هل طفلك يرفض سماع كلامك؟ هل يتصرف بعناد ويحرجك أمام الآخرين؟ هل تلجأ للصراخ عند التعامل معه؟ لا تقلق، فالعناد سلوكٌ طبيعي يعكس حب طفلك للاستقلالية، ورغبته في إثبات ذاته، لكن، تعاملك معه بطريقة خاطئة قد يُسبب توتر العلاقة بينكما.
في هذا المقال، سنكشف لك عن 9 حلول ذكية للتعامل مع الطفل العنيد دون صراخ أو ضرب، وكيف يُمكنك توجيهه بذكاء وحكمة؛ لتبني شخصية قوية ومتوازنة!
محتويات المقال
1. استمع إلى طفلك
إذا كنت تريد أن يسمع طفلك كلامك، فابدأ أنت بسماعه أولًا! خاصةً أنّ الطفل العنيد عادةً يحب الجدال والدفاع عن وجهة نظره، وغالبًا ما يكون عناده طريقة لإيصال مشاعره أو رغبته في الحصول على أمرٍ معين. [1]
وهنا يأتي دورك للاستماع إليه بوعي والتحدث معه حول مشاعره ومخاوفه، وحاول معرفة المشكلات التي يُواجهها وحلها، فهذا لا يُقلل عناده، بل يقوّي علاقتك معه؛ حيث سيشعر أنك تتفهم مشاعره وتقدر رأيه. [1]
لذا جرب النصائح الآتية: [1]
- أنصت لطفلك باهتمامٍ عندما يتحدث معك.
- وفّر بيئة مريحة للحديث، ولا تشاهد التلفاز أو تستخدم الهاتف المحمول عندما تتحدث معه.
- اطرح عليه أسئلة لتفهم كلامه ومشاعره بصورة أفضل.
- احضن طفلك وأظهر له محبتك؛ لأن هذا يُعزز ثقته بك.
- كن هادئًا عند الحديث معه.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العصبي.
2. قدّم له عدّة خيارات
يكره الطفل تلقي الأوامر، لذا لا تطلب منه فعل شيءٍ مباشرة، بل حاول منحه عدة خيارات؛ ليشعر بالاستقلالية والقدرة على اتخاذ قرارته بنفسه، فهذا الطريقة تعزز شعوره بالمسؤولية وحبه للتعاون، بدلًا من الشجار معه أو إجباره على تنفيذ أوامرك. [1][2]
على سبيل المثال:
بدلًا من قول "أنهِ طعامك الآن!"، جرّب" هل تحب سماع قصة أم اللعب بعد تناول الطعام؟".
بدلًا من " اذهب لفراشك!"، قل "هل تريد أخذ حمامٍ دافئ قبل النوم أم سماع قصة قبل النوم؟".
وإذا رفض النوم أو إنهاء طعامه، أجب بهدوء: "هذا الخيار غير متاح." [1][2]
3. شتت انتباهه
عندما يتصرف طفلك بعنادٍ أو بطريقة لا تحبها، فلا تلجأ للصراخ فورًا، بل جرّب تشتيت انتباهه بطريقة إيجابية، خاصةً إذا كان صغير العمر، على سبيل المثال إذا رفض طفلك الجلوس في مقعد السيارة المخصص للأطفال، قدم له لعبة يحبها أو كتاب قصصٍ مصورة. [2]
أمّا إذا رفض تناول الطعام وبدأ بالصراخ، فاقترح عليه تحضير وجبته المفضلة معًا، أو اطلب منه تحضير مائدة الطعام وترتيبها. [2]
4. امدح سلوكه الجيد
الجميع يُحب التقدير والثناء، خاصةً الطفل العنيد، لذا عندما يفعل طفلك أمرًا إيجابيًا، امدحه وأثني عليه؛ لأنّ هذا يُعزز شعوره بالأمان والثقة بالنفس، ويزيد سعادته وتعاونه. [3]
وكافئه في كل مرة يتصرف فيها بطريقة حسنة أو يُغيّر سلوكياته الخاطئة، ولا حاجة لأن تكون المكافئة قيّمة، بل يُمكن أن تكون إعداد طبقه المفضلة، أو الخروج في نزهة بسيطة حول المنزل، أو قضاء المزيد من الوقت معًا. [3]
5. حافظ على هدوئك
من السهل أن تفقد أعصابك بسبب عناد طفلك، لكن تذكّر أن الهدوء هو الحل للتعامل معه، وحاول ضبط نفسك قدر الإمكان، ولا تلجأ للصراخ أو العنف؛ لأنّ هذه الطرق تزيد من عناده وبكائه. [1][4]
وكن قدوة حسنة لطفلك؛ فالأطفال يتعلمون من خلال مراقبة تصرفات أهلهم، وعندما تُحفاظ على هدوئك، فأنت تعلمه أنّ يتصرف بهدوءٍ وحكمة في المواقف والظروف الصعبة. [1][4]
وتذكّر أنّ بناء علاقة إيجابية مع طفلك، يجعله يشعر بالسعادة والراحة والهدوء عندما يكون معك، مما يُقلل عناده، ويُحسّن التواصل بينكما. [1][4]
للمزيد: التعامل مع نوبات غضب الأطفال.
