يُعدّ القرنفل واحدًا من أشهر الأعشاب المرتبطة بالعلاجات التقليدية، خصوصًا في الطب الصيني القديم، إذ استُخدم لسنواتٍ طويلة كخيارٍ طبيعيّ لمشكلات وآلام الأسنان؛ بسبب احتوائه على مركّبات قوية مضادّة للالتهاب وغنيّة بمضادات الأكسدة. هل فعلاً يخفف القرنفل الألم بهذه السرعة؟ وهل يمكن أن يحلّ مكان المسكنات الطبية، أم أن فائدته أقل مما تتوقع؟ في هذا الدليل، نكشف لك ما يقوله العلم عن القرنفل للأسنان، فوائده، أضراره، والطريقة الصحيحة لاستخدامه لتسكين الألم دون مخاطر. [1]

فوائد القرنفل للأسنان

يحتوي زيت القرنفل على نسبة مرتفعة من مركّب اليوجينول (Eugenol)، إذ تتراوح نسبته بين 60- 92% بحسب الجزء النباتي المستخدم في الاستخلاص؛ سواء كان من البراعم أو السيقان أو الأوراق. ويُعدّ اليوجينول العنصر الأساسي المسؤول عن التأثير العلاجي للقرنفل على الأسنان، بفضل خصائصه المخدّرة والمضادّة للالتهاب والمحاربة للبكتيريا. مما يجعله خيارًا مناسبًا لتخفيف آلام الأسنان ومشكلات اللثة بطريقة طبيعية. [2]

وفيما يلي أبرز فوائد القرنفل لصحة الأسنان واللثة:

القرنفل لعلاج ألم الأسنان

يُعدّ اليوجينول الموجود في زيت القرنفل مخدّرًا طبيعيًا فعّالًا يساعد على تهدئة ألم الأسنان بسرعة. وقد كشفت تجربة سريرية أُجريت في وحدة طوارئ الأسنان أن اليوجينول كان أكثر فعالية من مخدّر الأرتيكين (Articaine) في تخفيف الألم بعد علاج التهاب لبّ السنّ اللّاعكوس (Irreversible pulpitis)، وهي من أكثر مشكلات الأسنان إيلامًا. [3][4]

وبفضل هذا التأثير المسكّن، استُخدم زيت القرنفل منذ مئات السنين لتخفيف آلام الأسنان، وما يزال حتى اليوم ضمن أشهر العلاجات الطبيعية المستخدمة لتهدئة الألم الحاد. [3][4]

علاج تآكل الأسنان

أظهرت إحدى الدراسات أن تطبيق زيت القرنفل على الأسنان قد يساعد في تقليل تآكل مينا الأسنان- الطبقة الخارجية الصلبة التي تحمي السن- والذي يحدث عادة بسبب تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية. ويعود هذا التأثير المحتمل إلى احتواء الزيت على مركّب اليوجينول المعروف بخصائصه الواقية. ورغم هذه النتائج الواعدة، يجب إجراء مزيد من الدراسات لتأكيد فعالية زيت القرنفل في علاج تآكل مينا الأسنان أو الوقاية منه. [3]

محاربة بكتيريا الفم

يمتاز القرنفل بخصائصه القوية المضادّة للبكتيريا؛ إذ يستطيع تثبيط نموّ كلٍّ من البكتيريا سالبة الغرام والبكتيريا موجبة الغرام، وهي من أكثر الأنواع انتشارًا في الفم. لذلك يُعدّ زيت القرنفل خيارًا طبيعيًا قد يساعد على تعقيم الفم وتقليل البكتيريا المسبّبة لالتهاب اللثة وتسوّس الأسنان، مما يجعله عنصرًا مساعدًا في تحسين صحة الفم عند استخدامه بشكل صحيح. [1][5]

تقليل الالتهاب

أثبتت عدة دراسات أن مركّب اليوجينول يتمتع بخصائص قوية مضادّة للالتهاب ومضادّة للأكسدة، مما يمنحه قدرة محتملة على تقليل الالتهابات وتخفيف التورّم والتهيّج في المنطقة المصابة. كما يُعدّ اليوجينول سببًا رئيسيًا لشيوع استخدام القرنفل في تعقيم الفم ودعمه كعلاج مساعد في حالات التهاب دواعم السن (Periodontitis)، وهو ما يجعله خيارًا مطروحًا لتخفيف ألم الضرس الملتهب. [6][7]

وأظهرت دراسة عشوائية أخرى أن غسول الفم العشبي الذي يحتوي على القرنفل قد يساعد في تخفيف التهاب الغشاء المخاطي للفم الناتج عن العلاج الإشعاعي لدى مرضى سرطان الرأس والعنق، أو ربما يساهم في الوقاية منه. ولكن يجب إجراء مزيد من الدراسات لإثبات هذه النتيجة. [6][7][8]

التخلص من رائحة الفم الكريهة

وبفضل الخصائص المضادّة للبكتيريا التي يتمتع بها مركّب اليوجينول، قد يساهم القرنفل في التخفيف من رائحة الفم الكريهة؛ إذ يساعد زيت القرنفل على القضاء على الجراثيم المسبّبة لهذه الرائحة وتحسين انتعاش الفم بشكل طبيعي. [9]

طريقة استخدام القرنفل للأسنان

للحصول على فوائد القرنفل للأسنان، يُمكنك تجربة الطرق الآتية:

