كانت مدينة الكرك في الأردن قد تحررت لتوها من قبضة الصليبيين في زمن صلاح الدين الأيوبي، وبدأ العصر الذهبي للمدينة وأعيد ترميم قلعتها الحصينة، وأعيد لها مركزها المهم على طريق الحجاج إلى مكة المكرمة.
حياة ابن القف
ولد أبو الفرج ابن القف عام 630 هـ - 1233م في زمن الملك الأيوبي الناصر صلاح الدين داود، وانتقل مع والده إلى صرخد/ في سوريا الذي نقل إليها ليعمل في ديوان البر، وكانت صرخد قد بلغت أوج شهرتها تحت حكم الأمير عز الدين أيبك.
كان والده صديقا لابن أبي أصيبعة الذي يقول فيه: "كان والده موفق الدين صديقاً لي مستمراً في تأكيد مودته، حافظاً لها طول أيامه ومدته. تستحلي نفائس مجالسه وتستحلي عرائس مؤانسته، المعي أو أنه واصمعي زمانه، جيد الحفظ للإشعار، علامة في نقل التواريخ والأخبار متميز في علم العربية، فأفضل في الفنون الأدبية، قد اشتمل في الكتابة كل أصولها وفروعها، وبلغ الغاية من بعيدها وبديعها وله الحظ المنسوب الذي هو نزهة الأبصار، ولا يلحقه كاتب في سائر الأقطار والامصار".
اقرأ أيضاً: ابن أبي أصيبعة
وفي صدرخد بدأ أبو الفرج ابن القف تعلمه الطب على يد ابن أبي أصيبعة، "فقصد أبوه تعليمه الطب فسألني ذلك، فلازمني حتى حفظ الكتب الأولى المتداول حفظها في صناعة الطب كمسائل حنين والفصلو لأبوقراط وتقدمة المعرفة له، وعرف شرح معانيها، وفهم قواعد مبانيها، وقرأ علي بعد ذلك في العلاج من كتب أبي بكر محمد ابن زكريا الرازي ما عرف من أقسام الأسقام وجسيم العلل في الأجسام. وتحقق معالجة المعالجة ومعاناة المداوة. وعرفته أصول ذلك وفصوله، وفهمته غوامضه ومحصوله"، فهو إذن تلميذ نجيب لابن أبي أصيبعة الذي توفي عام 668هـ بعد أن أتحف العالم بكتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء".
ثم انتقل أبوه إلى دمشق عام 1252م للعمل في ديوان الأمير، فتوسعت آفاق العلم أمام أبو الفرج، "كان بدمشق في ذلك الوقت مدرستان للطب بجانب المستشفيات المجهزة أحسن تجهيز، وأهمها البيمارستان النوري الكبير الذي بناه نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي بعد دخوله دمشق بحوالي قرن مضى، وقد امتدح هذا البيمارستان الكثير من المؤرخين والرحالة أمثال ابن جبير وابن بطوطه الذين اعتبروه إحدى مفاخر الإسلام وزينة معاهده.
كان هناك بيمارستان القيمري في ضاحية جميلة الأرجاء في صالحية دمشق والذي افتتح أبوابه بفضل أريحية الأمير سيف الدين يوسف بن أبي الفوراس القيمري المتوفى 654هـ/ 1256م، وقد امتدح المؤرخون أيضاً بيمارستان باب البريد بقرب المسجد الكبير بدمشق، ففي هذا الوسط المتقدم وما يمتلكه من مؤسسات للعلوم والمعارف أتم ابن القف الشاب دراساته وتدريبه الطبي لمزاولة المهنة التي كرس نفسه لها".
وفي دمشق تلقى ابن القف علومه الطبية على خيرة الأساتذة في عصره، "فقرأ في العلوم الحكمية والأجزاء الفلسفية على الشيخ شمس الدين عبد الحميد الخسروشاهي وعلي عزالدين الحسن الغنوي الضرير، وقرأ أيضاً في صناعة الطب على الحكيم نجم الدين بن المنفاخ، وعلي موفق الدين يعقوب السامري. وقرأ أيضاً كتاب اقليدس على الشيخ مؤيد الدين العرضي وفهم هذا الكتاب فهماً فتح به مقفل أقواله، وحل مشكل أشكاله".
