أنواع التهاب المفاصل عديدة، وتحدث في واحد أو أكثر من مفاصل الجسم، وتُسبب آلامًا وتيبسًا بشدَّة متفاوتة في المناطق المصابة، وقد تؤثر على القدرة الحركية الطبيعية، وعادةً ما تزداد هذه الأعراض مع التقدم بالعمر. [1]

تعرف في هذا المقال على أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا.

أنواع التهاب المفاصل

التهاب المفاصل (بالإنجليزية: Arthritis) مصطلح عام يُشير إلى أنواع كثيرة من الحالات والأمراض التي تؤثر على مفاصل الجسم المختلفة مُسببة تلفها أو تآكلها، حيث يوجد أكثر من 100 نوع منها، [2] ومن أكثرها شيوعًا ما يلي:

الفصال العظمي

يُعرف أيضًا بالتهاب المفاصل التنكسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis)، ويُعد هذا النوع من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، ويحدث تدريجيًا عندما يتآكل الغضروف بمرور الوقت مُسببًا احتكاك نهايتي عظمتين ببعضهما البعض، والغضروف نسيج مرن يُغطي نهايات العظام ويتحمل الضغط والاحتكاك، وهذا التآكل يُسبب ألم والتهاب في المفصل المصاب. يزداد خطر الإصابة به بصورة أكبر مع التقدم بالعمر، بالإضافة إلى الوزن الزائد الذي يُسبب ضغطًا على المفاصل. [3]
وينقسم الفصال العظمي إلى عدَّة أنواع أهمها الآتي: [4]

  • الفصال العظمي وفقًا لمُسبب الإصابة:
    • الفصال العظمي الأولي: يحدث نتيجة الإجهاد والإفراط في استخدام المفصل بشكل متكرر.
    • الفصال العظمي الثانوي: يحدث نتيجة تعرض المفصل للإصابة.
  • الفصال العظمي وفقًا لموقع الإصابة:
    • الفصال العظمي ثلاثي الأجزاء: وهو أحد أنواع التهاب المفاصل الذي يستهدف حجرات مفصل الركبة جميعها، حيث تنقسم الركبة إلى 3 أجزاء: الحجرة الجانبية (الجزء الخارجي من الركبة)، والحجرة الوسطى (الجزء الداخلي من الركبة)، والحجرة الرضفية الفخذية (الجزء الأمامي من الركبة).
    • الفصال العظمي التآكلي: يحدث هذا النوع غالبًا في مفاصل أصابع اليد أو القدمين، وقد يؤثر على مفاصل الحوض والأكتاف بصورة نادرة.
    • الفصال العظمي في العمود الفقري: يُصيب أي جزء من أجزاء العمود الفقري، ويُسبب ضعف أقراص الفقرات أو ظهور نتوءات عظمية على عظام العمود الفقري أو حول المفصل، وهذا من شأنه أن يُنشئ ضغطًا على الحبل الشوكي والأعصاب في المنطقة المصابة مسببًا الآلام التي قد تتفاقم مع مرور الوقت، والتي قد تمتد إلى الكتفين أو الذراعين أو الساقين مولدًا ذلك الشعور بالتنميل.
    • التهاب مفصل الحوض: والذي يُمكن أن يُسبب آلامًا قد تمتد إلى الأفخاذ الداخلية أو أسفل الظهر وفي بعض الحالات قد يصل إلى الركبة.
    • التهاب المفصل الحقاني العضدي (بالإنجليزية: Glenohumeral Joint Osteoarthritis) والتهاب المفصل الأخرمي الترقوي (بالإنجليزية:Acromioclavicular Joint Osteoarthritis): وهي مفاصل موجودة في الكتف، ويُسبب هذا الالتهاب الشعور بآلام وتصلب وطقطقة في مكان الإصابة.

أمَّا عن الأعراض التي يُمكن أن ترافق الفصال العظمي فقد تختلف وفقًا للمفاصل المصابة، ولكنها تشمل عادةً ما يلي: [3]

  • انتفاخ المفاصل المصابة.
  • آلام شديدة، خاصة عند استخدام المفصل أو بعد استخدامه.
  • فقدان المرونة والحد من الحركة، خاصة فاصلة عند القيام بالمهام اليومية.
  • الشعور بالتيَّبس بعد فترات من الراحة الطويلة للمفصل كالاستيقاظ من النوم.

