بينما ظن العالم أنّ موجة جدري القردة التي انتشرت عام 2022 أصبت من الماضي للأبد، لكن كشف تقريرٌ مقلق عن رصد متحور جديد أكثر شراسة وأسرع انتشارًا، فهل نحن أمام جائحة جديدة؟ وهل يتحول جدري القدري إلى وباء عام 2026؟
ما حقيقة المتحوّر الجديد؟ ولماذا أثار الهلع والذعر؟
خلال عام 2025، رصدت السلطات الصحية أكثر من 48,000 إصابة بجدري القردة، وهو رقم مقلق يتجاوز إجمالي الحالات المسجّلة خلال العامين الماضيين بالكامل.
وحذّر خبراء منظمة الصحة العالمية (WHO) من اكتشاف متحوّر جديد يبدو أشد عدوى وأكثر خطورة من السلالات السابقة التي ظهرت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، والتي شهدت ارتفاعًا مخيفًا في إصابات جدري القردة خلال عام 2023.
وتبين بعد تحليل المتحوّر الجديد أنه يجمع بين خصائص سلالتين مختلفتين من جدري القردة، هما Ib وIIb، وهو ما يمنحه قدرة أكبر على الانتشار وإحداث مضاعفات قد تكون أكثر حدة.
انتشار مفاجئ بلا سفر… كيف يتنقل جدري القردة اليوم؟
أظهر المتحوّر الجديد قدرة مقلقة على الانتشار السريع؛ إذ ينتقل بسهولة عبر الملامسة الجسدية المباشرة، إضافة إلى انتقاله أثناء العلاقات الجنسية مع شخص مصاب.
وما أثار الهلع مؤخرًا هو تسجيل حالات إصابة من دون أي تاريخ سفر أو مخالطة معروفة، على عكس السلالات السابقة التي كانت ترتبط عادةً بالانتقال من مناطق موبوءة.
ويؤكد خبير منظمة الصحة العالمية يونيس كاراجيانيس خطورة هذا التطور، إذ تم رصد 14 إصابة محلية مؤكدة في أوروبا، إلى جانب 3 حالات مجهولة المصدر تمامًا، ما يشير إلى أن الفيروس بات ينتشر بصورة خفية تجعل تتبع مصدر العدوى مهمة أكثر تعقيدًا من السابق.
أعراض أشد شراسة: العلامات التحذيرية التي لا يجب تجاهلها
لم تعد أعراض جدري القردة محصورة بالطفح الجلدي التقليدي؛ فالمتحوّر الجديد يُظهر شراسة أكبر ويؤدي إلى مجموعة من العلامات التي تُنذر بخطورة أعلى من السلالات السابقة. تبدأ الإصابة عادةً بظهور بثور وطفح جلدي مؤلم قد ينتشر سريعًا، يليها حمّى مرتفعة وآلام شديدة في الجسم تجعل المريض غير قادر على ممارسة أنشطته اليومية.
الأخطر من ذلك هو تأثير المتحوّر على النساء الحوامل؛ إذ تشير التقارير إلى احتمال حدوث مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الإجهاض. وفي عدد محدود من الحالات، سُجلت وفيات نتيجة العدوى.
هل يقود المتحوّر الجديد إلى وباء 2026؟
رغم القلق المتزايد من سرعة انتشار المتحوّر الجديد، يؤكد الخبراء أن الحديث عن وباء عالمي في 2026 لا يزال مبكرًا جدًا. فالإصابات الحالية محدودة وتخضع لرقابة مشددة من الجهات الرسمية خصوصًا في أوروبا، إلى جانب الجهود المبذولة من منظمة الصحة العالمية لتحسين اختبارات الكشف المبكر وتتبع المخالطين بشكل أكثر دقة.
اقرأ أيضًا: دليلك علاج جدري القردة!
خطوات عملية للوقاية من متحور جدري القردة الجديد
تؤكد منظمة الصحة العالمية أن مطعوم جدري القردة يوفر حماية تصل إلى 75- 80% ضد المرض، مما يجعل التطعيم أولوية للفئات الأكثر عرضة للإصابة، مثل مرضى نقص المناعة.
كما ينصح الخبراء بتجنب الملامسة الجسدية مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض جلدية أو حمى، والالتزام بغسل اليدين بانتظام، وتجنب مشاركة الأدوات الشخصية كالملابس والمناشف.
قد يهمك: 6 طرق للوقاية من جدري القردة.
نصيحة الطبي
المتحوّر الجديد قد يبدو أكثر شراسة وانتشارًا، لكنه ما يزال قابلًا للسيطرة التزمت بإجراءات الوقاية بجدية. احرص على الالتزام بالنظافة الشخصية، وتجنّب الملامسة الجسدية مع أي شخص تظهر عليه أعراض مقلقة، ولا تنسَ متابعة آخر التطورات الصحية من المصادر الموثوقة لتكون على اطلاع بآخر طرق الوقاية!