يعد التهاب القولون التقرحي أحد الاضطرابات المناعية والتي يقوم فيه الجهاز المناعي بمهاجمة الأمعاء عن طريق الخطأ، وهذا ما يتسبب بحدوث التهاب وتقرح في بطانة الأمعاء. وفي معظم الأحيان تبدأ أعراض التهاب القولون التقرحي في الظهور لدى المرضى بين سن 15- 30 عام. [1]

نتناول في هذا المقال الحديث حول أهم أعراض القولون التقرحي ومتى تشير الأعراض إلى تطور مضاعفات لدى المريض.

أعراض القولون التقرحي المبكرة

وفقًا لدراسة نشرت عام 2019 في مجلة BMC Gastroenterology والتي تضمنت 483 من المرضى المصابين بداء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease)، والذي يعتبر التهاب القولون التقرحي أحد النوعين الرئيسيين لهذا المرض، فقد وجد أن كل من الإسهال والبراز الدموي أي المختلط بالدم يعدان من أهم أعراض القولون التقرحي المبكرة، حيث عانى منهما ما يقارب 86% من مرضى التهاب القولون التقرحي. [1]

أعراض القولون التقرحي المعوية

تعتبر الأعراض المعوية من أعراض القولون التقرحي الشائعة، والتي تحدث بسبب تأثير المرض المباشر على بطانة الأمعاء، ويمكن أن تختلف شدة هذه الأعراض من مريض لآخر. فمثلًا، يمكن أن تقتصر أعراض القولون التقرحي البسيط، أي عندما يكون المرض في مراحله الأول، على الإسهال فقط، كما وفي بعض الأحيان يمكن أن لا يعاني المريض من أية أعراض. [1،2]

لكن، ومع تقدم شدة المرض ستصبح الأعراض أكثر شدة بحيث ستزداد شدة الإسهال لدى المريض، كما سيعاني من نزيف حاد في الجهاز الهضمي، وغيرها من الأعراض الأخرى. [1،2]

وفيما يلي نذكر أكثر أعراض التهاب القولون التقرحي المعوية شيوعًا:

الإسهال

يعاني معظم المصابين بالقولون التقرحي من الإسهال المائي بالإضافة إلى زيادة معدلات التبرز لديهم، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى فقدان السوائل والعديد من أنواع الأملاح والمعادن، بما فيها البوتاسيوم، والصوديوم، والمغنيسيوم، والزنك. [1،2]

وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتسبب التهاب القولون التقرحي بالحاجة الملحة للتبرز، خصوصًا بعد تناول المريض للطعام، وقد تكون الحاجة للتبرز شديدة لدرجة أنها تعطل حياة المريض اليومية، وتتسبب بدخول المريض إلى الحمام لأكثر من 10 مرات يوميًا. [1،3]

نزيف المستقيم

يلاحظ المريض المصاب بالتهاب القولون التقرحي خروج مخاط أو صديد مع البراز، وذلك في معظم المرات التي يقوم بالتبرز فيها، كما يمكن أن يخرج دم أحمر مع البراز، وهي من أعراض القولون التقرحي التي تشير إلى وجود نزيف في القولون ناجم عند وجود التقرحات في بطانة القولون. [1،3،4]

غالبًا ما يتم تصنيف التهاب القولون التقرحي إلى عدة مراحل، وذلك بناء على عدد مرات حدوث نزيف المستقيم لدى المريض خلال اليوم، وهي كالآتي: [2]

  • التهاب القولون التقرحي الخفيف: يحدث نزيف المستقيم بمعدل أقل من أربع مرات في اليوم.
  • التهاب القولون التقرحي المعتدل: يحدث نزيف المستقيم بمعدل أكثر من أربع مرات في اليوم.
  • التهاب القولون التقرحي الشديد: يحدث نزيف المستقيم بمعدل أكثر من ست مرات في اليوم.

ومن المهم استشارة الطبيب فورًا عند ملاحظة وجود دم في البراز، فتجاهل ذلك يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد. [2،4]

آلام البطن والمستقيم

غالباً ما تشمل أعراض القولون التقرحي المعاناة من ألم المستقيم أو الشعور بالوخز في المستقيم، بالإضافة إلى تقلصات وآلام في البطن تحدث إما قبل التبرز أو أثناء القيام به. [1،3]

وعادة ما يشير ألم البطن إلى معاناة المريض من هجمة القولون التقرحي أو تفاقم الحالة لديه، ويمكن أن يتراوح هذا الألم من الخفيف إلى الألم الشديد المصحوب بتشنجات مستمرة في عضلات البطن. كما يمكن أن تستمر هذه الآلام أثناء الليل وتكون شديدة لدرجة أن تجعل المريض غير قادر على النوم. [1،4]

للمزيد: التعايش مع التهاب القولون التقرحي 

أعراض القولون التقرحي غير المعوية

يمكن أن يؤدي التهاب القولون التقرحي في تطور العديد من الأعراض الأخرى خارج الجهاز الهضمي، إذ يمكن أن يتسبب الالتهاب الجهازي الناجم عن القولون التقرحي في ظهور الأعراض التالية:

الحمى

تعد الحمى من أعراض القولون التقرحي المحتملة، إذا أنها تحدث لدى ما يقارب 40% من الأفراد المصابين بهذا المرض. وغالبًا ما تكون الحمى المرافقة لالتهاب القولون التقرحي مزمنة ومنخفضة الدرجة. [1]

الإرهاق

من الممكن أن يعاني مرضى التهاب القولون التقرحي من الإرهاق والتعب الشديد وهي من أعراض القولون التقرحي التي تحدث نتيجة لعدة أسباب، ومنها ما يلي: [2،3]

  • معاناة المرضى من الغثيان وفقدان الشهية، وهذا ما يؤثر على قدرتهم على تناول الطعام.
  • تسبب الإسهال المرافق لالتهاب القولون بصعوبة امتصاص الجسم لما يحتاجه من الطاقة والإصابة بالجفاف.
  • الإصابة بفقر الدم الناجم عن نزيف القولون.
  • عدم قدرة المرضى على النوم بشكل كافي واستيقاظهم بشكل متكرر أثناء الليل للذهاب إلى الحمام.

