الزحار الأميبي (بالإنجليزية: Amebic Dysentery) ويعرف أيضاً بإسم داء الأميبات (بالإنجليزية: Amebiasis) هو مرض يصيب الأمعاء الغليظة ينجم عن عدوى فطرية تسببها طفيليات من نوع الأميبا (بالإنجليزية: Ameba).

غالباً ما يكون الزحار الأميبي بدون أعراض إلا إذا كان الطفيل المسبب له من نوع Entamoeba Histolytica، ويحدث ذلك في 10 بالمئة فقط من المصابين، حيث تؤدي إلى الزحار (تقلصات شديدة في البطن) وأحياناً إلى مشاكل أخرى أكثر عدوانية مثل خراج الكبد (بالإنجليزية: Liver Abscess). ويعد الزحار الأميبي أكثر شيوعاً في الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الاستوائية أو ذات الظروف الصحية السيئة.

وسنتناول في هذا المقال الخيارات العلاجية لداء الزحار الأميبي بالتفصيل. 

الخيارات العلاجية للزحار الأميبي

تتضمن الخيارات العلاجية للزحار الأميبي العلاج الدوائي والتدخل الجراحي والتدابير الوقائية وذلك بحسب ما تقتضيه حالة المريض، وغالباً ما يتم علاج معظم المصابين بداء الزحار الأميبي في العيادات الخارجية، إلا في بعض الحالات التي قد يحتاج فيها المريض إلى الرعاية داخل المستشفى. 

اقرأ أيضاً: كيف يمكن علاج الأميبا بالأعشاب؟

أولاً: العلاج الدوائي

في المناطق التي ينتشر فيها الوباء لا يتم علاج الالتهابات غير المصحوبة بأعراض، أما في المناطق غير الموبوءة فإنه ينبغي علاج الالتهابات غير المصحوبة بأعراض خوفاً من تطور المرض أو انتشاره، ويعد العلاج الأنسب في هذه الحالة هي الأدوية اللمعية (التي يتم امتصاصها بشكل طفيف من قبل الجهاز الهضمي) مثل: الباروموميسين (بالإنجليزية: Paromomycin) أو اليودوكينول (بالإنجليزية: Iodoquinol) أو دايلوكسانيد فيورات (بالإنجليزية: Diloxanide Furoate)

أما بالنسبة لعلاج الأميبا العدوانية المسببة للزحار أو خراج الكبد الذي يصل حجمه إلى 10 سم فإنه يوصى باستخدام دواء ميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole) لمدة 7 إلى 10 أيام.

كما يوجد علاجات أخرى بديلة لهذا الدواء مثل تينيدازول (بالإنجليزية: Tinidazole) الذي يتم أخذه لمدة 3 إلى 5 أيام، وهو يمتاز بأن له آثاراً جانبية أقل من الميترونيدازول.

كما توجد بعض البدائل لهذه الأدوية مثل سكنيدازول (بالإنجليزية: Secnidazole) أو أورنيدازول (بالإنجليزية:Ornidazole).

وهناك بعض الحالات التي تستوجب علاج الخراج عن طريق النزح أو التصريف (بالإنجليزية: Drainage) متبوعاً بالعلاج باستخدام الأدوية اللمعية وهي:

  • في حال كان حجم خراج الكبد أكبر من 10 سم.
  • في حال لم يظهر المريض استجابة سريرية بعد مرور 72 ساعة على بدء العلاج.
  • في حال أن الخراج كان في الفص الأيسر (حيث يمكن في هذه الحالة أن يتمزق نحو غشاء التامور).

وفي حالات الزحار الأميبي الكبدي (بالإنجليزية: Hepatic Amebiasis) فإنه يمكن إعطاء دواء الكلوروكوين (بالإنجليزية: Chloroquine)، أو دواء ديهايدرو إيميتين (بالإنجليزية: Dehydroemetine) إلا أن الأخير لا يفضّل استخدامه بسبب احتمالية تسببه بآثار جانبية على القلب.

وبالنسبة لالتهاب القولون الأميبي (بالإنجليزية: Amebic Colitis) فإنه يمكن علاجه باستخدام نفس الأدوية متبوعة بالأدوية اللمعية وذلك لمنع حدوث انتكاس.

