التوحد عند الكبار هو اضطراب عصبي نمائي يتسم بحدوث مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وصعوبة في التعامل مع الآخرين وفهم مشاعرهم، كما قد يعاني مرضى التوحد من أنماط تفكير وسلوكيات غير مرنة، وأفعال متكررة. عادة ما تظهر أعراض التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة، ولكن في بعض الحالات قد لا يُكتشف إصابة الشخص بالتوحد في طفولته ويتم تشخيصه فيما بعد. [1] 

تعرف في هذا المقال على أسباب التوحد عند الكبار، وأعراضه، ولماذا قد يتأخر تشخيص التوحد عند البالغين، وكذلك طرق علاجه.

أسباب التوحد عند الكبار

لم يعرف سبب مرض التوحد عند الكبار أو الأطفال بالتحديد حتى الآن، ولكن يرجح أنه يرجع إلى مجموعة من العوامل، منها: [2] 

  • العوامل الوراثية: قد يعود سبب التوحد إلى حدوث طفرات جينية تزيد من خطر الإصابة به.
  • العوامل البيئية: يمكن أن تزيد بعض العوامل، مثل انخفاض الوزن عند الولادة، أو تلوث الهواء من خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد في الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك. 
  • عوامل بيولوجية: قد تلعب اضطرابات جهاز المناعة أو التمثيل الغذائي، أو مشاكل تطور ونمو المخ دورًا في الإصابة بالتوحد.

أعراض التوحد عند الكبار

تختلف أعراض داء التوحد عند الكبار من شخص لآخر، وكذلك تأثيرها تبعًا لنشاط الفرد في المجتمع وتحديات الحياة اليومية التي يتعرض لها مريض التوحد، وتشمل علامات التوحد عند الكبار الشائعة ما يلي: [1] [3]

  • صعوبة فهم أفكار الآخرين، ومشاعرهم، وعدم القدرة على تفسير تعابير الوجه، ولغة الجسد، وعدم فهم طرق التلميح والمزاح المتعارف عليها.
  • عدم استطاعة بدء الحوار أو تكوين جمل إنشائية قوية مثل، الجمل السببية والاستنتاجية، والتنبؤ، وكذلك صعوبة حل المشكلات.
  • التحدث بوتيرة واحدة.
  • الميل إلى السلوك النمطي والتكرار.
  • التقيد بروتين معين والإحساس بالانزعاج إذا طرأ أي تغيير على الروتين المعتاد.
  • الحرص على ترتيب الأغراض بشكل معين على المكتب أو الطاولة.
  • تفضيل العمل بمفرده، والاقتصار على أنشطة محدودة جدًا، وتجنب التواصل البصري مع الآخرين.
  • الميل إلى إحداث ضوضاء غير مبررة في أماكن يفترض فيها الهدوء، مثل الاجتماعات والمكتبات.
  • الحساسية الشديدة تجاه المثيرات الحسية، حيث قد يصاحب مرض التوحد عند الكبار حساسية زائدة للضوضاء، والروائح النفاذة، وغير ذلك.
  • الهوس بأمر محدد مثل، فيلم ما، أو سلسلة كتب، أو هواية، أو فترة تاريخية، أو فريق رياضي.
  • إظهار مهارة في أحد المجالات الأكاديمية مثل، الرياضيات، أو تحليل البيانات، ولكنه رغم ذلك يواجه صعوبة في المجالات الأخرى.

اقرأ أيضًا: أعراض التوحد عند الأطفال

دواعي زيارة الطبيب

يوجد بعض العلامات التي تستدعي زيارة الطبيب، فقد تشير إلى الإصابة بالتوحد عند الكبار، مثل: [4] 

  • تشخيص الفرد باضطراب نفسي أو إعاقة ذهنية في مرحلة الطفولة أو فترة المراهقة.
  • الميل إلى العزلة ووجود بعض الاختلافات في الشخصية مقارنة بالآخرين.
  • إصابة أحد الأطفال أو الأقارب بالتوحد وملاحظة ظهور أعراض مشابهة على الشخص.

