أشارت بيانات أولية إلى أن السوفوريكسانت suvorexant، وهو دواء تجريبي قامت بإنتاجه شركة ميرك كمضاد للأرق، قد قدم نتائج مبشرة في مساعدة مصابي هذا الاضطراب على الخلود السريع إلى النوم، كما وساعدهم على الاستمرار بالنوم لفترات أطول مما اعتادوا عليه.

ويذكر أن الدراسات الأكثر تقدما، والتي وردت في مؤتمر متعلق باضطرابات النوم في حزيران من العام الماضي، قد أكدت على فعالية الدواء المذكور، وهذا بناء على ما ذكره الطبيب الدكتور دبليو جوزيف هيرينغ، وهو المدير التنفيذي للعلوم العصبية السريرية في شركة ميرك. وعلى الرغم من أن هذه الدراسات لم تنشر بعد، إلا أنها قدمت لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA للموافقة على هذا الدواء.

وبين الطبيب الدكتور هيرينغ أن ما ظهر من خلال الدراسة المذكورة يثبت أن هذا الدواء يساعد، وبالفعل، مصابي الأرق، على الخلود إلى النوم بشكل سريع وعلى استمرارية النوم وعدم كثرة الاستيقاظ المتكرر أثناءه.

ويشار إلى أن الدراسة التي تم نشرها قامت باختبار جرعات متنوعة من الدواء المذكور على نحو 60 شخص من مصابي الأرق. وقد تم ذلك في مختبر خاص بالنوم. وقد أجري هذا الاختبار لمعرفة ما إن كان مفعول الدواء المذكور يتفوق على مفعول الدواء الكاذب أم لا. ومن الجدير بالذكر أن الدواء الكاذب يشابه، وبكل شيء، الدواء الذي يجرى اختباره، لكنه لا يحتوي على مادة فعالة.

وقد كان تنظيم الاختبار يعتمد على تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، بحيث تعطى المجموعة الأولى الدواء الذي يجري اختباره، وذلك لمدة أربعة أسابيع، ثم يبدؤون بعد ذلك باستخدام الدواء الكاذب لمدة أربعة أسابيع أخرى.

أما المجموعة الثانية، فتبدأ بالدواء الكاذب لمدة أربعة أسابيع وتنهي الاختبار بالدواء الذي تتم دراسته، وذلك عبر استخدامه لمدة أربعة أسابيع أخرى.

ماهي الجرعة القصوى لدواء ليركانيديبين؟

ويشار إلى أن أعضاء المجموعتين لم يكونوا على علم بما إن كانوا يستخدمون الدواء الحقيقي أم الدواء الكاذب.

أما عن الهدف وراء هذه الدراسة، فقد كان قياس كفاءة النوم، والتي تعرف بأنها نسبة حصول الشخص على نوم ليلي لمدة ثمان ساعات. وقد كانت هذه النسبة لدى المشاركين قبل البدء بالدراسة 66%. علاوة على ذلك، فقد كان هؤلاء المشاركون يستيقظون بما معدله 101 دقيقة ليلا.

أما عن نتائج هذا الاختبار، فقد كانت متنوعة، أهمها أن هذه الكفاءة قد تحسنت بمقدار 5-13%، حسبما ذكر الطبيب الدكتور هيرينغ. كما وأن مدة استيقاظ هؤلاء المشاركين ليلا قد انخفضت بمعدل 21-37 دقيقة.

وقد علق الطبيب ريتشارد سايمن، وهو مدير مركز كاثرين سيفيرينز ديمينت لاضطرابات النوم، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن هذه النتائج قد تبدو بسيطة لدى البعض، إلا أنها تعني الكثير لمصابي الأرق. فمصابو الأرق يشعرون بشعور أفضل ويمارسون حياتهم ويؤدون مهامهم اليومية على وجه أكمل إن زاد على ساعات نومهم 15-20 دقيقة أكثر من النوم.

اقرا ايضاً :

حقائق هامة حول المضادات الحيوية

ويعد ما وجده الطبيب سايمن حول الدواء المذكور أمرا مثيرا للانتباه. فقد تبين له أن هذا الدواء لا يعمل بالأساوب الذي تعمل به الأدوية المنومة الأخرى. فالأدوية المنومة الموجودة حاليا تعمل على زيادة النعاس، أما الدواء المذكور، فيقوم بتثبيط هرمون الأوريكسين وهو هرمون يعمل نهارا على إبقاء الشخص مستيقظا.