وأخيرا يبين العلم سبب فقدان حاسة الشم المرتبط بكورونا

يتسبب كوفيد 19 في العديد من المشاكل لجسم الإنسان، لكن منذ بداية ظهور الفيروس وحتى الآن كان فقدان حاسة الشم، أو التأثير على حاسة الشم من ضمن الأعراض الأساسية لكوفيد 19. وفي الفترة الماضية حاول العلماء معرفة سبب تأثير الفيروس على حاسة الشم، وهل هذا التأثير مؤقت أم دائم، لكن مع مرور الوقت تبين أن بعض المصابين أصيبوا بفقدان دائم لحاسة الشم.

في الدراسات الأولى ركز العلماء على تجويف الأنف، وعلى تأثير الفيروس على الخلايا المسؤولة عن الشم. لكن في الدراسة الجديدة وجدت أن الفيروس لا يؤثر فقط على خلايا الشم في تجويف الأنف، لكنه يؤثر أيضاً على العصب المسؤول عن حاسة الشم في المخ.

فحص العلماء أدمغة بعض الأشخاص المتوفين بسبب كوفيد 19، ووجدوا أن الفيروس قد سبب تلفاً كبيراً في العصب المسؤول عن الشم، بالمقارنة مع الأشخاص المتوفين بأسباب أخرى.

يختلف فيروس كورونا المستجد عن الفيروسات الأخرى، في أنه غير متخصص بجزء واحد من الجسم، بمعنى أنه في الأساس فيروس يصيب الجهاز التنفسي، لكنه في نفس الوقت يمتلك القدرة على الوصول إلى أجهزة الجسم المختلفة والتأثير عليها. يرجع السبب في ذلك إلى قدرة الفيروس على الالتصاق بالخلايا المبطنة للأوعية الدموية، وهذا يسمح له بالوصول لأجزاء الجسم المختلفة.

قسم العلماء مرضى كوفيد 19 على حسب شدة الإصابة إلى عدوى خفيفة، وعدوى متوسطة، وعدوى شديدة، وعدوى تحتاج إلى رعاية فورية. لكن الغريب أن العلماء وجدوا أن التلف الذي يحدث في عصب الشم يكون بشكل أكبر في الحالات الخفيفة، بالمقارنة مع الحالات المتوسطة والشديدة.

اقرا ايضاً :

انخفاض درجة حرارة الجسم (أعراضه واسبابه)

يعد انخفاض درجة حرارة الجسم حالة خطرة حيث تنخفض درجة حرارة الشخص تحت درجة 95° فرنهايت او 35° مئوية وتحدث ... اقرأ أكثر

للمزيد: كيف يغزو فيروس كورونا الجديد جميع أعضاء الجسم؟

يعاني مرضى كوفيد 19 من العديد من الأعراض، لكن بعض هذه الأعراض يكون طويل المدى ويستمر لفترة طويلة، والبعض يستمر مدى الحياة. حينما يتلف العصب المسؤول عن الشم بشكل كامل، فإن حاسة الشم لن تعود مرة أخرى للمريض، وذلك بسبب عجز الخلايا العصبية عن الانقسام والتضاعف مرة أخرى. لذا فإن العلماء ينصحون بقياس حاسة الشم بشكل مستمر خلال فترة الإصابة، لمعرفة مدى تأثير الفيروس على حاسة الشم.

كما ينصح العلماء أن من يشعر بالأعراض الخاصة بالفيروس عليه التوجه بسرعة إلى الرعاية الصحية، وفحص نفسه والتأكد من إصابته بالفيروس، ثم البدء في العلاج بسرعة، حتى يستطيع التغلب على الفيروس مبكراً دون أن يتسبب في الكثير من المضاعفات.