التهاب المفاصل الروماتويدي

يُعد التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis) من أنواع التهاب المفاصل الأقل شيوعًا من الفصال العظمي، ويُصنف بأنه أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم الجسم بمهاجمة الخلايا السليمة عن طريق الخطأ، وأول ما يتم استهدافه في المفصل هو الغشاء الزلالي -نسيج يُشكل الطبقة الخارجية المبطنة للمفصل- ومن ثمَّ باقي أجزاء المفصل مُسببًا ذلك تآكل وآلام في المناطق المصابة.

وفي حالة التهاب المفاصل الروماتويدي لا تقتصر الأضرار على مفاصل الجسم فقط، فقد يُسبب نشاط الجهاز المناعي أضرار للأعضاء الأخرى في الجسم، مثل: الكبد، والقلب، والعينين.[5][6]

ومن العلامات المميزة لالتهاب المفاصل الروماتويدي هي ظهور أعراضه على مفاصل الجسم المتوازية، أي المفاصل ذاتها في كلا الجانبين، مثل: الركبتين، أو اليدين، وتشمل أبرز أعراضه ما يلي: [10]

  • الشعور بألم في المناطق المصابة خاصة بعد فترات من الراحة الطويلة للمفصل كالاستيقاظ من النوم.
  • تيبُّس وتورم المفصل والشعور بحرارة فيه.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الشهية ونزول الوزن.
  • جفاف العينين عند التأثير عليهما.
  • آلام الصدر عند تأثيره على القلب أو الرئة.

تزيد نسبة خطر حدوثه في المرحلة العمرية التي تتراوح من 30 إلى 50 سنة، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بالرجال. [5]

التهاب المفاصل الصدفي

يحدث التهاب المفاصل الصدفي (بالإنجليزية: Psoriatic arthritis) بصورة أكبر لدى الأشخاص المصابين بالصدفية، وبصورة أقل لدى الأشخاص الذين لا يعانون من الصدفية سابقًا، ويُعد كلًا منهما من أمراض المناعة الذاتية التي يُهاجم فيها الجسم ذاته تحديدًا المفاصل والجلد، مُسببًا ذلك ألم وتورم وتيبس في المفاصل المصابة أو تغيرات في لون الجلد القريب من المفاصل المصابة، كما تظهر الأعراض المرتبطة بالصدفية حول المناطق المصابة، وهي: تراكم الجلد على شكل قشور فضية اللون، وتغير لون الأظافر وزيادة سماكتها. [7]

يتم تصنيف التهاب المفاصل الصدفي وفقًا لموقع الإصابة كما يأتي: [8]

  • التهاب المفاصل الصدفي بين السلاميات البعيدة (بالإنجليزية: Distal interphalangeal predominant psoriatic arthritis): يُؤثر على عظام اليدين والقدمين الأقرب إلى الأظافر، وبالتالي فإنَّ أهم الأعراض المرتبطة به هي التغيرات التي تُصيب الأظافر.
  • التهاب المفاصل الصدفي المتعدد المتماثل: يُعد من الأنواع الأكثر شيوعًا، ويؤثر عادةً على أي مفصل من مفاصل الجسم المتوازية، أي المفاصل ذاتها في كلا الجانبين، مثل: مفصل الركبة اليمنى ومفصل الركبة اليسرى معًا.
  • التهاب المفاصل الصدفي غير المنتظم: يُعد من الأنواع الأكثر شيوعًا، ويؤثر على أي مفصل من مفاصل الجسم في جانب واحد من الجسم.
  • التهاب المفاصل الصدفي في العمود الفقري: يُؤثر هذا النوع على أي جزء من فقرات العمود الفقري، ويُسبب آلامًا وتيبسًا في مناطق الرقبة والظهر، وهذا بالتأكيد يؤثر على حركة الجسم الطبيعية.
  • التهاب المفاصل الصدفي الجادع: يُعد من أنواع التهاب المفاصل الصدفي الأقل شيوعًا، يؤثر على مفاصل اليدين والقدمين بصورة شديدة مٌسببًا تلف المفاصل ومؤثرًا على حركتها، كما يكون الالتهاب شديدًا بدرجة كافية ليُسبب غالبًا اختلاف في أطوال الأصابع المصابة، حيث تبدو أقصر من الطبيعي، وهذا نتيجة حدوث حالة انحلال العظم (بالإنجليزية: Osteolysis).

