يجمع كل الناس وفي مختلف العصور على أن مهنة الطب هي من أشرف المهن وأنبلها على الإطلاق. وليس هذا فحسب، بل إن الشرائع السماوية اعتبرت علم الطب من أجل العلوم وأرفعها شأناً بعد علوم الدين، فقد قيل لا علم إلا علم الأديان والأبدان. وذلك لأن الطب يضمن صلاح الناس وإصلاحهم في أجسادهم وبالنتيجة صلاح عقولهم وأنفسهم. وهذا ما عبر عنه نبينا عليه الصلاة والسلام أصدق تعبير حينما قال: سلوا الله العفو والعافية والمعافاة، فما أوتي أحد بعد اليقين خيراً من معافاة.

فماذا تعرف عن صفات الطبيب المسلم؟

صفات الطبيب وشروطه

ذكر الأطباء الأوائل أنه لا بد لمن أراد أن يتعلم الطب أو يزاوله شروطاً وصفات يجب أن يتحقق أو يتحلى بها. فقد أورد الطبيب الدمشقي ابن أبي أصيبعة في كتابه عيون الأنباء في طبقات الأطباء تلك الشروط، وتشمل صفات الطبيب المسلم ما يلي:

  • أن يكون تام الخلق، صحيح الأعضاء، حسن الذكاء، جيد الروية، عاقلاً، خير الطبع.
  • أن يكون حسن الملبس، طيب الرائحة، نظيف البدن والثوب، رقيق اللسان لطيف الكلام.
  • أن يكون كتوما لأسرار المرضى، لا يبوح بشيء من أمراضهم.
  • أن يكون مشاركاً للعليل مشفقاً عليه، غير محب للمال بحيث تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من المال، ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء.
  • أن يكون حريصاً على التعلم والتعليم والمبالغة في منفعة الناس، غير منغمس بأمور التلذذ والتنعم.
  • أن يكون سليم القلب، عفيف النظر، صادق القول، لا يخطر بباله شيء من أمور النساء والأموال التي يشاهدها في منازل أعلاء القوم، فضلاً عن أن يتعرض إلى شيء منها.
  • أن يكون مأموناً ثقة على الأرواح، ولا يصف دواء قتالاً ولا يعمله، ولا دواء يسقط الأجنة، يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج صديقه.

آداب ممارسة الطب في الإسلام

بالإضافة إلى أهمية صفات الطبيب الحميدة التي يجب أن يتصف بها، فقد حددت العديد من الجهات المسؤولة عن الأطباء أخلاقيات ممارسة الطب، ويجب أن يلتزم الأطباء بها خلال مزاولتهم للمهنة كي لا يتعرضوا للمساءلة القانونية، لكن الشريعة الإسلامية كانت سباقة في تحديد آداب مزاولة الطب، وإن لم يلتزم بها الطبيب فهو يعد آثماً شرعاً. 

ومن أهم آداب ممارسة الطب في الإسلام:

  • أن يكون مؤهلاً: يجب أن يكون الشخص الذي يزاول مهنة الطب مؤهلاً للعلاج والتطبيب، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن)، وفي الوقت الحالي تكون مزاولة مهنة الطب محصورة في الأشخاص الذين يحملون شهادة جامعية في الطب، والتي تعتبر مؤهلاً علمياً وشرعياً كافياً.
  • لباقة المظهر: يشترط في الطبيب أن يهتم بملبسه ومظهره، فلا يرتدي لباساً يقلل من احترامه أمام المريض، أو لباساً مبالغاً فيه يظهره أعلى مقاماً.
  • حسن معاملة المريض: يجب على الطبيب أن يريح المريض ببشاشة وجهه ولطافته، كما يجب عليه عدم التمييز بين مرضاه بسبب اللون أو العرق أو الدين، ويجب على الطبيب أيضاً أن يحافظ على خصوصية المريض، وأن يخبره بلطف عن طبيعة مرضه إن كان غير قابل للشفاء، ويحاول طمأنته وتعزيز إيمانه بالله. كما يجب على الطبيب عدم السخرية من المريض أو إطلاق الألقاب المضحة عليه.
  • الالتزام بالآداب العامة: يتوقع من كل مسلم قبل أن يكون طبيباً، أن يلتزم بالأخلاق والآداب العامة، بما أقر به الشرع وحث عليه الرسول (صلى الله عليه وسلم)، إذ يجب عليه أن يكون صادقاً ونزيهاً في عمله، كما يجب عليه أن يكون متواضعاً وليناً في التعامل مع المرضى والناس بشكلٍ عام، وأن يلتزم بالقيم الأخلاقية الإسلامية الأساسية، وأيضاً يجب على الطبيب عدم استغلال مهنته لأذية أحد، وعدم ارتكاب معصية أثناء ممارسته لمهنته، فمثلاً يحرم على الطبيب إعطاء أدوية تنهي الحياة أو تساعد على الإجهاض.
  • الصبر والقدرة على التحمل: مهنة الطب مهنة صعبة، وتحتاج إلى الكثير من الصبر، خاصةً في التعامل مع المرضى الذين قد تختلف خلفياتهم الثقافية والأخلاقية والدينية. كما أن تشخيص الأمراض ومتابعة المرضى تحتاج إلى قدرة عالية على التحمل للقيام بالعمل على أكمل وجه. 