استخدام زيت القرنفل

للاستفادة من زيت القرنفل بشكل آمن في المنزل، يمكن اتباع الخطوات التالية: [2]

  1. اخلط 3–5 قطرات من زيت القرنفل مع ملعقة صغيرة من أحد الزيوت الحاملة الصالحة للأكل، مثل زيت الزيتون أو الكانولا أو العنب أو اللوز الحلو.
  2. ضع كمية قليلة من الزيت المخفّف على اللثة المصابة باستخدام قطنة، مع تجنّب وضعه مباشرة على السنّ.
  3. أبقِ القطنة على اللثة لعدة دقائق حتى يمتصّ الجلد الزيت جيدًا.
  4. انتظر 5–10 دقائق بعد إزالة القطنة، ويمكن تكرار وضع كمية أخرى من الزيت المخفّف إذا لم يتحسّن الألم.
  5. يمكن تكرار هذه الطريقة كل 2– 3 ساعات للحصول على تسكين مستمر للألم.

المضمضة بزيت القرنفل

يمكن الاستفادة من زيت القرنفل كغسول فم طبيعي بإحدى الطريقتين: [2][11]

  • الطريقة الأولى: أضِف قطرة واحدة فقط من زيت القرنفل إلى كوب صغير من الماء، ثم استخدمه للمضمضة بلطف، إذ يساعد على تخفيف الالتهاب وتقليل الألم.
  • الطريقة الثانية: اخلط بضع قطرات من زيت القرنفل مع ملعقة صغيرة من زيت جوز الهند، ثم استخدم الخليط كمضمضة عند الشعور بألم شديد أو منتشر في الفم، مع الحرص على تحريك المزيج برفق وتجنّب بلعه.

مضغ القرنفل

يمكن مضغ القرنفل للمساعدة على تسكين الألم الخفيف أو لإنعاش رائحة النفس، ولكن هذا لا يعني أن تهمل تنظيف الأسنان واستخدام الغسول وخيط الأسنان للحفاظ على صحة الفم والأسنان ومنع تراكم البكتيريا. [9]

أضرار القرنفل للأسنان

تشمل أضرار القرنفل المحتملة على الأسنان واللثة الآتي: [2][4]

  • تهيّج أو تلف في اللثة أو لُبّ السن أو في الأنسجة الرخوة داخل الفم.
  • احمرار وألم وتهيج في اللثة.
  • طعم مُر وغير مستساغ في الفم بعد الاستخدام.
  • شعور بالحرقة أو اللسعة عند وضع الزيت على المنطقة المصابة.
  • ألم في الحلق أو سعال أو إحساس بالاختناق نتيجة استنشاق أبخرة زيت القرنفل.
  • تقرّحات الفم الناتجة عن الالتهاب التماسي (Contact stomatitis).

ومع أن وضع زيت القرنفل على المكان المصاب آمن في العادة، إلا أن بلعه عن طريق الخطأ قد يُسبب الأضرار الآتية: [10]

  • حرقة في الحلق والأنف.
  • صعوبة في التنفس.
  • اضطرابات في المعدة والإسهال.
  • بطء التنفس.
  • اليرقان.
  • هبوط شديد في مستوى السكر في الدم.
  • فقدان الوعي.
  • الغيبوبة.

 محاذير استخدام القرنفل للأسنان

يجب التعامل مع زيت القرنفل بحذر شديد، خاصة عند استخدامه داخل الفم؛ إذ إن بلعه قد يكون سامًّا للكبد والكلى، كما أن الأطفال أكثر عرضة لمخاطر الجرعة الزائدة نظرًا لصغر حجم أجسامهم. لذلك يُنصح باتباع الإرشادات التالية لضمان الاستخدام الآمن: [4][10] 

  • عدم إعطاء الأطفال زيت القرنفل عن طريق الفم بأي شكل.
  • حفظ زيت القرنفل والزيوت العطرية الأخرى بعيدًا عن متناول الأطفال.
  • تجنب الحوامل والمرضعات استخدام زيت القرنفل نظرًا لعدم ثبوت أمانه لهم.
  • تجنب استخدام زيت القرنفل لدى الأشخاص المصابين باضطرابات النزيف.
  • الامتناع عن استخدام زيت القرنفل عند تناول مميعات الدم لأنه قد يتداخل مع تأثير الأدوية.
  • التوقف عن استخدام زيت القرنفل قبل أسبوعين على الأقل من أي جراحة لتقليل خطر النزيف.
  • توقف عن استخدام القرنفل وراجع أقرب مركز طوارئ في حال ظهرت أي علامة تحسسية مثل التورّم، الطفح الجلدي، أو تهيّج الحلق.

نصيحة الطبي

يمكن للقرنفل أو زيت القرنفل أن يساهم في تسكين ألم الأسنان مؤقتًا وتعقيم الفم بفضل خصائصه المضادّة للبكتيريا، لكن يجب تخفيف الزيت قبل وضعه على اللثة لتجنّب التهيّج أو التلف، والحرص الشديد على عدم ابتلاعه وعدم استخدامه للأطفال أو الحوامل والمرضعات.

وإذا استمر الألم أو ظهرت أعراض شديدة، فيجب مراجعة طبيب الأسنان للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب، لأن القرنفل ليس بديلًا عن العلاج الطبي.