عندي آلام في أسفل الحوض وبالقرب من الورك، ويمتد إلى القدم وآلام حاد لا أستطيع المشي والوقوف حتى ثانية

التهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب

يشيع حدوث هذا الالتهاب بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة، ويُعد من أمراض المناعة الذاتية، ويُمكن أن يستهدف أي مفصل من مفاصل الجسم مُسببًا آلام وتورم وانتفاخ وصعوبة في الحركة في المناطق المصابة على شكل نوبات تحدث بين الحين والآخر، كما قد تكون الحمى سمة مرافقة لالتهاب المفاصل اليفعي مجهول السبب، ويُمكن تصنيف التهاب المفاصل اليفعي الذي يصيب الأطفال على النحو الآتي:[9]

  • التهاب المفاصل اليفعي القليل: هو النوع الأكثر شيوًعا، ويؤثر على 4 أو أقل من مفاصل الجسم الكبيرة، مثل: الركبتين، أو الكاحلين، أو المرفقين.
  • التهاب المفاصل اليفعي المتعدد: يؤثر على 5 أو أكثر من المفاصل الكبيرة أو الصغيرة، والتي تكون غالبًا على كلا جانبي الجسم.
  • التهاب المفاصل اليفعي الجهازي: يُعد هذا النوع أقل شيوعًا ويُصيب جميع مفاصل الجسم والأعضاء الداخلية بالإضافة إلى الجلد، يُسبب ارتفاع شديد في درجات الحرارة حيث قد تصل إلى 39.5 درجة مئوية، بالإضافة إلى الطفح الجلدي.
  • التهاب الارتكاز اليفعي: هو الالتهاب الذي يستهدف موضع اتصال العضلات أو الأربطة أو الأوتار بالعظام، ويشيع إصابة الأطفال به من عمر 8-15 سنة، خاصة الذكور.
  • التهاب المفاصل اليفعي غير المحدد: قد يصيب هذا النوع مفصل واحد أو أكثر من مفاصل الأطفال.

النقرس

أحد أنواع التهاب المفاصل التي تحدث نتيجة تراكم حمض اليوريك في الجسم، يُصيب جميع مفاصل الجسم ولكن يؤثر بصورة أكبر على مفصل إصبع القدم الكبير، ويتصف هذا الالتهاب بنوبات من الألم المفاجئ التي تستمر من 3-10 أيام، أمَّا الوقت المستغرق بين كل نوبة وأخرى فهو يتراوح عادةً بين عدَّة شهور إلى سنوات.[3]

ويتأثر ظهور النوبات وشدَّة الألم المرافق له بعدَّة عوامل، أهمها: التقدم بالعمر، ونوعية الطعام الذي يحتوي على كمية عالية من حمض اليوريك، تناول المشروبات الكحولية، والتاريخ العائلي للإصابة بالنقرس، كما يرافق النقرس عدَّة أعراض منها ما يلي:[3]

  • آلام في المفصل المصاب، حتى بعد انتهاء نوبة النقرس.
  • انتفاخ واحمرار وتورم المفصل المصاب.
  • عدم القدرة على تحريك المفصل المصاب.

