الأحلام هي واحدة من أكثر جوانب النوم بهجة وغرابة والتي تحدث كل ليلة لدى جميع الأفراد تقريباً. إنها الظاهرة الأكثر إثارة في علم النفس وعلم الأعصاب. ويمكن أن تكون الأحلام مزعجة وسيئة وغير سارة، أو كوابيس مخيفة أو مزعجة. 

بشكل عام قد تحدث الكوابيس والأحلام السيئة في عموم الناس بما في ذلك الأطفال، والمراهقين، والشباب، وكبار السن مع انتشار أعلى بين الإناث مقارنة بالذكور والتي قد تحدث بعد الخوف، أو ضيق النفس، أو الاضطراب النفسي الشديد. ومع ذلك لا يزال أصل هذه الأحلام غير واضح .

اعتماداً على تواترها وعلى الحالة النفسية قد يكون للكوابيس عواقب سلبية كبيرة على صحة الشخص مثل تعرض الأفراد لحالات من الاكتئاب، ومشاكل الإدراك والذاكرة، والنعاس أثناء النهار، والتعب أو انخفاض الطاقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكوابيس والأحلام السيئة قد تزيد من محاولات الانتحار، بالإضافة إلى ظهور أعراض لبعض الأمراض النفسية مثل أعراض القلق والاكتئاب. لذلك يعد علاج الأحلام المزعجة أمراً مهماً وسيكون له أهمية إكلينيكية كبيرة في حياة الذين يعانون من تلك الاحلام.

تشير دراساتنا السابقة بأن الألم المزمن عادة يرافق أعراض القلق والاكتئاب، وكذلك أفادت دراساتنا السابقة أن انخفاض مستويات فيتامين د في الدم وقلة تناول الكالسيوم اليومي قد يزيدان من خطر الإصابة بألم العضلات والعظام، لذلك قد يرتبط انخفاض مستويات فيتامين د في الدم وانخفاض تناول الكالسيوم بتطور الأحلام السيئة والكوابيس بشكل غير مباشر من خلال ارتباطها بالأعراض النفسية والألم المزمن.

وعليه كان هدفنا من هذه الدراسة هو التحقق من ارتباط الكوابيس والأحلام المزعجة بأعراض القلق والاكتئاب، ومستويات فيتامين د في الدم، وتناول الكالسيوم يومياً لدى الأفراد الذين يعانون من آلام العضلات والعظام.  

تفاصيل الدراسة

اشترك في هذا البحث 191 شخصاً ممن يعانون من مختلف آلام العضلات والعظام، وتم قياس مستويات فيتامين د في الدم، وكذلك تقييم أعراض القلق والاكتئاب، وكمية الكالسيوم المتناول يوميا، ونوعية الأحلام (ما إن كانت طبيعية، أو أحلام مزعجة، أو كوابيس).

أظهرت نتائج الدراسة لأن اكثر من نصف المشتركين (53%) كانوا يعانون من أحلام الكوابيس والأحلام المزعجة، و83% منهم لديهم نقص فيتامين د، وبالإضافة الى أعراض القلق كانت عند (70%)، والاكتئاب عند (65%) ،وتناول كمية قليلة من الكالسيوم المتناول يومياً. كذلك تشير نتائج الدراسة ولأول مرة بأن أنواع الأحلام مرتبطة ارتباطاً مباشراً بأعراض القلق والاكتئاب، و آلام العضلات والعظام والتي هي من اعراض نقص فيتامين د.

اقرأ أيضاً: الأحلام وتداعياتها النفسية 

علاقة نقص فيتامين د بالاحلام والكوابيس

السؤال الآن هل نقص فيتامين د، واعراض القلق والاكتئاب، وقلة تناول الكالسيوم اليومي يؤثر على نوعية الاحلام؟

وجدنا الجواب نعم. فقد تم متابعة أكثر من 100 شخص بعد تناولهم لفيتامين د على مدى شهرين متتابعين وزيادة حصة الكالسيوم اليومية ووجدنا أن له تأثير إيجابي على نوعية الاحلام، حيث انخفضت نسبة الاشخاص الذين يحلمون بأحلام مزعجة اوكوابيس مع انخفاض كبير لآلآم العضلات والعظام واعراض القلق والاكتئاب. 

لذلك اقترحنا تقييم آلام العضلات والعظام ونقص فيتامين د، وكمية تناول الكالسيوم يومياً والأعراض النفسية، كجزء من تقييم وعلاج الأفراد الذين يعانون من أحلام مزعجة أو كوابيس.

البحث منشور في مجلة "Research in Psychotherapy: Psychopathology, Process and Outcome".

اقرأ أيضاً: نقص فيتامين د والنوم