مؤلفات ابن القف
كان هجوم التتار في ذلك العصر، وبعد خراب بغداد استمر هولاكو في زحفه إلى بلاد الشام، وكانت أحوال الشام أفضل، فساهم الجميع في المعركة ضد التتار، وعين أبو الفرج ابن القف طبيباً في قلعة عجلون في الأردن، وهناك ألف كتاب الشافي في الطب من سنة 1271 – 1272، وبعد ذياع شهرته عاد إلى دمشق وخدم في قلعتها المحروسة وكتب هناك عدة كتب:
- جامع العرض في حفظ الصحة والمرض عام 1274.
- الكليات من كتاب القانون لابن سينا 1278 في ستة مجلدات.
- كتاب عمدة الإصلاح في عمل صناعة الجراح المعروف العمدة في صناعة الجراحة عام 1281.
- كتاب الأصول في شرح الفصول 1283–1284.
- حوار على ثالث القانون لم يوجد شرح الإشارات مسودة ولم يتم المباحث المغربية ولم تتم.
توفي ابن القف في دمشق عام 685هـ عن عمر يناهز اثنين وخمسون عاماً.
كتاب العمدة في الجراحة لابن القف
أما كتابه العمدة في الجراحة، فيعد أول كتاب يتخصص في الجراحة في الأدب الطبي العربي إن لم نقل العالمي، ويقول ابن القف في المقدمة عن سبب تأليفه الكتاب: "وبعد فقد شكا إلي بعض جرايحية زماننا قلة اهتمام أرباب هذا الفن بأمر هذه الصناعة، وأن واحداً منهم لم يعرف سوى تركيب بعض المراهم وإضافة مفرداتها بعضها إلى بعض، وأنه لو سائله سائل ما هذا المرض الذي تعالجه وما سببه ولم تداويه بهذه المداواة وما قوة كل واحد من مفرداتها لم يكن عنده ما يجيبه عن ذلك، سوى أنه يقول رأيت معلمي وهو يستعملها في مثل هذه الصورة فاستعملتها".
ثم قال وهذا خطأ زائد لما عرفت من تراكيب الأمراض والأسباب والأعراض، وأنه لا بد للمعالج من معرفة ما يعالجه، ثم اعتذر بأنه ليس لهم كتاب يرجعون إليه في هذا الفن بحيث يكون جامعاً لما يحتاج إليه صاحب هذه الصناعة، ثم سألني سؤالاً كثيراً أن أصنف له كتاباً في ذلك وأن أذكر أولاً حد هذه الصناعة، ثم أذكر ما يحتاج إليه من الأمور الطبيعية التي هي مبادئ هذه الصناعة، ثم أذكر علاقة غلبه مادة ما الموجبة للأورام التي هي مطالب صناعته، ثم أذكر كيفية حدوث تلك الأورام، ثم تقاسيمها على سبيل التفصيل وأسبابها وعلاماتها، ثم أذكر المفردات التي يحتاج الجرايحي إليها في المداواة بماهيتها وتحقق أمرها ورتبه في عشرين مقالة.
اقرأ أيضاً: مقدمة الجراحة عند العرب
لايوجد اعراض
لاني لم استخدمه الى الان
مقالات ابن القف
يحتوي كتاب العمدة في الجراحة على مجموعة من المقالات التي كتبها ابن القف:
- المقالة الأولى: في حد الجراحة وذكر الأخلاط، فهو يقدم تعريفاً للجراحة لأول مرة، فيقول: "الجراحة صناعة ينظر بها في تعريف أحوال بدن الإنسان من جهة ما يعرض لمظاهره من أنواع التفرقة في مواضيع مخصوصة وما يلزمه، وغايتها إعادة العضو إلى الحالة الطبيعية الخاصة به".
ويعرف لاحقاً أنواع التفرق: "وأنواع التفرق ثلاثة، طبيعي كفتح الطبيعة للجراحات، وإرادي كفتحها بالحديد وبغيره وفصد العروق والحجامة، وغير طبيعي كالشجات وضرب السيف والسهام"، وهذا كلام علمي، وهو يتناسب مع عصره، حيث لا حوادث آلات ولا سيارات ولا علميات باردة.
ثم يتحدث عن الأخلاط "أما بيان كيفية تولدها فذلك مما يلزم الطبائعي، ولذلك رأينا أن نترك ذكره في هذا الكتاب"، أي أنه متروك للطبيب الباطني، ولكنه يتحدث بإيجاز عن نظرية الأخلاط، وهي المأخوذة عن اليونان الذين طوروها عن الشعوب القديمة في المنطقة العربية وهي الدم، والبلغم، والصفراء، والسوادء.