اقرا ايضاً :

التهاب القولون التقرحي وكيفية التعامل معه

فقر الدم

عادة ما ينصح المريض المصاب بالتهاب القولون التقرحي بفحص مستويات الحديد في دمه كل 6 - 12 شهر، فكما ذكرنا سابقًا، يمكن أن يؤدي نزيف المستقيم المتكرر وغير المعالج إلى إصابة المريض بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وهي حالة تتسبب بالعديد من الأعراض لدى المريض، ومنها: [1،4]

  • التعب.
  • شحوب الجلد.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • ضيق في التنفس.

أعراض أخرى

في الحالات الشديدة من التهاب القولون التقرحي، يمكن أن يعاني المريض من أعراض أخرى، ومنها ما يلي: [1،4]

  • قلة الشهية وفقدان الوزن.
  • ألم المفاصل و تورمها.
  • التهاب العين.
  • تقرحات الفم.
  • الطفح الجلدي.
  • الحمامي العقدية، وهي حالة تسبب بظهور نتوءات مؤلمة تحت الجلد الذي يغطي الساق.

أعراض القولون التقرحي الخطيرة

تنجم أعراض القولون التقرحي الخطيرة عن تفاقم الحالة وتطور المضاعفات لدى المريض، وبالتالي يمكن أن تختلف هذه الأعراض من مريض لآخر بناء على المضاعفات التي تطورت لدى المريض. [4،5]

ويمكن أن تشمل مضاعفات القولون التقرحي ما يلي:

  • ثقب القولون

يمكن أن يسبب التهاب القولون التقرحي طويل الأمد بحدوث انثقاب في القولون، وهذا يتسبب بتسرب محتويات القولون إلى البطن والإصابة بالتهاب الصفاق الذي يعتبر من الحالات المهددة للحياة. ويمكن أن تشمل أعراضه ألم البطن الشديد، والغثيان، والقيء، والحمى، والقشعريرة. [5]

كما يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى إنتان الدم، ومن الأعراض التي تدل عليه هبوط ضغط الدم، والشحوب، وبرودة الأطراف، وانخفاض أو تسارع ضربات القلب. [5]

  • تضخم القولون السام

تعد هذه الحالة نادرة، ولكنها من أخطر مضاعفات التهاب القولون التقرحي، والتي تحدث نتيجة لتضخم القولون وتراكم الغازات بداخله، مما يزيد من خطر انفجار القولون وإطلاق البكتيريا والسموم في مجرى الدم. [4،5]

وتتضمن أعراض القولون التقرحي التي تدل على إصابة المريض بتضخم القولون السام ما يلي: [5]

  • سرطان القولون والمستقيم

يمكن أن يتسبب التهاب القولون التقرحي بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وعادة ما يزداد خطر الإصابة بالسرطان كلما زادت مدة المعاناة من القولون التقرحي أو كان المرض يؤثر على مساحة أكبر من الأمعاء. [4،5]

ولهذا، يجب أن يقوم مرضى التهاب القولون التقرحي بإجراء تنظير القولون 1 - 2 عام على الأقل، للتأكد من عدم تطور السرطان في أنسجة القولون أو المستقيم. [4،5]

ويمكن أن تشمل أعراض سرطان القولون والمستقيم على ما يلي: [5]

  • الإسهال أو الإمساك الذي يستمر لفترة طويلة.
  • الشعور بالحاجة الدائمة لإفراغ الأمعاء.
  • نزيف المستقيم والبراز الداكن.
  • فقدان الوزن غير المبرر.
  • الشعور بالضغط في الأمعاء أو المستقيم.
  • الجلطات

من الممكن أن يكون المرضى المصابين بالتهاب القولون التقرحي أكثر عرضة للإصابة بالجلطات الدموية، وخاصة جلطات الأوردة العميقة في الساقين التي يمكن أن تنفصل من الأوردة في الساقين لتصل إلى الرئة وتسبب انصمام رئوي. [5]

ويمكن أن تشمل أعراض جلطات الأوردة العميقة في الساقين على تورم الساق واحمرارها، ودف الساق، وتلون الجلد باللون الأزرق المحمر. [5]

والدي مصاب بالتليف المرحلة الثالثة هل يوحد مراخل أخيرة من أمراض الكبد، وماذا تعني؟

نهاية، تتنوع أعراض القولون التقرحي وتختلف شدتها من مريض لآخر. ففي المراحل المبكرة من المرض، يمكن أن لا يعاني المريض من أية أعراض أو يمكن أن تظهر لديه بعض الأعراض البسيطة مثل الإسهال. لكن، ومع تتطور المرض، ستبدأ أعراض التهاب القولون التقرحي الأخرى بالظهور، مثل نزيف القولون أو آلام البطن.

لكن، يجب الانتباه إلى أن معاناة المريض من بعض الأعراض، مثل فقدان الوزن، أو ألم البطن، أو سرعة نبضات القلب، أو دفء الأطراف أو برودتها، يمكن أن يدل على تطور مضاعفات خطيرة لدى المريض والتي تحتاج إلى التدخل الطبي العاجل.