يعد جذر الخولنجان (بالإنجليزية: Galangal Root) أحد التوابل الأصلية في جنوب آسيا، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بالزنجبيل والكركم. تشير كلمة خولنجان إلى أصل عدة نباتات من عائلة الزنجبيلات (بالإنجليزية: Zingiberaceae)، والخولنجان الأصغر هو الأكثر استخداماً.

يشتق اسم الخولنجان من الكلمة الصينية للزنجبيل، والمعروف نباتياً باسم ألبينيا غالانجا. وتتميز هذه الدرنة بالعديد من الفوائد الطبية والصحية، وقد تم استخدامها في الطب الهندي القديم لعدة قرون. كما تستخدم في يومنا هذا من قبل الكثير من المتخصصين في الرعاية الصحية والطب البديل.

تعرف معنا في هذا المقال على فوائد عشبة خولنجان المتعددة واستخداماتها الرائعة.

ما هو الخولنجان؟

يتساءل الكثير هل الخولنجان هو الزنجبيل، والإجابة هي أن الخولنجان يتميز بأنه عشبة مثل الزنجبيل والكركم، كونه من نفس عائلة الزنجبيل، يبدو متشابهاً معه ولكن طعمه مختلف. الخولنجان له نكهة الفلفل الحادة ونكهة الحمضيات تقريباً، بينما الزنجبيل له طعم حار لاذع وأقل حلاوة.

كذلك، قشرة الخولنجان أنعم وأكثر شحوباً من الزنجبيل ولحمه أصعب بكثير وأشد قسوة، ولا يسهل بشره مثل الزنجبيل، ولكن يجب سحقه أو تقطيعه جيداً قبل الاستخدام. لذا يستخدم عادةً في صورة خولنجان حب أو خولنجان مطحون.

ينتمي الخولنجان إلى عائلة جذمور، ويعرف أيضاً باسم الزنجبيل السيامي، ويستخدم الخولنجان في الطبخ بشكل شائع في مطبخ جنوب شرق آسيا، وخاصةً المطبخ التايلاندي على شكل حساء أو غير ذلك من الأطباق المميزة.ويستخدم في العديد من الأطباق الصينية، والإندونيسية، والماليزية، والتايلاندية، ومثل الزنجبيل والكركم، يمكن تناول الخولنجان طازجاً أو مطبوخاً.

اقرأ أيضاً: الزنجبيل: فوائده واستخداماته

القيمة الغذائية في الخولنجان

يحتوي الخولنجان على العديد من العناصر الغذائية الهامة والمفيدة لجسم الإنسان. تحتوي حصة واحدة من الخولنجان على ما يلي:

  • 45 سعرة حرارية.
  • 2 غرام من الألياف الغذائية.
  • 6٪ بروتين تقريباً.
  • 85٪ كربوهيدرات.

تمثل الزيوت الأساسية في عشبة الخولنجان ما يقارب 0.07 - 0.10٪ في الأوراق، 0.17 - 0.25٪ في الجذور، و 0.25 - 0.28٪ في الجذر. ترتبط تلك الزيوت بوظائف تعزيز المناعة وعلاج للالتهابات.

ويعتبر الخولنجان خالياً من الدهون، ومصدراً للصوديوم، والحديد، وفيتامين أ، وفيتامين ج. كما أنه مليء بمركبات الفلافونويد القوية مثل ألبين، وجالانجين، وكايمبفيرايد، وبعض المواد الكيميائية النباتية، مثل بيتا سيتوستيرول، وإيمودين، وكيرسيتين، لذا فإن فوائد الخولنجان للجسم متعددة ورائعة كما سنوضح في السطور التالية.

فوائد الخولنجان

لآلاف السنين، اعتبر المعالجون العرب والآسيويون الخولنجان غذاء ودواء، لما يتمتع به من خصائص غذائية وطبية متعددة، ويستخدم الآن في جميع أنحاء العالم. نستعرض فيما يلي أهم فوائد الخولنجان:

  • يساعد في محاربة الالتهابات: تلعب مادة جنجرول المضادة للالتهابات والمتواجدة في الخولنجان دوراً في تثبيط تخليق البروستاجلاندين وتمنع مسارات الهيستامين أيضاً، يعمل ذلك كحاجز للعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الجلد الالتهابية، وأمراض الأمعاء.
  • يحمي من بعض أنواع الأورام السرطانية: المركب النشط في جذر الخولنجان، المعروف باسم جالانجين، وهو أكثر المكونات المضادة للأكسدة في الخولنجان. له دور في محاربة الخلايا السرطانية ومنعها من الانتشار. أيضاً، تساهم الفلافونويد في تعديل نشاط الإنزيم وقمع السمية الجينية للمواد الكيميائية. يقاوم جذر الخولنجان سرطان المعدة، والجلد، والبنكرياس، والثدي، والكبد، والقولون.
  • يقي من أمراض القلب ومشاكل القلب والأوعية الدموية: يقلل الخولنجان من تقلصات القلب، عن طريق زيادة تدفق الدم إلى الجهاز الهضمي والأعضاء الحيوية الأخرى. بالإضافة إلى فوائد الخولنجان لضغط الدم حيث يساعد في السيطرة على ضربات القلب وضغط الدم.
  • يخفف الانزعاج الناجم عن مشاكل الجهاز الهضمي: تساعد الألياف الغذائية والمواد الكيميائية النباتية في الخولنجان على تحسين عملية الهضم في المعدة. كما أنه يساعد على تقليل إفراز الأحماض اللعابية والجهاز الهضمي مما يسبب مشكلة للأشخاص الذين يعانون من القرحة. وقد يمنع كذلك الخولنجان فقدان الشهية وآلام البطن. ويخفف الشعور بعدم الراحة في المعدة، بالإضافة لتأثيره كطارد للغازات مما يخفف من انتفاخ البطن.
  • يساعد في علاج أمراض الجهاز التنفسي: الخولنجان له تأثير كبير ومفيد في العديد من مشاكل الجهاز التنفسي، وخاصةً للأطفال الذين يعانون من السعال الديكي، ويستخدم كعلاج طبيعي للبرد والسعال والتهاب الحلق، وله خصائص طاردة للبلغم. يساعد مستخلص الخولنجان أيضاً في السيطرة على الربو ومتلازمة الضائقة التنفسية الحادة وتهدئتهما بفضل تأثيره المضاد للالتهاب.
  • يساعد في خفض مستويات الكوليسترول في الدم: يمكن لمركبات الفلافونويد الأساسية في الخولنجان أن تمنع تصنيع الأحماض الدهنية، وبالتالي تقلل مستويات الكوليسترول في الدم ومستويات الدهون الثلاثية.
  • يستخدم في علاج الإسهال: الخولنجان له تأثير مضاد للبكتيريا، يمكنه التخلص من البكتيريا المسببة للأمراض، مثل الإسهال، حيث اكتشف النشاط المضاد للميكروبات من مستخلصات الخولنجان المختلفة لبعض سلالات البكتيريا المسببة للأمراض، التي تنتقل عن طريق الغذاء مثل، الإشريكية القولونية، والسالمونيلا، والمكورات العنقودية الذهبية التي تسبب الإسهال.
  • يرتبط بصحة الدماغ والوقاية من فقدان الذاكرة: تعمل مضادات الأكسدة بالخولنجان على تحسين الإدراك، والحماية من التدهور العقلي، والخرف، والزهايمر، وتعزيز صحة الدماغ، والوقاية من الاكتئاب، بالإضافة إلى تأثيره المضاد لفقدان الذاكرة.
  • يحمي جذر الخولنجان العظام ويحافظ على سلامتها: تحتوى عشبة خولنجان على مجموعة كبيرة من الفيتامينات، مثل فيتامين سي،وفيتامين ك، وفيتامين e، وفيتامين أ، وأملاح ومعادن كالصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور. ومن فوائد الخولنجان للعظام أيضاً أنه يقلل الأعراض والألم بشكل كبير لدى مرضى هشاشة العظام، والذين يعانون من آلام شديدة في الركبة.

اقرأ أيضاً: فوائد الكركم مع الزنجبيل الصحية

فوائد عشبة خولنجان للنساء

يعتبر الخولنجان مصدر قوي لمضادات الأكسدة والأحماض الدهنية والفيتامينات والمعادن. لذا فهو يتمتع بخصائص مذهلة للنساء بشكل خاص كما يلي:

  • تعمل مضادات الأكسدة على طرد السموم من الجسم، والسماح بدخول العناصر الغذائية إلى أنسجة الجلد، وتحسين الدورة الدموية، مما يساعد على الحفاظ على شباب البشرة وتأخير الشيخوخة، ومحاربة الخطوط والتجاعيد من خلال منع دخول الجذور الحرة إلى الجسم. يساعد فيتامين ج أيضاً على تجديد خلايا الجلد وتحسين مرونته.
  • تشتمل فوائد الخولنجان للمتزوجات على أنه يعزز الرغبة الجنسية، وكذلك يستخدم في دول جنوب شرق آسيا الخولنجان في علاج اضطرابات الدورة الشهرية، حيث أن من فوائد الخولنجان للرحم أنه ينشط الدورة الدموية في الرحم والمهبل، ويسهل ويحفز من حدوث الدورة الشهرية بانتظام فى وقتها المناسب.
  • يساعد الخولنجان على تضييق المهبل، وإعادته إلى حجمه الطبيعي، وخاصةً بعد التقدم في العمر، والولادة الطبيعية.
  • يساعد على التخلص من الغثيان في فترة الصباح، وهذه من أهم فوائد الخولنجان للحامل، إذ يمكن للعنصر النشط بالخولنجان وهو الجنجرول أن يهدىء الأعصاب، ويريح العضلات، مما يساعد في تخفيف من الغثيان والقيء عند الحوامل.

اقرأ أيضاً: كل ماتحتاجين لمعرفته عن علاج توسع المهبل بالاعشاب

كيف أعرف زيت شجرة الشاي الأصلي؟ وهل يمكن استخدامه فعلاً في علاج حب الشباب؟

فوائد الخولنجان للشعر

يعد لجذر الخولنجان فائدة كبيرة في الحفاظ على صحة الشعر، كونه غني بمضادات الأكسدة، والفيتامينات، والمعادن، بالإضافة لما يتمتع به من خصائص مطهرة، وقدرته على تحسين الدورة الدموية، مما يعزز نمو الشعر، ويقوي الجذور، ويسمح بتدفق الأكسيجين -اللازم لتغذية يصيلات الشعر- لفروة الرأس.

أيضاً، يمكن لتأثير الخولنجان المطهر محاربة قشرة الرأس والفطريات أو الالتهابات التي يمكن أن تصيب فروة الرأس، فيما يعتبر من أهم فوائد الخولنجان للشعر.

اقرأ أيضاً: فوائد الزنجبيل للشعر

فوائد الخولنجان للرجال

يحتوى نبات الخولنجان على كمية هائلة من فيتامين E وعنصر الزنك الذى يستخدم كثيراً لعلاج مشاكل الخصوبة الجنسية، بالإضافة إلى فوائد الخولنجان للانتصاب من خلال تحسين الدورة الدموية، وسهولة تدفق الدم إلى العضو التناسلي الذكري.

لذا يستخدم الخولنجان لعلاج مشاكل الضعف الجنسي للرجال، وزيادة إنتاج الحيوانات المنوية، وتحسين جودتها وسرعتها، وزيادة كثافة السائل المنوي، ومن فوائد الخولنجان للرجال أيضاً تقليل خطر العقم.

اضرار الخولنجان ومحاذير الاستخدام

تعتبر الآثار الجانبية والأخطار الناتجة عن استخدام الخولنجان نادرة الحدوث نسبياً، وفي بعض الحالات قد يسبب الإفراط في تناول جذر الخولنجان ما يلي:

  • التعرض لخطر الإجهاض أو إحداث ضرر للجنين، في حال تناول الحامل للخولنجان، لذا مثل معظم الأعشاب، يجب تجنب استخدام الخولنجان أثناء الحمل.
  • الدوخة وآلام الأمعاء والقيء، وخاصة مع الجذور الطازجة للخولنجان.
  • اضطراب المعدة أو زيادة حمض المعدة، لذلك من الأفضل تجنب تناول الخولنجان أو الإكثار منه في حالات ارتجاع المريء أو القرحة الهضمية.
  • ظهور ردود فعل تحسسية على الجلد، لذا يجب الحيطة عند استخدام مرضى الحساسية لجذر الخولنجان.
  • الضعف العام، وانخفاض الطاقة، في حال التعرض لنوع من التسمم عند استهلاك كمية كبيرة من جذر الخولنجان.
  • أعراض تسمم أخرى ناتجة عن الإفراط في تناول الخولنجان، مثل الإغماء، وكثرة التبول، والإعياء، وتساقط الشعر، وفقدان الشهية، وبعض من نوبات الصداع النصفي والكلي.

اقرا ايضاً :

الوصفات العلاجية الشعبية في منطقة الغرب الجزائري- الجزء الأول