6. احترم طفلك
احترم طفلك إذا أردت أن يحترمك، ولا تحاول فرض سلطتك عليه بالقوة والعنف؛ لأن هذا يزيد من العناد والسلوكيات الخاطئة، وبدلًا من أن تهمّش شخصيته، احترم رأيه وتقبل قراراته. جرب النصائح الآتية: [1]
- اطلب منه التعاون والمساعدة دون أن تجبره على ذلك.
- ضع قواعد واضحة والتزم بها دون تساهل مفرط.
- تعاطف معه واستمع لمشاعره دون أن تقلل منها.
- قل ما تعنيه بوضوح، ونفّذ كلامك دائمًا.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
7. كن حازمًا وضع قواعد واضحة
الحزم أحيانًا ضروري عند التعامل مع الطفل العنيد، خاصةً إذا تصرف بطريقة غير لائقة وأزعج الآخرين، لذا ضع إرشادات واضحة؛ ليتعلم كيف يتصرف بطريقة صحيحة، مثل: [1]
- ضع قائمة بالسلوكيات الصحيحة والخاطئة لطفلك، ويُمكنك استخدام الصور ليستطيع فهمها وتذكرها بسهولة.
- كافئه عند التزامه بهذه القواعد والتعليمات؛ فهذا يُشجعه على الالتزام بها.
- لا تضربه وحدد له عقابًا مناسبًا عندما يرتكب الأخطاء، على سبيل المثال إذا أضاع ألعابه أو كسرها لا تشتر له ألعابًا جديدة.
- كن مرنًا، ولا تعاقبه إذا ارتكب خطئًا دون قصد أو إذا وقع موقف غير متوقع، فالأطفال يتعلمون من الأخطاء التي يرتكبونها أيضًا.
اقرأ أيضًا: كيف تتعامل الأسرة مع الطفل العنيد؟
8. اعتمد روتينًا يوميًا ثابتًا
شجع طفلك على الالتزام بروتينٍ ثابت، فهذا يُقدم له الفوائد الآتية: [1]
- يزيد شعوره بالاستقرار والأمان.
- يُخفف من شعوره بالتوتر؛ لأنه يعرف المهام المطلوبة منه.
- يعلمه كيف ينظم وقته.
- يُطوّر مهاراته الاجتماعية، خاصةً عند القيام بمهام مشتركة مع أفراد العائلة الآخرين.
- يُعزز شعوره بالاستقلالية والمسؤولية، خاصةً أنه يتخذ بعض القرارات بنفسه، مما يُخفف من عناده.
ويختلف الروتين اليومي اعتمادًا على عمر الطفل والأنشطة التي يفعلها، لكنه عادةً يتضمن الآتي: [1]
- الاستيقاظ والنوم في موعدٍ محدد؛ لمساعدته على النوم بصورة أفضل.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية، مثل تنظيف الأسنان وتبديل الملابس.
- تحديد وقت اللعب، ويفضل أن تشارك طفلك بين الحين والآخر؛ لتعزيز علاقتكما.
- الخروج من المنزل، خاصةً إذا كان الجو جميلًا؛ ليستمتع بالهواء الطلق.
- القيلولة، خاصةً إذا كان طفلك صغير العمر؛ لأنها تجدد طاقته.
- قضاء وقتٍ مع العائلة، وذلك أثناء تناول الطعام، أو مشاهدة التلفاز أو اللعب معًا.
- حمامٍ دافئ قبل النوم؛ ليساعده على الاسترخاء والاستعداد للنوم.
9. اترك له مساحته الخاصة
يتعلم طفلك من خلال التجربة، لذا اسمح له باكتشاف العالم من حوله، لكن دون أن يؤذي نفسه أو الآخرين، على سبيل المثال إذا كنت في الحديقة مع طفلك، دعه يلمس العشب، يشم الأزهار، ويتأمل الأشجار، فهذا يمنحه شعورًا بالاستقلالية ويساعده على التخلص من التوتر والمشاعر السلبية. [4]
نصيحة الطبي
التعامل مع الطفل العنيد يحتاج إلى الكثير من الصبر والهدوء، لذا حافظ على هدوئك، واستمع لكلامه، وشجعه على اتخاذ بعض القرارات بنفسه، وشتت انتباهه بأنشطة ممتعة، وامدح سلوكه الجيد، واحترمه، لكن تذكر أن تكون حازمًا وضع قواعد واضحة.
استشر الطبيب الآن عبر موقع الطبيب إذا واجهت صعوبة في التعامل مع طفلك، فقد يكون عناده مرتبطًا بحالة صحية معينة، مثل فرط الحركة ونقص الانتباه.