تعد القيلة المائية حالة شائعة تواجه العديد من الأطفال الرضع وحديثي الولادة، كما تصيب أيضًا الرجال البالغين. تتمثل هذه المشكلة الصحية بوجود تجمع للسوائل في الخصية أو كيس الصفن، مما يؤدي إلى تورم وانتفاخ في المنطقة التناسلية، وهذا يستدعي تشخيص وعلاج القيلة المائية في أسرع وقت؛ لتجنب المضاعفات وضمان صحة وراحة المصابين على المدى الطويل.

يهدف هذا المقال إلى توضيح مفهوم القيلة المائية لدى البالغين والعوامل التي تتسبب في ظهور هذه المشكلة الصحية، بالإضافة إلى أبرز الأعراض التي قد يظهرها المصابين، وطرق التشخيص والمضاعفات وخيارات العلاج المتاحة والفعّالة، بهدف الحفاظ على سلامة الخصية وتعزيز صحة الجهاز التناسلي.

ما المقصود بالقيلة المائية لدى البالغين؟

تعد القيلة المائية (بالإنجليزية: Hydrocele) حالة طبية تشير إلى تجمع السوائل حول الخصية أو كيس الصفن الذي يغطيها. يمكن ان تتطور القيلة المائية في أي عمر، ولكنها أكثر شيوعًا في الأطفال الرضع، كما يمكن أن تصيب الرجال البالغين خاصًة بعد سن الأربعين. وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تسبب ألمًا وتورمًا للمصابين بها، إلا أنها قد تختفي بمفردها في بعض الأحيان. [1][2]

اقرأ المزيد: انتفاخ الخصية: الأسباب وطرق العلاج

أنواع القيلة المائية لدى البالغين

تصيب القيلة المائية الرجال في غالبية الحالات، ولكن يمكن أن تصيب النساء في حالات نادرة جدًا، وتعرف هذه الحالة بالقيلة المائية نوك (بالإنجليزية: Nuck’s hydrocele)، إذ تسبب هذه الحالة تورمًا وانتفاخًا في الغدد اللمفاوية في الفخذ ومنطقة الحوض، ويصعب تشخيص هذه الحالة، نظرًا لأنها تتشابه مع مشكلات صحية عدة كبطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis) وأكياس المبيض. وتتضمن أنواع القيلة المائية لدى البالغين الرجال الآتي: [1][3]

  • القيلة المائية المتصلة (بالإنجليزية: Communicating hydrocele): يكون الكيس الذي يغلّف الخصيتين غير مغلق بالكامل، مما يؤدي إلى انتقال السوائل إلى الداخل وإلى الخارج وتورم كيس الصفن مع مرور الوقت.
  • القيلة المائية غير المتصلة (بالإنجليزية: Noncommunicating hydrocele): تحدث القيلة المائية غير المتصلة عندما يكون الكيس الذي يغلّف الخصيتين مغلقًا بالكامل، ويتم فيها إعادة امتصاص السائل المتبقي إلى الجسم خلال عام واحد تقريبًا.

أسباب القيلة المائية لدى البالغين

يمكن أن تتطور القيلة المائية، خاصةً القيلة المائية المتصلة في الذكور البالغين، نتيجةً لعدم انغلاق الحلقة الإربية (بالإنجليزية: Inguinal ring) بالكامل أو إعادة فتحها. بالإضافة إلى ذلك تسبب عوامل أخرى الإصابة بالقيلة المائية لدى البالغين، مثل:

  • الإصابة بالالتهاب أو العدوى أو أورام الخصيتين.
  • التعرض لإصابة في الخصيتين أو المنطقة التناسلية.
  • انتفاخ وتورم في الأطراف السفلية بسبب احتباس السوائل. [4][2]

أعراض القيلة المائية لدى البالغين

تختلف أعراض القيلة المائية لدى البالغين اعتمادًا على نوعها، وتشمل أبرز الأعراض التي يظهرها المصاب بالقيلة المائية الآتي: [3]

  • انتفاخ وتورم في كيس الصفن والخصيتين.
  • الشعور بالضيق وعدم الارتياح.
  • انتقال السوائل من وإلى كيس الصفن الذي يغلّف الخصيتين، خاصةً في حالة الإصابة بالقيلة المائية غير المتصلة، والتي يمكن أن تؤدي تطور الفتق الإربي (بالإنجليزية: Inguinal Hernia).
  • الشعور بثقل في كيس الصفن في فترات الصباح بالمقارنة مع المساء، خاصةً في حالة الإصابة بالقيلة المائية غير المتصلة.