اقرأ أيضاً: الجراحة عند العرب، في الكي والفصد والحجامة
- المقالة الثانية: في أمزجة الأعضاء وفي تسريح الأعضاء البسيطة، وهو يتحدث عن غلبة الأخلاط في الأعضاء وعن أمزجتها، حار، وبارد، ورطب، وجاف، وهذا تابع لنظرية الأخلاط السابقة الذكر، ثم يتحدث عن تعريف الأعضاء، ثم تشريح الأعضاء البسيطة أي العظام جميعها، ثم في تشريح الأعصاب والشرايين والأوردة والعضل، ثم الأغشية والغضاريف.
ويبدو من وصفه لتشريح الفك السفلي أنه لم يقرأ ما كتبه عبد اللطيف البغدادي عن كون الفك السفلي عظمة واحدة، وإنما تابع ما قاله جالينوس عن كونه عظمتين، عدا ذلك فإن وصفه دقيق ومسبب دائماً، "وأصلب الأعضاء البسيطة العظام، وذلك لأن بعضها أساس للبدن، والأساس يجب أن يكون أقوى وأصلب لما هو آس له".
ويبدو أن ابن القف قد مارس التشريح، فنراه في تشريح الشرايين يورد أقوالاً لثلاثة علماء يونانيين هم اسقليناوس وأرسطاطاليس وجالينوس ويخالفهم ويقول: "على ما ثبت بالتشريح"، وهو يكرر هذا، كما أن وصفه للشرايين والأوردة وتقسيمها صحيح ودقيق.
يؤكد ابن القف أيضاً: "أما مجاورة أحدهما بالآخر في أكثر المواضع فلا يحتاج أحدهما إلى الآخر، وذلك ليربط أحدهما بالآخر ولتستفيد الأوردة من الشرايين حرارة طابخة وحياة تسري فيها وفيما داخلها والشرايين منها لطيف الدم وبخارية وذلك في المسام المفضية من أحدهما للآخر الخفية عن الحس"، وهذا القول وإن يعني وجود مسام خفية عن الحس بمعنى الشعيرات الدموية، فإنه لا يعني ترتيب الشعيرات بالمعنى الحديث، وإنما قد يعني أيضاً وجود هذه المسام في جميع الأنحاء نظراً للمجاورة بين الأوردة والشرايين.
- المقالة الثالثة: في تشريح الأعضاء الآلية، ويبدأ بتشريح الدماغ، والنخاع، والعينين، وآلة الشم، والشفتين، واللسان، وجميع الأعضاء الداخلية.
- المقالة الرابعة: في ذكر ما يجب على الجرائحي أن يعرفه من أنواع المرض وتعريف الورم وكيفية حدوثه، وتعتبر هذه المقالة بمثابة القسم العام في الجراحة العامة وفي تعريف المرض يتعرض لأمراض الخلقة وأمراض الولادة فيتحدث في أسباب فساد الشكل: "هذه الأسباب بعضها حادث قبل الولادة وبعضها حادث في حال الولادة وبعدها حادث بعد الولادة".
- المقالة الخامسة: في ما يحدث في الدم من الأورام وعلامة كل منها، ثم يعرف القروح ويقسمها إلى بسيطة، ومركبة، والدماميل، والجدري، وفي بنات الليل، والداحس، والطواعين أي التهاب الغدد اللمفاوية وأيورزما.
- المقالة السادسة: في ذكر ما يحدث في البلغم، والأوديما، والأورام الدهنية، وتعقد العصب، وتحجر المفاصل، ثم يتحدث عن البرص والبهق الأبيضيين.
- المقالة السابعة: في ذكر ما يحدث في الصفراء والحمرة والحصبة والنملة.
- المقالة الثامنة: في ذكر ما يحدث في السوداء السرطان، والجذام، وتشقق الأطراف، والدوالي، وداء الفيل.
- المقالة التاسعة: في ذكر ما يحدث من أكثر من مادة واحدة، ويتحدث في الفصل الأول عن ريح الشوكة أي التهاب العظام، ويتحدث عن أمراض جلدية داء الثعلب والحية والحزازة السعف والحصف والقوباء، ثم يتحدث عن الجمرة والشرى وعن سقيروس وهو ورم صلب والثاليل والعرق المديني ثم الأورام الغددية والآكلة والجرب والحكة.
