بعد انتشار فيروس كورونا المستجد (بالإنجليزية: COVID-19)، يواصل عدد متزايد من المرضى الذين نجوا من الإصابة محاربة أعراض المرض، والتي قد تختلف من الشعور بالتعب وآلام الجسم إلى تليف الرئة. لا توجد خيارات مثبتة بالكامل متاحة لعلاج التليف الرئوي بعد كورونا، ولذا يحتاج مريض تليف الرئة بعد كورونا إلى معرفة كيفية التعايش مع هذه المشكلة وتخفيف أعراضها بقدر الإمكان.

اسباب تليف الرئة بعد كورونا

التليف الرئوي هو نتيجة معروفة لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة والالتهاب الرئوي، والذي يعتبر من أخطر مضاعفات الكورونا على المدى الطول، وينتج تليف الرئة بعد كورونا عن خلل وظيفي بالرئة، وحتى الآن، يتم إجراء الأبحاث للحصول على معلومات كافية حول كيفية تأثير الكورونا على الرئة بما يؤدي إلى احتمالية حدوث التليف الرئوي.

وبالرغم من عدم وجود أسباب واضحة تؤدي إلى تليف الرئة بعد الكورونا، ولكن هناك بعض عوامل الخطر المحتملة التي تزيد خطر حدوث هذا التليف، وتشمل:

  • المرحلة العمرية للمريض: كلما تقدم عمر المصاب بفيروس كورونا، كلما زادت فرص إصابته بالتليف الرئوي.
  • نقص المناعة: قد يزداد خطر إصابة مرضى كورونا بالتليف الرئوي في حالة المعاناة من نقص شديد في المناعة، حيث يصعب على الجهاز المناعي مقاومة العدوى الفيروسية في الرئة، مما يؤدي إلى انتشارها.

ويمكن أن ينتج نقص المناعة عن الإصابة بحالة صحية تؤثر على المناعة أو تناول أدوية لتثبيط المناعة.

  • الإصابة بمشكلة صحية مزمنة: مثل أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، مما يسهل تأثير الفيروس على الرئة.
  • عدم الالتزام ببروتوكول العلاج الخاص بالكورونا: يحتاج مريض الكورونا في المراحل الأولية إلى أخذ بروتوكول علاج يساهم في تخفيف الأعراض والمضاعفات المحتملة، وفي حالة عدم التزام المريض بهذا البروتوكول العلاجي، فقد تتفاقم حالته وتحدث العديد من مشاكل الرئة الناتجة عن زيادة الالتهاب، وقد يؤدي هذا إلى حدوث تليف الرئة.
  • البقاء المطول في وحدة العناية المركزة: مما يؤدي إلى تفاقم الحالة، إذ ترتبط شدة المرض ارتباطاً وثيقاً بطول مدة الإقامة في وحدة العناية المركزة، كما أن استخدام جهاز التنفس الصناعي يشكل خطراً إضافياً على الرئة.
  • التدخين: إن الأشخاص المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة لفيروس كورونا المستجد، كما أنهم أكثر حاجة إلى دخول وحدة العناية المركزة والتنفس الصناعي، وذلك نتيجة لتأثير التدخين على وظائف مختلف أعضاء الجسم، ومنها الجهاز المناعي، والرئتين، والقلب.
  • السمنة: يرتبط زيادة مؤشر كتلة الجسم بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة في المرضى المعرضين للخطر، وتساهم السمنة أو التغيرات في عملية التمثيل الغذائي في تليف الرئة لدى المصابين بفيروس كورونا.

للمزيد: علاج الرئة بعد كورونا

اعراض تليف الرئة بعد كورونا

على الرغم من أن متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (بالإنجليزية: Acute Respiratory Distress Syndrome) تعتبر المتنبئ الرئيسي بالتليف الرئوي بعد كورونا، ولكن قد تختلف متلازمة الضائقة التنفسية الحادة التي يسببها فيروس كورونا عن متلازمة الضائقة التنفسية الحادة الشائعة بدون كورونا.

ولذلك، تختلف آلية التليف الرئوي في حالات الكورونا عن تلك الخاصة بالتليف الرئوي الذي ينتج عن مشاكل الرئة الأخرى. ومع ذلك، قد تتشابه تليف الرئة بعد كورونا مع أعراض التليف الرئوي الشائعة، وتشمل:

  • صعوبة التنفس.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • السعال الجاف.
  • فقدان الوزن دون سبب واضح.
  • آلام في الجسم بما في ذلك العظام والعضلات.