يعطيكم العافيه انا ازلت دعامة الحالب قبل اسبوع ومازلت اعاني في حرقة في البول الأعراض في اول يوم حرقان بشده والام شديده لكن الان حرقان فقط واخف من اول يومين بعد اجراء العمليه

مضاعفات القيلة المائية لدى البالغين

لا تؤثر القيلة المائية لدى البالغين بشكل عام على الخصوبة، لكنها تؤدي في بعض الأحيان إلى ظهور مضاعفات خطيرة قد تؤثر على صحة وسلامة الخصيتين، وتشمل مضاعفات القيلة المائية لدى البالغين الآتي: [5]

اقرأ أيضًا: ما هو الفرق بين الفتق الإربي والقيلة المائية؟

كيف يتم تشخيص القيلة المائية لدى البالغين؟

يتم تشخيص القيلة المائية لدى البالغين من خلال القيام بالخطوات الآتية: [2][3]

  • القيام بالفحص الطبي الذي يتضمن فحص كيس الصفن والخصيتين لتحديد مكان وشدة الانتفاخ.
  • القيام باختبار التضوء (بالإنجليزية: Transillumination)، حيث يساعد هذا الاختبار في معرفة سبب انتفاخ كيس الصفن، والتأكد من وجود سوائل حول الخصيتين أم لا، ويتم ذلك من خلال تمرير إشعال ضوء ووضعه على كيس الصفن، فإذا كان السائل موجودًا سيبدو كيس الصفن مضاءًا بالضوء الذي يمر من خلاله. أما إذا كان انتفاخ الصفن بسبب كتلة صلبة أو ورم فإن الضوء لن يمر من خلال الصفن. ويجب الإشارة إلى أن هذا الاختبار لا يوفر تشخيصًا قاطعًا ولكنه قد يكون مفيدًا.
  • الاختبارات التصويرية، مثل اختبار الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) للتحقق من عدم وجود فتق أو ورم أو أي سبب آخر قد يسبب انتفاخ كيس الصفن وتورم الخصيتين.
  • أخذ عينات من الدم وتحليل البول للتأكد من عدم وجود أي التهابات أو عدوى.
  • الضغط على البطن والطلب من المريض أن يسعل للتأكد من عدم وجود فتقٍ إربي

طرق علاج القيلة المائية لدى البالغين

هناك مجموعة من الخيارات العلاجية التي يمكن استخدامها للمصابين بالقيلة المائية، وتشمل أبرز الطرق لعلاج القيلة المائية لدى البالغين الآتي: [2]

ترك القيلة المائية دون علاج

إذا لم تسبب القيلة المائية أي أعراض لدى الأشخاص البالغين فإحدى الخيارات هي تركها بدون علاج. أما إذا زاد حجم القيلة المائية وأصبحت تسبب الضيق والانزعاج فيمكن للشخص اللجوء إلى خيارات العلاج الأخرى.

تصريف السوائل

يعد تصريف السوائل (بالإنجليزية: Drainage) من الخيارات المحتملة لعلاج القلية المائية لدى البالغين، خاصةً للأشخاص الذين لا يفضلون الخضوع لعملية جراحية. ويتم تصريف السوائل في كيس الصفن باستخدام حقنة، كما يمكن تكرار هذه العملية عند امتلاء كيس الصفن بالسوائل كل بضعة أشهر.

الجراحة

يوصى بإجراء عملية جراحية إذا كانت القيلة المائية لدى البالغين كبيرة في الحجم وتسبب الشعور بالانزعاج، وهي عملية طفيفة لا تتطلب إقامة ليلية في المستشفى.

وتتضمن عمل شق صغير جدًا في كيس الصفن أو جدار البطن، ومن ثم يتم تصريف السوائل من حول الخصية، بعد ذلك يتم إغلاق الشق بين بين كيس الصفن وجدار البطن، بحيث لا يمكن للسوائل أن تتكون من جديد.

العلاج بالتصليب

يُعد العلاج بالتصليب (بالإنجليزية: Sclerotherapy) من الخيارات المحتملة لعلاج القيلة المائية لدى البالغين، ويتم ذلك من خلال حقن المحلول أو الدواء في الأوعية الدموية لوقف عودة القيلة المائية بعد تصريف وترشيح السوائل منها. لا يعد العلاج بالتصليب من الخيارات العلاجية الشائعة، ولكن يمكن استخدامه للأشخاص الذين لا يفضلون إجراء العملية الجراحية.

اقرا ايضاً :

امراض الجهاز التناسلي المعدية وطرق الوقاية منها

نصيحة الطبي

تعد القيلة المائية لدى البالغين حالة صحية تتمثل بتجمع السوائل في كيس الصفن الذي يغلّف الخصيتين. تحدث هذه الحالة نتيجة الإصابة بأورام الخصية، أو الالتهابات والعدوى، أو احتباس السوائل في الأطراف السفلية. ينصح بالتشخيص المبكر للقيلة المائية لدى البالغين من خلال القيام بتحليل البول، وأخذ عينات الدم، واختبار التضوء لتحديد سبب الانتفاخ والتورم، بالإضافة إلى مناقشة الخيارات العلاجية مع الطبيب المختص والتي تتضمن الجراحة، وتصريف السوائل، والعلاج بالتصليب، ومن ثم اختيار الأنسب لدى المصاب.