يعد علاج جروح مرضى السكري أحد أكثر الأمور التي ينبغي الاهتمام بها بشكل فائق وعناية كبيرة، إذ أنه غالباً ما تستغرق الجروح لديهم وقتاً أول للشفاء والتعافي، مما يزيد من خطر تعرضها للعدوى والالتهابات وإصابة المريض بمضاعفات صحية أخرى. [1]

يمكن أن تحدث الجروح، والخدوش، وحتى البثور لدى مريض السكري في أي مكان من الجسم، لكنها أكثر شيوعاً في الأطراف؛ اليدين والقدمين، وتعد جروح مرضى السكري غير الملتئمة أحد الأسباب الرئيسية لمضاعفات السكري، مثل العدوى والبتر، إذ يمكن أن يتطور جرح صغير إلى قرحة ما لم يتم علاجه بوقت مبكر وعلى نحو صحيح. [2]

تعرف في هذا المقال على أنواع جروح السكري، وأسباب عدم التئامها بسهولة، بالإضافة إلى طرق علاج جروح السكري.

أنواع جروح السكري

تتطلب جميع أنواع جروح مرضى السكري اهتماماً فورياً، ويعد النوعان الأكثر شيوعاً ما يلي: [3]

  • الجروح ذات المنشأ الخارجي، مثل جروح الجلد، والحروق، والنتوءات، والكدمات، وقد يتأخر ملاحظة  أو الشعور بهذا النوع من الجروح بسبب اعتلال الأعصاب المحيطية، الأمر الذي يزيد من خطر حدوث مضاعفات.
  • الجروح الداخلية ذات المنشأ الداخلي، مثل تقرحات الجلد، وأظافر القدم الغارزة في اللحم أو النسيج. وقد ينتج عن هذه الجروح تكسر الجلد والأنسجة المحيطة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية.

أسباب بطء التئام جروح مرضى السكري

تؤثر مجموعة من العوامل على عملية التئام الجروح لدى مرضى السكري، أهمها: [2]

  • ارتفاع مستويات السكر في الدم: يعد العامل الرئيسي في بطء شفاء الجروح، حيث عندما يكون مستوى السكر في الدم أعلى من الطبيعي، فإنه يمنع المغذيات والأكسجين من تنشيط الخلايا، ويمنع جهاز المناعة من العمل بكفاءة، ويزيد الالتهاب في خلايا الجسم.
  • اعتلال الأعصاب السكري: يمكن أن ينتج عن ارتفاع مستويات السكر في الدم باستمرار عن المعدل الطبيعي، ويظهر في معظم الحالات في اليدين والقدمين، وقد يسبب مع مرور الوقت فقدان الإحساس بالمناطق المصابة، وهذا  أحد أسباب عدم شعور مريض السكري بجروح الأطراف في وقت مبكر عند حدوثها.
  • ضعف الدورة الدموية: يعتبر مرضى السكري أكثر عرضةً للإصابة بأمراض الأوعية الدموية المحيطية، التي تسبب  تضيق الأوعية الدموية، وبالتالي انخفاض معدل تدفق الدم إلى الأطراف. كما قد تؤثر على قدرة خلايا الدم الحمراء على المرور عبر الأوعية بسهولة. بالإضافة إلى أن ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي يزيد من سماكة الدم، مما يؤثر على تدفقه في الجسم. وجميع هذه العوامل تؤخر من التئام جروح السكري.
  • ضعف جهاز المناعة: غالباً ما يعاني مرضى السكري من مشاكل أو ضعف في المناعة، الأمر الذي ينتج عنه انخفاض في عدد الخلايا التي يتم إرسالها في الوضع الطبيعي لعلاج الجروح ومنع العدوى. لهذا، يكون التئام جروح السكري أبطأ وأكثر عرضةً للإصابة بالعدوى.

خطوات علاج جروح مرضى السكري

ليس بالضرورة أن يصاب كل جرح لدى مريض السكري بالعدوى والالتهاب أو أن يتطور إلى قرحة، وخاصة إذا ما تم العناية به في وقت مبكر وبشكل مناسب. لهذا يوصى دائماً بطلب الاستشارة الطبية لتقليل خطر التعرض لأي مضاعفات بسيطة أو خطيرة. [1]

تشمل خيارات وخطوات علاج جروح السكري والعناية بها ما يلي: [1][3][4][5]