تشخيص تليف الرئة بعد كورونا

يكون تشخيص تليف الرئة بعد كورونا بعد ظهور الأعراض التي ذكرناها مسبقاً، حيث يقوم الطبيب بإجراء أشعة مقطعية على الصدر للتحقق من مشاكل الرئة الناتجة عن عدوى كورونا، بالإضافة إلى مجموعة من الفحوصات الأخرى التي ترتبط بقلة الأكسجين في الدم، وأبرزها:

  • وظائف الكبد والكلى.
  • موجات صوتية على القلب.

بعد 4 أيام من دخول والدتي للمستشفى أصيبت بمكروب في الرئة pneumonie bactérienne a pseudomonas pseudoalcalidène. اود معرفة سبب اصابتها بهذا المكروب؟

علاج تليف الرئة بعد كورونا

حتى الآن، لا توجد خيارات علاج تليف الرئة بعد كورونا أو تليف الرئة بشكل عام، حيث أن استراتيجيات العلاج المختلفة لازالت قيد التقييم. ولكن العلاج يكون عن طريق تخفيف الأعراض، وذلك من خلال تناول مطول لبعض الأدوية مثل:

  • الأدوية المضادة للفيروسات.
  • الأدوية المضادة للالتهابات.
  • الأدوية المضادة للتليف.

حيث تساهم هذه الأدوية في تقليل احتمالية تطور التليف الرئوي وتقليل الأعراض التي قد تسبب مضاعفات خطيرة تهدد الحياة، وكلما تم اكتشاف الحالة مبكراً، والبدء في تخفيف أعراضها بمضادات الفيروسات، كلما انخفضت فرص حدوث المضاعفات المحتملة.

ومع هذا، يجب تقييم نسبة المخاطر إلى الفوائد قبل استخدام هذه الأدوية وفقاً لحالة المريض الصحية ومرحلته العمرية، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤدي بعض الأدوية إلى مشاكل خطيرة في الكبد لدى بعض المرضى الذين يعانون من خلل في وظائف الكبد بعد كورونا، كما يمكن أن تتسبب بعض الأدوية في زيادة خطر النزيف لدى مرضى فيروس كورونا الذين يتناولون مضادات التخثر.

وبالإضافة إلى العلاج الطبي، يحتاج مريض التليف الرئوي بعد كورونا إلى اتباع نمط حياة صحي يساهم في تقوية المناعة لديه والوقاية من العدوى التي يمكن أن تسبب عواقب خطيرة يصعب علاجها، ويكون ذلك من خلال الإجراءات التالية:

  • تناول الأطعمة الصحية والمعززة للمناعة: وفي مقدمتها الخضروات والفواكه الغنية بالفيتامينات والمعادن الهامة للجسم.
  • تجنب الأطعمة الضارة بالجسم: مثل الدهون والمقليات والسكريات، فكل هذه الأطعمة تشكل ضرراً صحية بجميع أجزاء الجسم، وأهمها القلب، والكبد.
  • الإكثار من شرب الماء: يعد شرب الماء أمراَ ضرورياً لتحسين وظائف مختلف أعضاء الجسم، كما أنها تضمن الترطيب اللازم للحلق طوال الوقت.
  • الحفاظ على النشاط البدني: من الضروري لمريض تليف الرئة بعد كورونا ممارسة الرياضة بانتظام، حيث تلعب دوراً في تحسين وظائف الجهاز التنفسي وعمله بصورة أفضل.
  • التوقف عن التدخين: إنه ليس أمراً خيارياً، بل يصبح إلزامياً لدى الشخص الذي يعاني من تليف الرئة بعد كورونا أو أي حالة من حالات الرئة بشكل عام، إذ أن التدخين يساهم في تضرر الرئة سريعاً وبصورة كبيرة يصعب علاجها، كما أنه يزيد من أعراض التليف الرئوي بعد الكورونا.

كذلك يحتاج علاج تليف الرئة بعد كورونا إلى دعم نفسي للمريض، إذ أنه قد يشعر بالإحباط واليأس، أو يزداد شعوره بالتوتر والقلق الناتج عن حالته الصحية المعرضة للخطر، مما يدفعه إلى ممارسة المزيد من العادات الخاطئة مثل التدخين وغيرها، أو أنه قد يسبب إهمال المريض لتناول الأدوية والعلاجات المضادة للفيروسات والالتهابات، وهو ما يشكل خطورة كبيرة على حياته.

اقرا ايضاً :

أمراض  الجهاز  التنفسي وسبل  الوقاية  منها  وعلاجها