لايوجد اعراض لاني لم استخدمه الى الان

واجبات الطبيب

الطبيب هو العنصر الأساسي للحفاظ على صحة المجتمع، ولذلك يجب على الطبيب ألا يوفر جهداً لخدمة مجتمعه، وتحقيق الأمور التالية:

  • ممارسة المهنة بأعلى مستوى من العلم، والخبرة، والمصداقية، ومحاولة تطوير نفسه دائماً لتحقيق ذلك.
  • الاهتمام بصحة المجتمع والقيام بالتثقيف الصحي، والمشاركة بتطوير الخدمات الصحية التي يقدمها في عيادته، أو المركز الصحي أو المستشفى الذي يعمل فيه.
  • المشاركة قدر الإمكان بدراسة المشاكل الصحية في المجتمع، واقتراح الحلول الممكنة لها، مثل التدخين، وإدمان المخدرات، وحوادث السير، والأمراض المعدية. 
  • المشاركة بالدراسات والبحوث والاستفتاءات الطبية التي تفيد المجتمع، والالترام بالتعاون مع الجهات المختصة للحفاظ على صحة المجتمع، وإعلامهم في حالة ظهور أمراض معدية أو أوبئة.

اقرأ أيضاً: المخدرات وأضرارها على جسم الإنسان

إجراء التجارب الطبية 

يتطلب التطور الطبي وتطوير العلاجات والأدوية الكثير من البحوث الطبية، لكن ما رأي الإسلام بإجراء البحوث على الحيوانات والبشر؟

  • إجراء التجارب الطبية على الحيوانات: حث الإسلام على التعامل برفق مع الحيوانات، كما حث الرسول (صلى الله عليه وسلم) على معاملة الحيوانات برفق حتى عند ذبحها، حيث أن إجراء التجارب الطبية على الحيوانات يعتبر ضرورياً لتحقيق غاية نبيلة، وهي تحقيق التطور الطبي، لذلك لا مانع من إجراء البحوث الطبية على الحيوانات، بشرط عدم تعذيبها، وتخفيف ألمها قدر الإمكان، وعدم إجراء تحارب غير ضرورية، كما يجب أخذ الإذن بإجراء التجارب على الحيوانات من المؤسسة أو الشركة التي يعمل بها الطبيب.
  • إجراء التجارب الطبية على البشر: يمنع الإسلام إجراء التجارب الطبية على البشر الين كرمهم الله تعالى إلا بشروط صارمة يجب اتباعها:
  1. يجب ألا تسبب التجربة ضرراً على حياة المتطوع، أو على صحته، أو على قدرته الإنجابية.
  2. يجب أخذ موافقة المتطوع، ويجب أن يكون على علم بجميع العواقب والأضرار التي يمكن أن تصيبه.
  3. يجب أن يكون المتطوع بالغاً عاقلاً، أو يجب أخذ موافقة ولي أمر المتطوع غير العاقل.
  4. من المحرم إجبار المتطوع، أو استغلال حاجته للمال أو الدواء لإجراء التجربة.

اقرا ايضاً :

الطب عند الكنعانيين