- المقالة العاشرة: في أمور كلية محتاج إلى معرفتها في المعالجة الجزئية، فيتحدث في الفصل الأول فيما يجب على الجرائحي أن يعرف من قوانين المعالجة، وفيه يركز على أهمية معرفة التشريح ووظائف الأعضاء وعلى التشريح التوبوغرافي، "يجب على كل الجرائحي قبل معالجة العضوان أن ينظر في أمور أربعة مزاجه ووضعه وجوهره ورتبته في الحس".
يتحدث عن قوانين الفصد واستعمالاته وعن الحجامة واستعمالاتها وعن العلق ثم علاج الورم على وجه كلي وعلاج القروح بشكل عام ثم البط وعن الحيلة في قطع الدم وعن الكي، ويتحدث في الفصل الحادي عشر عن علاج تفرق الاتصال على وجه كلي، ثم علاج الخلع والوثي والوهن على وجه كلي، وأخيراً عن تسكين الألم.
- المقالة الحادية عشرة: في ذكر المفردات التي يحتاج إليها الجرائحي في معالجته، وينقسم إلى أربعة فصول، في ذكر شيء من صفات الأدوية المحتاج إلى معرفتها الجرائحي، وفي ذكر درجات الأدوية وحصرها، وفي ذكر القوى الأول والثواني والثوالث للأدوية، وفي ذكر المفردات وهو ذكر للنباتات والأدوية المستعلمة، مرتب بطريقة أبجدية.
- المقالة الثانية عشرة: في علاج ما هو حادث عن الدم، ويتحدث عن علاج الفلغموني والجذري والدماميل وبنات الليل والداحس وغيره من أمراض الأصابع وعلاج البادشنام والدم الميت تحت الجلد والطواعين والأيورسما والتوثة، وفي هذه المقالة يبدأ في تقديم العلاج لما وصفه من الأمراض، التي صنفها على أنهايجب على الجراح معالجتها.
- المقالة الثالثة عشرة: في علاج ما هو حادث عن البلغم، وهي الأوذيما والسلع والخنازير وتعقد العصب وتحجر المفاصل والبرص والبهق الأبيضيين.
- المقالة الرابعة عشرة: في علاج ما هو حادث عن الصفراء، وهو في علاج الحمرة والنملة والحصبة.
- المقالة الخامسة عشرة: في علاج ما هو حادث عن السوداء، وهو في علاج السرطان والجذام والبرص والبهق الأبيض والأسود، وتشقق الأطراف والدوالي وداء الفيل.
- المقالة السادسة عشرة: في علاج ما هو حادث عن أكثر من مادة واحدة، وهو في علاج ريح الشوكة وداء الثعلب والحية والحزاز والسعفة والقوباء والحصف والجمرة وسقيروس والثآليل والعرق المدني والأورام الغددية والآكلة والجرب والحكة والنفاطات والنقاحات.
- المقالة السابعة عشرة: في علاج ما هو حادث عن الجرح والكسر والخلع، ويتحدث في الفصول عما يلي:
- الفصل الأول عن علاج الجراحة بشكل مفصل وكيف وماذا تستعمل وعن التخييط وجراحة البطن والأعضاء المختلفة.
- الفصل الثاني – عن علاج الصدمة والسقطة.
- الفصل الثالث – في علاج حرق النار ومن ضرب السياط والسحج العارض من الركوب وعقر الخف.
- الفصل الرابع – عن عضة الكلب، الكلب.
- الفصل الخامس – في علاج عضة الإنسان والكلب الغير كلب والقرد والذئب ثم عضة الأسد والفهد والنمر ولدغ الحيات والثعابين والعقارب الجرارة وغير الجرارة وأم أربعة وأربعين والرتيلاء والعنكبوت والزنابير والنحل والقملة، والنحل وعض النسور والتمساح والضفادع وابن عرس وموغالي والعضاية وسام أبرص وسلمندر، وفي إخراج السهام والأزجه وإخراج الشوك والسلا ثم يبدأ علاج الكسور من علاج كسر القحف والأنف والفك الأعلى والفك الأسفل والترقوة والكتف والصدر والأضلاع وعظم الورك والخاصرتين والعانة والفقرات وكسر العضد والذراع والكف والأصابع وعضم الفخذ وفلكة الركبة وقصبتي الساق والقدم. ثم يتحدث عن الخلع بشكل عام، عن علاج خلع العضد والمرفق وخلع الفك الأسفل والترقوة وخلع العضد والمرفق والرسغ وأصابع اليد والكعب وأصابع القدم وفي علاج الخلع مع الجرح والكسر، والتعقد العارض في الكسور وفي علاج العضو المكسور إذا بقي ضعيفاً بعد جبره وعلاج العظام المكسورة إذا انجبرت وهي معوجة.