  • تنظيف الجرح جيداً بالمحلول الملحي.
  • تغطية الجرح، إذ أن الجروح تلتئم بشكل أفضل عند الحفاظ عليها نظيفة ورطبة ومغطاة، ومن أنواع الضمادات التي يمكن استخدامها لتغطية جروح السكري ما يلي:
  1. الضمادات الرغوية (بالإنجليزية: Foam Dressings)، وهي ضمادات شديدة النعومة وعالية الامتصاص، تستخدم للجروح كثيرة التسريب.
  2. ضمادات الألجينات (بالإنجليزية: Alginate Dressings)، وهي ضمادات مصنوعة من الأعشاب البحرية بشكل أساسي، وتعد من أفضل الخيارات لتغطية جروح السكري العميقة أو المصحوبة بإفرازات. كما ولها دور في منع نمو بكتيريا جديدة في موضع الجرح.
  3. ضمادات الهيدروجيل (بالإنجليزية: Hydrogel Dressings)، والهيدروجيل هو جل مائي يحافظ على رطوبة المنطقة، ولهذا فقد يوصى بهذا النوع من الضمادات إذا كان الجرح جافاً ومغطى بجلد ميت، إذ يساعد توفير الرطوبة في تكسير الأنسجة الميتة وتعزيز نمو الخلايا. لكن لا تستخدم هذه الضمادات لتغطية جروح السكري المصابة بعدوى.
  • استخدام المضادات الحيوية الموضعية أو الفموية، والتي قد يصفها الطبيب وفقاً لتقييمه، وفيما إذا كان الجرح ملتهب أو قد أصابته عدوى، أو كإجراء وقائي.
  • الإنضار (بالإنجليزية: Debridement)، والذي يعني إزالة الأنسجة الميتة أو المصابة بهدف السماح للأنسجة السليمة بالتعافي والتجدد.
  • تقليل الضغط على الجروح، وخاصة بالنسبة لجروح قدم السكري، إذ يعيق الضغط المفرط التئام الجروح، كما وقد يكون سبباً إلى تطور الجرح إلى قرحة.
  • التحكم بمستويات السكر في الدم، لما لذلك دور هام في تسريع شفاء الجروح والحفاظ على كفاءة تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط (بالإنجليزية: HyperBaric Oxygen Therapy)، وتساعد هذه التقنية العلاجية في تسريع التئام الجروح بطيئة الشفاء بشكل خاص.
  • التدخل الجراحي، والذي قد يتم اللجوء إليه في حال إصابة الجرح بعدوى خطيرة، وقد يشتمل على بتر الطرف المصاب مع محاولة الحفاظ على أكبر قدر ممكن منه.

اقرأ أيضاً: مرهم لعلاج جروح القدم السكري

حساب خطر الإصابة بمرض السكري

تستعمل هذه الحاسبة في تقييم خطر الإصابة بمرض السكري، وتعتمد في ذلك على جنس وعمر الشخص، ومؤشر كتلة الجسم، ومدى النشاط البدني والحركي، وتاريخ الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والتاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري، حيث تعطي كل من هذه المعايير عدداً معيناً من النقاط.
يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص كما يلي:
• 4 نقاط او أكثر: زيادة خطر تشخيص مقدمات السكري، أو وجود مرض سكري غير مشخص.
• 5 نقاط أو أكثر: زيادة خطر وجود مرض سكري غير مشخص.

العمر

الجنس

الوزن

الطول

×إغلاق

يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص كما يلي:
• 4 نقاط او أكثر: زيادة خطر تشخيص مقدمات السكري، أو وجود مرض سكري غير مشخص.
• 5 نقاط أو أكثر: زيادة خطر وجود مرض سكري غير مشخص.

نتائج العملية الحسابية
مؤشر كتلة الجسم
خطر الإصابة بالسكري

مضاعفات عدم علاج جروح السكري

يمكن أن يسبب التأخر في علاج جروح السكري أو عدم علاجها بشكل صحيح في حدوث العديد من المضاعفات، منها: [1][2]

  • التهاب العظم والنقي، والذي قد يحدث نتيجة إصابة الجرح غير المعالج بعدوى ما انتشارها إلى العضلات والعظام.
  • الغرغرينا، والتي تعد أحد أكثر الأسباب شيوعاً لعمليات البتر لدى مرضى السكري، وخاصة في حالات جروح القدم السكرية وقرحة القدم السكرية.
  • تسمم الدم أو الإنتان (بالإنجليزية: Sepsis)، وذلك في حال انتشار عدوى الجرح إلى مجرى الدم، ويعد تسمم الدم حالة مهددة للحياة.

اقرأ أيضاً: طرق علاج القدم السكري

اقرا ايضاً :

الموافقة على ثلاثة أدوية لمرض السكري