة بأجهزة استشعار حساسة؛ لتسجيل النشاط الكهربائي للدماغ (EEG)، ويشاهد المريض صورًا تتغيّر بسرعة، بينما تسجل الأجهزة ردود دماغه التلقائية.
تكمن آلية الاختبار في تقييم قدرة الدماغ على التعرف على الصور المألوفة، فمن خلال رصد وتحليل موجات الدماغ يستطيع الطبيب تقييم الذاكرة ووظائف معرفية أخرى، مثل الانتباه والتركيز.
وما يجعل الابتكار ثوريًا هو إمكانية إجرائه بسهولة في المنزل، دون الحاجة لأدوات مخبرية متطورة أو متابعة حثيثة من الطبيب، مما يفتح الباب للتشخيص المبكر والسريع لمرض ألزهايمر.
كيف يختلف عن الطرق التقليدية؟
عادةً يستغرق التشخيص التقليدي لمرض ألزهايمر عدة أسابيع أو حتى أشهر، ويعتمد على متابعة مباشرة مع الطبيب، والإجابة عن استبيانات لقياس الذاكرة والوظائف الإدراكية، إضافةً إلى إجراء فحوصات باهظة مثل الاختبارات الجينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي.
ورغم كل ذلك، غالبًا لا يتم اكتشاف المرض إلا بعد ظهور الأعراض وتضرر جزء كبير من خلايا الدماغ، في المقابل يعتبر اختبار الكرة السريعة نقلة نوعية للأسباب الآتية:
- سرعة غير مسبوقة (3 دقائق فقط).
- تكلفة منخفضة تناسب الجميع.
- إمكانية إجرائه في المنزل بدلًا من المشفى.
- دقة عالية في الكشف عن تغيرات الدماغ المبكرة.
- عدم الحاجة لمتابعة مباشرة من الطبيب أو القيام بمهام معقدة.
قد يُهمك: فحص دم جديد يكشف عن الزهايمر قبل ظهور أعراضه!
نتائج مبشرة حسب الدراسات
أجرى الباحثون تجربة سريرية شملت مرضى يعانون من ضعف إدراكي معرفي بسيط (MCI)، ومجموعة أخرى سليمة، وأثبت الاختبار قدرته على التمييز بين المجموعتين بدقة عالية.
هذه النتائج المبشرة دفعت الباحثين إلى إجراء دراساتٍ أوسع ولمدة أطول؛ بهدف تحسين هذا الاختبار وتقييم دقته على نطاقٍ أكبر، تمهيدًا لاعتماده بشكلٍ عملي كأحدث الطرق المبكرة لتشخيص ألزهايمر.
وحتى هذا الوقت، لا تتردد في الحصول على استشارات طبية عن بُعد إذا أردت تقييم ذاكرتك ووظائف الدماغ المعرفية، خصوصًا إذا كان لديك تاريخٌ عائلي للإصابة بمرض ألزهايمر والخرف؛ لتلقي التوجيه المناسب والاستفادة من أحدث وسائل التشخيص والعلاج.