اقرأ أيضًا: أنواع التوحد الرئيسية

تشخيص مرض التوحد عند الكبار

قد لا يشخص التوحد في مرحلة الطفولة ويكتشف فيما بعد، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل تعوق التشخيص مبكرًا، منها: [2]

  • عدم الانتباه أحيانًا لأعراض التوحد لدى الأطفال، لا سيما القادرين على رعاية أنفسهم، مثل الأشخاص الذين يعانون من متلازمة أسبرجر، وهي أحد أنواع اضطراب طيف التوحد.
  • تداخل أعراض التوحد مع اضطرابات أخرى، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط؛ نظرًا لأنه قد يسبب أيضًا صعوبة في مهارات التواصل، والسلوك المتكرر، ومع ذلك قد يصاب الطفل بكلا الحالتين معًا، ولكن أصبح من السهل الآن التمييز بينهما.

علاوة على ذلك، قد يصعب تشخيص التوحد عند النساء مقارنة بالرجال، وذلك لقدرة المرأة على إخفاء الأعراض التي تعاني منها بصورة أكبر من الرجال، بل إن اهتمامها بالأمور وحرصها على التنظيم الدقيق ربما يفسر خطأً على أنه نمط شخصية معين. [2]

لا يوجد اختبار للتوحد عند الكبار أو الأطفال مثل الاختبارات المعملية أو الاختبارات التصويرية، ويعتمد تشخيص التوحد على الملاحظة والتقييم، حيث يستعين الطبيب في تشخيص مرض التوحد عند الشباب ببعض المعايير المخصصة لتشخيص التوحد عند الأطفال، مثل صعوبة التواصل الاجتماعي، أو القيام بسلوكيات متكررة، أو تركيز الاهتمام بالكامل على شيء محدد، وغيرها. [2] [3]

اقرا ايضاً :

صداع البطن وأنواع أخرى للصداع النصفي

علاج التوحد عند الكبار

تساهم بعض طرق العلاج في مساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد على التعايش، وتخفيف الأعراض المصاحبة من العزلة، والمشاكل الاجتماعية، والقلق، وكذلك تحسين جودة الحياة. [1] [3]

تشمل الطرق التي قد تساهم في تخفيف أعراض التوحد عند الكبار وعلاجه ما يلي: [2] [5]

  • العلاج النفسي: يفيد العلاج النفسي في علاج مرض التوحد عند الكبار من خلال التخفيف من القلق، وضغوط العمل، والعزلة، حيث يساهم العلاج السلوكي المعرفي وهو نوع من العلاج بالكلام في تدريب الشخص على مواجهة تحديات الحياة، وتغيير نمط التفكير، وتعزيز مهارات التواصل.
  • التأهيل المهني: يعمل إعادة التأهيل المهني على المساعدة في التغلب على الصعوبات التي يواجهها مصاب التوحد في بيئة العمل، مثل الشعور بعدم الراحة نتيجة وجود ضوضاء. كما يساهم في مساعدة الشخص في العثور على عمل يتوافق مع اهتماماته ومهاراته.
  • مجموعات الدعم: قد يساهم انضمام مصاب التوحد إلى مجموعات الدعم والتواصل مع آخرين يعانون من التوحد مثله في تعلم أفكار ومهارات جديدة للتعامل مع الأمور واكتساب خبرات.
  • العلاج الدوائي: لا يوجد أدوية لعلاج التوحد عند الكبار، ولكن قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الأعراض المصاحبة للتوحد، مثل القلق والاكتئاب.

اقرأ أيضًا: علاج التوحد السلوكي والدوائي

نصيحة من الطبي

يساهم تشخيص التوحد عند الكبار في مساعدة الشخص وتوجيهه لتلقي العلاج والدعم المناسب لتحسين جودة الحياة وإعانته على المضي قدمًا، ويفيد الإلمام بعلامات وأعراض التوحد في اكتشاف الحالة وعلاجها. 

سمعت كثيراً عن الوذمة الدماغية ولكن أصيب جدي بالوذمة الوعائية في الدماغ، وسؤالي هو ما هي الوذمة الوعائية في الدماغ؟