تُعرف الهلاوس بأنها تصورات أو أحاسيس يخلقها الدماغ تبدو حقيقية تمامًا لكنها لا تمت للواقع بصلة، وتؤثر على إحدى الحواس الخمس فقد تظهر في صورة سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة. يهدف علاج الهلوسة إلى منع حدوث هذه النوبات أو تقليل تكرارها، فضلًا عن مساعدة الشخص على إدراك أن هذه التصورات غير حقيقية وتخفيف انزعاجه وقلقه. [1]

يتناول هذا المقال علاج الهلاوس بالأدوية، والعلاج النفسي، وكذلك دور العلاج المنزلي في تخفيف نوبات الهلاوس.

طرق علاج الهلوسة

تعتمد طرق علاج الهلاوس على نوع الهلوسة، والسبب الكامن وراء حدوثها سواء كان اضطرابًا نفسيًا أو عصبيًا أو حالات صحية أخرى، وكذلك صحة الشخص العامة. [2] 

عادة ما يتضمن علاج الهلوسة مزيجًا من استخدام الأدوية والخضوع للعلاج النفسي بجانب العلاج المنزلي، ويحدد الطبيب خطة العلاج المناسبة لكل حالة على حدة. [2] 

وفيما يلي نوضح طرق علاج الهلوسة

علاج الهلوسة بالأدوية

عادة ما تستخدم الأدوية في علاج الهلاوس السمعية والبصرية وكذلك الأنواع الأخرى، حيث تعمل على التخلص من هذه الهلاوس، أو تقليل حدوثها، أو الحد من تأثيرها المزعج على الشخص، ومن أبرز هذه الأدوية ما يلي: [2]

  • مضادات الذهان

تعد مضادات الذهان أكثر الأدوية المستخدمة في علاج الهلوسة، ومن أمثلتها الأربيبرازول (بالإنجليزية: Aripiprazole) والكويتيابين (بالإنجليزية: Quetiapine). تتوفر مضادات الذهان في صورة أقراص تؤخذ عن طريق الفم، وبعضها في شكل حقن طويلة المفعول. [1][3] 

تجدر الإشارة إلى أن استخدام مضادات الذهان في علاج الهلوسة لكبار السن المصابين بالخرف ينبغي أن يكون بحذر شديد تحت إشراف الطبيب؛ نظرًا لآثارها الجانبية وأنها قد تزيد معدل الوفاة في هؤلاء المرضى. [1]

  • البيمافانسيرين

دواء البيمافانسيرين (بالإنجليزية: Pimavanserin) هو أول دواء لعلاج الهلاوس لدى مرضى باركنسون يحصل على الموافقة من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. [2]

العلاج النفسي للهلاوس

يعد العلاج النفسي أو العلاج بالكلام من أبرز الطرق التي يلجأ إليها الطبيب في علاج الهلوسة السمعية أو البصرية، أو الأنواع الأخرى من الهلاوس، ويهدف العلاج النفسي في هذه الحالة إلى الآتي: [2][3]

  • تثقيف المريض عن الهلاوس وسبب حدوثها.
  • تعلم طرق تساعد المريض على اكتشاف الهلاوس والتفريق بينها وبين الواقع.
  • تعلم كيفية التعامل مع الهلاوس من خلال تطبيق تقنيات واستراتيجيات معينة.
  • التغلب على الانزعاج والخوف الناجم عن الهلاوس.

تتعدد أنواع العلاج النفسي المستخدمة في علاج الهلاوس، ومن أبرزها: [1][4][5]

  • العلاج السلوكي المعرفي: يعمل العلاج السلوكي المعرفي على مساعدة الشخص على إدراك أن الهلاوس التي يعاني منها ليست أشياء حقيقية، وتعلم طريقة التعامل معها والتغلب على ما تسببه من ضيق، علاوة على مساعدة المريض على العودة إلى ممارسة أنشطته الطبيعية.
  • علاج القبول والالتزام: هو نوع من العلاج النفسي يساعد على تعزيز المرونة النفسية لدى المريض وتقبل الأعراض التي يمر بها وإهمالها إذا كانت غير مرغوبة، مع التركيز على الأمور الهادفة في الحياة.
  • العلاج الأسري: يساهم العلاج الأسري في تثقيف أفراد الأسرة حول طبيعة الهلاوس التي يعاني منها الشخص، وكذلك طريقة دعمه والتعامل معه أثناء نوبات الهلاوس.