أنواع التهاب المفاصل الأقل شيوعًا

تشمل أبرز أنواع التهاب المفاصل النادرة والحالات المرضية المرتبطة بها الآتي: [11]

  • مرض بهجت (بالإنجليزية: Behcet’s Disease): اضطراب مناعي ذاتي يتّصف بالتهاب مزمن في الأوعية الدموية، يرافقه عدَّة علامات، منها: اضطرابات في الأمعاء، والعمى، والسكتة الدماغية، وتورم في الحبل الشوكي، يعاني نصف مرضى مرض بهجت من آلام والتهاب في المفاصل، خاصة في مفصل الركبتين أو الكاحلين أو المعصمين أو المرفقين.
  • فرط التعظم الهيكلي المنتشر مجهول السبب (بالإنجليزية: Diffuse idiopathic skeletal hyperostosis): هو أحد أنواع التهابات المفاصل التنكسية، يحدث عادةً بعد عمر الخمسين، ويتميز بتكلس الأربطة على طول جانبي العمود الفقري، ويُسبب ذلك ظهور نتوءات عظمية.
  • متلازمات إيلرز دانلوس (بالإنجليزية: Ehlers-Danlos syndrome): اضطراب وراثي نادر يُسبب مشكلات في النسيج الضام بسبب انخفاض إنتاج الكولاجين، ويُؤثر بصورة كبيرة على الجلد والمفاصل مُسببًا تمدد الجلد وتلف المفاصل، كما قد يؤثر على أعضاء أخرى.
  • متلازمة فلتي (بالإنجليزية: Felty’s Syndrome): أحد مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي النادرة، وتتصف بالتهاب في المفاصل، ونقصان عدد خلايا الدم البيضاء، وتضخم الطحال.
  • مرض النسيج الضام المختلط (بالإنجليزية: Mixed Connective Tissue Disorder): أحد اضطرابات المناعة الذاتية النادرة التي تجمع بين سمات ثلاث حالات مرضية، هي: الذئبة الحمامية الجهازية، وتصلب الجلد، والتهاب العضلات.
  • داء باجيت (بالإنجليزية: Paget’s Disease): مرض يتصف باختلال في عملية تكوين العظام، هذا يُسبب تكوين عظام أضعف وأضخم فتصبح أقل تناسق مقارنة بالعظم الطبيعي.
  • النقرس الكاذب (بالإنجليزية: Pseudogout): يُعرف أيضًا بمرض تراكم بيروفسفات الكالسيوم، ويُسبب التهاب مزمن في المفصل المصاب وضرر في بعض أجزائه نتيجة تراكم بلورات الكالسيوم، يشيع حدوثه في مفصل الركبة مقارنة بباقي مفاصل الجسم.
  • تصلب الجلد الموضعي (بالإنجليزية: Scleroderma): يتصف بسماكة الجلد الموضعية، ويؤثر على العضلات والمفاصل في المناطق المصابة.
  • متلازمة شوغرن (بالإنجليزية: Sjogren’s syndrome): تتصف هذه الحالة بتأثيرها على الأغشية المخاطية، ويعد جفاف الفم والعينين من الأعراض المميزة لها، ويمكن أن تؤثر على مناطق أخرى من الجسم، بما في ذلك المفاصل.
  • مرض ستيل (بالإنجليزية: Still’s disease): أحد أنواع التهابات المفاصل، يرافقه عدَّة أعراض، أبرزها: الحمى، والطفح الجلدي، والتهاب المفاصل وآلامها.
  • الذئبة (بالإنجليزية: Lupus): أحد اضطرابات المناعة الذاتية التي تؤثر على المفاصل، والعضلات، والجلد، وأعضاء أخرى في الجسم.
  • ورم حبيبي ويغنري (بالإنجليزية: Wegener’s granulomatosis): اضطراب نادر يتصف بالتهاب في الأوعية الدموية معيقًا ذلك تدفق الدم إلى أعضاء مختلفة من الجسم، ويُسبب ذلك تلف في الأعضاء المتضررة وأنسجتها الطبيعية.

اقرا ايضاً :

تسعة أطعمة تفيد في الحد من التهاب المفاصل

نصيحة الطبي
أنواع التهاب المفاصل عديدة، وهي تؤثر على مفصل واحد أو أكثر من مفاصل الجسم مُسببة آلامًا وتأثيرًا على حركة الجسم. يُفضَّل اللجوء إلى الطبيب المختص عند الشعور بآلام في المفاصل. 
يُمكنك الآن استشارة طبيب عن بعد عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصية من خلال خدمة الاستشارات الطبية في موقع الطبي.