- المقالة الثامنة عشرة: في الكي على سبيل التفصيل، وهو خمسة فصول الفصل الأول كلام كلي في الكي وفي كي القحف، والثاني في كي الوجه، والثالث في كي الفم والرقبة، والرابع في كي الصدر والبطن، والخامس في كي مواضيع أخرى من البدن.
- المقالة التاسعة عشرة: في علاج القروح والدبيلات والعمل بالحديد والخصي والتطهير، ويتحدث عن علاج القروح المركبة والنواسير والدبيلات وعلاج الماء في رؤوس الصبيان وما يسقط في الأذن وسدة الأذن غير المثقوبة واللحم النابت في الأنف وإخراج العقد التي تعرض في الشفتين واللحم الزائد في اللثة، وجرد الأسنان وقلعها وقطع الرباط الذي تحت اللسان وورم اللوزتين واللهاة، والخوانيق وإخراج ما ينشب في الحلق من الشوك والعظم والعلق وفي علاج أثداء الرجال التي تشبه أثداء النساء ونتوء السرة وفي بزل الماء من المستسقين.
وأيضاً في علاج من يولد من الأطفال وكمرته ومقعدته غير مثقوبتين وفي التطهير والإخصاء واحتباس البول في المثانة وحقن المثانة بالزراقة وفي إخراج الحصى واسترخاء الخصية والبظر وعلاج القرو بأنواعه والخنثى والرتقاء وفي إخراج الجنين الميت وإخراج المشيمة وفي علاج البواسير وقطعها وعلاج شقاق المقعدة وخروج الدم من أفواه العروق وعلاج الأصابع الزائدة والملتصقة وعلاج ظفرة الأظافر روضها وعلاج علة البقر والمرض المعروف بالناقر.
- المقالة العشرون: في الأقرباذين ذلك ويتحدث فيها عن تركيب الأدوية والأوزان والأكيال وأنواع الأدوية الأدهان والمراهم والذرورات والسنونات والضمادات والغمر والأشربة.
فابن القف يعرض في كتابه الجراحة بطريقة منطقية متنقلاً من العام إلى الخاص، من التشريح ووظائف الأعضاء اتجاه فرضية الأخلاط ثم متنقلاً إلى الجراحة بشكل عام عارضاً المبادئ العامة في علاج أي عضو متنقلاً إلى تخصيص كعضو وبحث أمراضه الجراحية وكيفية علاجها.
لقد مارس ابن القف التشريح مما يؤكد كتابه في استشهاده بالتشريح، لإثبات رأيه ومعرفته بالاستنتاج، أنه لا بد أن يكون هناك نوع من الصلة غير مرئية بين الأوردة والشرايين. وأنه فصل في بداية كتابه أنه للجراحين فقط وعرض الأمراض التي تعالجه بالجراحة بشكل عام ثم بشكل خاص.
كما أنه اتطلع على كتب من سبقوه من اليونانيين والعرب من أبوقراط إلى جالينوس، وابن سينا، والرازي، والمجوسي، والزهراوي، وقد استشهد بهم في كتابه.
كما ذكر أنه عاش في زمن الغزو المغولي للبلاد العربية وهجوم هولاكو عن بغداد وبلاد الشام، ومعركة عين جالون في زمان كثرت فيه الحروب، وبالتالي الإصابات الحربية فازدادت أهمية معالجة الجروح والخبرة الجراحية، وكان لا بد من توثيق هذه الخبرة في كتاب جامع ككتاب العمدة للجراح والملتزم طبياً وسياسياً. لقد كان ابن القف من أواخر المبدعين العرب الذين ساهموا في إحياء الطب العربي في المشرق في وقت بدأت في طلائع الظلام تزحف على البلاد العربية.
في الحضارات المصرية القديمة كان يعتقد ان الصحة الجسدية مرتبطة بالصحة الروحية وعندما يمرض احدهم فان المعالجين يوصون بكثرة الصلاة ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :