يعد التسمم الغذائي مسمى شائع لأي مرض ينتقل عن طريق الغذاء، حيث يقوم الفرد بتناول طعام غير نظيف وبه نسبة عالية من الملوثات، أو طعام فاسد، أو طعام سام. ويعتبر التسمم الغذائي من الحالات المتكررة بكثرة، ويمكن السيطرة عليها بسهولة متى وجدت الرعاية الطبية السريعة والصحيحة. [1]

يتضمن علاج التسمم الغذائي العديد الخيارات، والتي يمكن معرفتها بالتفصيل من خلال قراءة المقال التالي.

يهدف علاج التسمم الغذائي بشكل رئيسي إلى التخفيف من الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل الغثيان، والقيء، والإسهال، بالإضافة إلى منع تطور المضاعفات لدى المريض، أهمها الإصابة بالجفاف. [2،3]

وفيما يلي نذكر خيارات علاج تسمم المعدة والأمعاء بالتفصيل:

علاج التسمم الغذائي في المنزل

في معظم الحالات، يكون علاج التسمم الغذائي في المنزل ممكنًا، حيث لن يحتاج المريض إلى الانتقال إلى المستشفى. وعادة ما تركز العلاجات المنزلية للتسمم الغذائي على الراحة وتعويض السوائل والأملاح المفقودة من الجسم نتيجة القيء والإسهال. [1،3]

وفيما يلي بعض الطرق الطبيعية التي يمكن أن تتضمنها معالجة التسمم الغذائي في المنزل:

  • الحفاظ على رطوبة الجسم

حيث يجب على المريض شرب كميات وفيرة من السوائل المختلفة، وعادة لا ينصح بشرب الماء لوحده، فقد لا يكون كافيًا في حالات التسمم الغذائي، بل وقد يكون ضارًا في بعض الأحيان، حيث يمكن أن يزيد شرب الماء لوحده من فقدان الأملاح من الجسم. [2،3]

وبدلًا من ذلك، يمكن للمريض الاعتماد على المشروبات الرياضية التي تحتوي على الكهارل بنسبة عالية، كما أن بإمكانه شرب ماء جوز الهند وعصائر الفاكهة الطازجة. [1]

أيضًا، تتوافر في الصيدليات أنواع مختلفة من محاليل الإماهة الفموية (بالإنجليزية: Oral Rehydration Solutions)، والتي تساعد بشكل كبير على تعويض الأملاح المفقودة من الجسم، فهي تأتي على شكل أكياس تحتوي على أنواع مختلفة من الأملاح الجافة، حيث يتم إضافة إليها كمية من الماء، ومن ثم يتم شربها بشكل تدريجي على مدار اليوم. [2،3]

ومن المهم التأكيد على أنه في حال استمرار القيء عند المريض، فإنه ينصح بشرب كميات قليلة من السوائل والماء على عدة دفعات، كما بالإمكان المريض ترك مكعبات الثلج تذوب في فمه. [2]

  • الراحة التامة

يجب على من يصاب بالتسمم الغذائي أن ينال قسط كبير من الراحة، وذلك لحين أن يشعر بالتحسن وتقل الأعراض لديه. كما ينصح خلال فترة الراحة بعدم الأكل أو الشرب، خصوصًا خلال البضع ساعات الأولى بعد ظهور الأعراض لديه. [1،4]

وبمجرد أن تتحسن الأعراض، بإمكان المريض البدء بشرب السوائل وأكل الأطعمة اللطيفة وسهلة الهضم. [4]

  • الابتعاد عن المنبهات والكافيين

يتسبب الكافيين بتهيج المعدة، وبالتالي فإن تناوله أثناء فترة علاج التسمم الغذائي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى المريض. ولهذا، فإنه ينصح يتجنب تناول المشروبات التي تحتوي عليه. [1،3]

ويفضل بدلًا من ذلك شرب بعض الأعشاب التي تهدئ من المعدة ولا تهيجها، مثل النعناع، أو البابونج، أو الزنجبيل. [1،4]

  • تناول بعض الأطعمة المفيدة

تتضمن الأطعمة المفيد تناولها أثناء فترة علاج التسمم الغذائي ما يلي: [5]

  • خل التفاح: فبفضل خصائصه القاعدية، سيساعد خل التفاح على التقليل من حموضة المعدة، وبالتالي سيعمل على التخفيف من أعراض التسمم الغذائي.
  • الزبادي: يمتلك الزبادي خصائص قوية مضادة للجراثيم، وبالتالي يمكن أن يساهم تناوله في محاربة الميكروبات التي تسبب التسمم الغذائي.
  • الليمون: يمتلك الليمون خصائص مضادة للفيروسات والجراثيم والتي تجعله قادرًا على قتل البكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي.

للمزيد: علاج التسمم الغذائي في المنزل

علاج التسمم الغذائي بالأدوية

تتعدد أنواع الأدوية التي يمكن استخدامها عند علاج التسمم الغذائي، ففي بعض الحالات يمكن أن يقتصر العلاج على تناول الأدوية المتاحة دون وصفة طبية، وأهمها دواء اللوبراميد أو البزموت سبساليسيلات، وذلك للسيطرة على الإسهال. لكن، قد لا ينصح باستخدام هذه الأدوية عند علاج تسمم المعدة والأمعاء الناجم عن العدوى، فقد يسبب ضررًا أكثر من نفعه. [1-3]

وقد يحتاج علاج التسمم الغذائي إلى تناول أحد الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، خصوصًا لدى الأفراد الذين لديهم ضعف في المناعة، أو كبار السن، أو الحوامل. [1]

وقد يختلف دواء التسمم الغذائي الموصوف بناء على الكائن الممرض المتسبب في التسمم، ومن هذه الأدوية ما يلي: [1]

  • المضادات الحيوية: مثل الأزيثروميسين، أو الميترونيدازول، أو الباروموميسين، أو الكيناكرين، أو الفيورازوليدون، أو السيبروفلوكساسين
  • الأدوية المضادة للطفيليات: مثل ألبيندازول، أو الميبيندازول، أو البرازيكوانتيل، أو النيتازوكسانيد.

كما يمكن أن يتناول المريض أحد أنواع الأدوية المتاحة بوصفة طبية والتي تساعد في السيطرة على الغثيان لديه، مثل الكلوربرومازين أو الميتوكلوبراميد. [2]

أيضًا، في حالات التسمم الغذائي الناجمة عن البكتيريا الوشيقية، قد يتطلب الأمر الرعاية الطبية العاجلة، حيث سيقوم الطبيب بوصف دواء مضاد للسموم التي تفرزها هذه البكتيريا. [1،3]

علاج التسمم الغذائي بالبروبيوتيك

يمكن أن يفيد استخدام البروبيوتيك في علاج التسمم الغذائي عند الأطفال والبالغين، فهو يساعد على استعادة التوازن في البكتيريا النافعة المتواجدة داخل الجهاز الهضمي، وهذا ما يمكن أن يخفف من مدة استمرار الأعراض لدى المريض، وأهمها الإسهال. [2،3]

ومن سلالات البكتيريا النافعة التي يمكن أن تفيد في علاج التسمم الغذائي: [2،3]

  • العصية اللبنية الحمضية (بالإنجليزية: Lactobacillus Acidophilus).
  • العصية اللبنية البلغارية (بالإنجليزية: Lactobacillus Bulgaricus).
  • العصية اللبنية رامنوسوس (بالإنجلزية: Lactobacillus Rhamnosus).
  • خميرة البولاردي (بالإنجليزية: Saccharomyces Boulardii).

اقرأ أيضًا: أعراض التسمم الغذائي

علاج التسمم الغذائي في المستشفى

يكون الذهاب إلى المستشفى هو الحل الأمثل والأفضل في حالات التسمم الغذائي الشديدة. وعادة ما يتضمن علاج التسمم الغذائي في المستشفى ما يلي: [1،3]

  • تلقي كميات من السوائل عبر الحقن الوريدي.
  • تناول الجلوبيولين المناعي المضاد للسموم الوشقية.
  • تركيب جهاز تنفس اصطناعي للمريض، وذلك في حالات نادرة من التسمم الغذائي الناجم عن البكتيريا الوشقية، والتي تتسبب بشلل الجهاز التنفسي.

وتعتمد فترة علاج التسمم الغذائي في المستشفى على شدة المرض، فكلما كان المرض أكثر شدة سيحتاج المريض إلى إقامة أطول في المستشفى من أجل التعافي. [1]

اقرا ايضاً :

آلام البطن: أسبابها وعلاجها

علاج التسمم الغذائي بالأعشاب

يمكن علاج التسمم الغذائي بالأعشاب، وذلك مالم تكن حالة التسمم شديدة. ومن بين الأعشاب التي تستخدم في علاج تسمم المعدة والأمعاء ما يلي: [5]

  • الزنجبيل: يعد الزنجبيل من الأعشاب التي تستخدم لعلاج الكثير من مشكلات الجهاز الهضمي، ويفضل عادة تناول شاي الزنجبيل مع العسل في حالات التسمم الغذائي.
  • الريحان: والذي يمتلك تأثير فعال لتهدئة البطن، وذلك لامتلاكه خصائص مضادة للالتهاب.
  • النعناع: يعتبر النعناع من أشهر الأعشاب التي تحارب المغص وتعمل على تهدئة المعدة.

للمزيد: ما هي اهم فوائد الزنجبيل واستخداماته؟

قائمة طعام المصاب بالتسمم الغذائي

كما ذكرنا سابقًا، يفضل التوقف عن تناول الأطعمة الصلبة في فترة التعافي من التسمم الغذائي، وذلك حتى يتوقف الإسهال والتقيؤ، بعد ذلك يعود المصاب للنظام الغذائي الخاص به تدريجيًا. [1،4]

ومن الأطعمة المسموح بتناولها أثناء فترة علاج التسمم الغذائي: [1،2]

  • الموز.
  • الأرز.
  • الجيلاتين.
  • الشوفان.

أما حول الأطعمة التي يفضل عدم تناولها خلال هذه الفترة، فهي تتضمن ما يلي: [1]

  • الأطعمة المقلية والغنية بالدهون.
  • الأطعمة الحارة.
  • الأطعمة التي تحتوي على مستويات عالية من السكر.
  • الكافيين والمنبهات.
  • الكحول.
  • التدخين.

كانت اعاني من جرثومة المعدة وتم العلاج ولكن الاعراض لسه عندي بحس بضيق في التنفس وتعب شديد واحيانا احس اني هيغمى عليا فما الحل؟

نهاية، عادة ما سيشفى المريض التسمم الغذائي من تلقاء نفسه، ولكن من الممكن أن يتم تقديم بعض العلاجات للمريض والتي تهدف إلى تخفيف الأعراض ومن تطور المضاعفات لديه. وفي بعض الأحيان، قد يتضمن علاج التسمم الغذائي تناول أحد أنواع المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات، والتي تحتاج إلى وصفة طبيب من أجل استخدامها.

اقرأ أيضًا: أنواع التسمم الغذائي