اقرأ أيضًا: أسباب الهلوسة.. هل تقتصر على الأمراض النفسية؟

العلاجات البديلة للهلوسة

قد يساهم علاج الهلوسة بالعلاجات البديلة في تقليل تكرار نوبات الهلاوس وشدتها، ومن أبرز هذه العلاجات ما يلي: [1][3][6]

  • تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل الواعي.
  • مجموعات الدعم النفسي لتبادل الخبرات وتلقي الدعم النفسي.
  • التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة، وهو إجراء غير جراحي يتضمن وضع جهاز مغناطيسي مباشرة على فروة الرأس لتحفيز الخلايا العصبية في مناطق معينة في الدماغ.

اقرأ أيضًا: أنواع الهلاوس وخصائصها

علاج الهلوسة في المنزل

لا يوجد علاج منزلي للهلاوس، حيث يعتمد علاجها على معالجة السبب واستخدام الأدوية والخضوع للعلاج النفسي، ومع ذلك قد يفيد اتباع بعض الأساليب والاستراتيجيات البسيطة في علاج الهلوسة طبيعيًا من خلال تقليل حدوث نوبات الهلوسة وتخفيف شدة الأعراض بجانب اتباع خطة العلاج، ومن هذه الأساليب ما يلي: [1][2][3][7]

  • تجنب المكوث في أماكن تتسم بالضوضاء والأصوات الصاخبة، حيث أنها يمكن أن تحفز حدوث نوبات الهلوسة، ويمكن ارتداء سماعات تحتوي على خاصية إلغاء الضوضاء.
  • تحسين إضاءة الغرفة وتجنب الظلال والانعكاسات التي قد تحفز الهلاوس البصرية.
  • تجاهل الأصوات المسموعة أو الأشياء التي يراها الشخص أثناء النوبة.
  • القيام بأي عمل لتشتيت الانتباه، مثل القراءة، أو الغناء بصوت مرتفع، أو محاولة التحدث مع الآخرين، أو القيام بتمارين رياضية.
  • التركيز على الأشياء المحيطة أثناء النوبة مثل أثاث الغرفة لمساعدة البقاء في الواقع وعدم الانجراف مع الهلاوس.
  • التنفس بعمق عبر أخذ نفس عميق وبطيء من الأنف وإخراجه من الفم للمساعدة على الاسترخاء والتخفيف من القلق والانزعاج الذي يصاحب الهلاوس.
  • التحدث مع النفس وتذكيرها بأن الأصوات أو الأشياء التي نراها الآن هي مجرد هلاوس لا تمت للواقع بصلة، واستحضار الأفكار الإيجابية لدفع الرسائل السلبية من الهلاوس.
  • التواصل مع أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء والتحدث معه أثناء النوبة لتلقي الدعم.
  • تدوين تفاصيل نوبات الهلاوس بعد انتهائها للمساعدة في الوصول إلى محفزاتها وأنماطها.

نصائح للتعامل مع مرضى الهلاوس

هناك بعض التوجيهات التي قد تساعد أهل المريض وأصدقاءه في التعامل معه أثناء نوبات الهلوسة بطريقة صحيحة وتساهم في علاج الهلوسة لديه، ومن أهمها: [1][6]

  • الحفاظ على الهدوء وتجنب الذعر لعدم نقل هذه المشاعر إلى المريض وتفاقم حالته.
  • طمأنة المريض وتهدئته دون محاولة إقناعه أن ما يمر به الآن ليس حقيقيًا، ولكن مع مراعاة الصدق مع المريض في حال سؤال من حوله عن ما إذ كانوا سمعوا أو رأوا ما يسمعه أو يراه بنفي ذلك وإبداء تفهمهم لما يمر به.
  • إبعاد الأشياء التي قد تعرض المريض للأذى والتأكد من أمان المكان حوله.
  • إزالة المحفزات المزعجة التي تسبب الضوضاء أو تؤدي إلى انعكاس الإضاءة في الغرفة.
  • محاولة تشتيت انتباه المريض بالتحدث إليه أو لمسه برفق، أو المشي في الهواء الطلق، أو تغيير مكانه.

اقرأ أيضًا: أعراض الذهان وعلاماته

نصيحة الطبي

يهدف علاج الهلوسة إلى منع حدوث نوبات الهلاوس أو تقليلها علاوة على تخفيف أعراض القلق المصاحبة لها، وعادة ما يتضمن العلاج مزيجًا من الأدوية والعلاج النفسي. ينبغي على مرضى الهلاوس الالتزام بخطة العلاج مع اتباع الأساليب المنزلية للسيطرة على نوبات الهلوسة لديهم، ولا تتردد في استشارة طبيب من طاقم الطبي للرد على جميع تساؤلاتك عن الهلاوس وعلاجها.