أما في حال كان التهاب القولون الأميبي مدمراً وتم الاشتباه بحصول ثقب (بالإنجليزية: Perforation) في الجهاز الهضمي فإنه يمكن استخدام المضادات الحيوية واسعة النطاق لمنع حصول التهاب الصفاق (بالإنجليزية: Peritonitis)

والدي مصاب بالتليف المرحلة الثالثة هل يوحد مراخل أخيرة من أمراض الكبد، وماذا تعني؟

ثانياً: العلاج الجراحي

غالباً ما يكفي العلاج الدوائي لعلاج الزحار الأميبي، إلا أنه قد يتم اللجوء إلى الجراحة لعلاج الزحار الأميبي في الحالات التالية:

  • نزيف شديد أو غير مسيطر عليه في الجهاز الهضمي.
  • التهاب القولون الأميبي المصحوب بحدوث ثقب.
  • تضخم القولون السمي (بالإنجليزية: Toxic Megacolon).
  • عدم الاستجابة لدواء ميترونيدازول بعد مرور 4 أيام على بدء العلاج.
  • خراج الكبد الأميبي الذي يبلغ حجمه أكبر من 10 سم.
  • الدُبيلة (بالإنجليزية: Empyema) أو التجمع القيحي بعد تمزق خراج الكبد.
  • خراج الكبد الأميبي الذي يمكن أن يؤدي إلى تمزق غشاء التامور.
  • تمزق الخراج المحتمل أو عدم الاستجابة للعلاج خلال 3 إلى 5 أيام.
  • التهاب التامور الأميبي؛ حيث يمكن إجراء نزح أو تصريف عبر الجلد باستخدام القسطرة لإنقاذ حياة المريض. 

ثالثاً: الإجراءات الوقائية

يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية لمنع حدوث الزحار الأميبي وانتشاره، وتشمل:

  • منع تلوث الطعام والماء بالبراز البشري يعتبر المفتاح الرئيسي للوقاية من الزحار الأميبي ولذا فإنه ينبغي تحسين أنظمة الصرف الصحي في المناطق التي تنتشر فيها العدوى.
  • تجنب تناول الأطعمة غير المطبوخة بما في ذلك السلطات والخضراوات عند السفر إلى المناطق التي تنتشر فيها العدوى، ويمكن نقع الخضراوات في خل أو حمض الأسيتيل لمدة 10 إلى 15 دقيقة قبل استهلاكها.
  • غسل اليدين بالماء والصابون.
  • تجنب استهلاك المياه والثلج المحتمل أن يكون ملوثاً، ويمكن غلي الماء أو تصفيته بفلتر ذي قطر يبلغ 0.1 أو 0.4 ميكرون لإزالة الأميبا والطفيليات الأخرى والبكتيريا المسببة للأمراض. 

الحالات التي تستدعي العلاج داخل المستشفى

يتم علاج معظم المصابين بالزحار الأميبي في العيادات الخارجية، إلا في بعض الحالات التي قد يحتاج فيها المريض إلى الرعاية داخل المستشفى، وتتضمن:

  • التهاب القولون الحاد ونقص حجم الدم (بالإنجليزية: Hypovolemia) الذي يتطلب إعطاء سوائل عبر الوريد.
  • خراج الكبد مجهول السبب أو الذي لا يستجيب للعلاج الأساسي.
  • التهاب القولون الشديد الذي يتطلب تقييماً جراحياً.
  • التهاب الصفاق واشتباه تمزق خراج الكبد الأميبي.

ملخص بعض المعلومات الأساسية عن الزحار الأميبي وعلاجه

  • الزحار الأميبي هو مرض ناجم عن عدوى بالأميبا الطفيلية وغالباً من نوع Entamoeba Histolytica التي يمكن أن تسبب الزحار ومشاكل أخرى غير معوية.
  • تشمل بعض عوامل الخطر تناول الطعام أو الماء الملوث والأجهزة الطبية الملوثة والحمل، ويعتبر المرض معدياً وقد يظل معدياً لأسابيع إلى سنوات إذا لم يتم علاجه.
  • تظهر الأعراض على حوالي 10 إلى 20 % فقط من المصابين، وتشمل: البراز الرخو والتشنج الخفيف في البطن والبراز المائي أو الدموي والزحار والانتفاخ وفقدان الشهية والإعياء.
  • يتم تشخيص الزحار الأميبي من خلال التاريخ المرضي وتاريخ السفر ومن خلال اختبار عينات البراز بحثاً عن وجود كيسات (بالإنجليزية: Cysts) للأميبا، كما يمكن إجراء اختبار وظائف الكبد.
  • بعض الالتهابات التي بدون أعراض لا يتم علاجها، ويتم علاج البعض الآخر بالأدوية التي تعمل على القضاء على الطفيل داخل الأمعاء أو مناطق أخرى من الجسم.
  • قد يكون العلاج الجراحي مطلوباً في القليل من الحالات لإزالة الخراجات الكبيرة أو في حال حدثت بعض المضاعفات الأخرى مثل نزيف الجهاز الهضمي أو ثقب في الأمعاء أو تضخم القولون السمي.
  • من الممكن الوقاية من داء الأميبات من خلال تجنب الطعام أو الماء الملوث وتحسين الصرف الصحي.
  • يعد سير مرض الزحار الأميبي جيداً لمعظم المرضى ولكن في حال حصول مضاعفات فإن الوضع قد يسوء. 

اقرأ أيضاً: أمراض السفر وكيفية الوقاية منها وعلاجها

اقرا ايضاً :

صحة الجهاز الهضمي